عادي
أمين عام الحلف: عملية انضمام فنلندا ستكون سلسة وسريعة

روسيا تتوعد بإجراءات رد تقنية عسكرية على توسع «الناتو»

23:35 مساء
قراءة 4 دقائق
3

أكد مسؤولون روس، أمس الخميس، أن انضمام فنلندا لحلف الأطلسي يشكل تهديداً ستتصدى له روسيا بإجراءات رد تقنية عسكرية وأخرى، وحذروا من أن الصراع مع الناتو ينذر بخطر الانزلاق إلى سيناريو كارثي للجميع، في وقت يتجه الحلف لإقرار مفهوم استراتيجي جديد لتوجيه عمل الحلف خلال العشرية المقبلة، وبحث رد موحد على موسكو.

خطوة عدائية تستحق الرد

قالت روسيا الخميس إن مسعى فنلندا للانضمام لحلف شمال الأطلسي خطوة عدائية تشكل بالتأكيد تهديداً لأمنها. وقال الكرملين إنه سيرد، وأوضح أن ذلك سيعتمد على إلى أي مدى سيحرك حلف شمال الأطلسي أصولاً عسكرية بالقرب من الحدود الروسية الفنلندية التي تمتد مسافة 1300 كيلومتر.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنه يتعين على روسيا اتخاذ خطوات انتقامية سواء فنية عسكرية أو ذات طبيعة أخرى من أجل وقف تنامي التهديدات لأمنها الوطني. وأضافت هلسنكي يجب أن تكون على علم بمسؤوليات وتبعات مثل هذه الخطوة.

وشددت الخارجية الروسية في بيان على أن إعلان رئيس فنلندا ساولي نينيستو ورئيسة حكومتها سانا مارين صباح أمس، عن تأييدهما لفكرة انضمام البلاد إلى الناتو يمثل تغييراً جذرياً لنهج هذه الدولة السياسي الخارجي. 

ولفتت إلى سياسة عند الانحياز عسكرياً التي انتهجتها فنلندا على مدى عقود كانت ركيزة للاستقرار في شمال أوروبا وضمنت أمن الدولة الفنلندية بشكل واثق وشكلت أساساً متيناً لتطوير التعاون وعلاقات الشراكة متبادلة المنفعة بين هلسنكي وموسكو والتي تم فيها خفض دور العامل العسكري إلى نقطة الصفر.

ولفتت الخارجية الروسية إلى أن انضمام فنلندا إلى الناتو سيشكل انتهاكاً مباشراً لالتزاماتها الناجمة عن معاهدات باريس للسلام عام 1947 وكذلك الاتفاقية المبرمة بين موسكو وهلسنكي عام 1992 بشأن أسس العلاقات بينهما.

تحذير من رد فعل متكافئ

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين: «انضمت فنلندا للخطوات غير الودية التي يتخذها الاتحاد الأوروبي ضد بلادنا. وهذا أمر لا يسعه إلا أن يثير أسفنا ويكون سبباً في ردود فعل متماثلة من جانبنا».

ورد بيسكوف على سؤال عما إذا كان ذلك يشكل تهديداً على روسيا قائلاً: «بالتأكيد. توسعة حلف شمال الأطلسي لا تجعل قارتنا أكثر استقراراً وأمناً».

سيناريو كارثي

صرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، بأن ضخ الناتو لمزيد من الأسلحة لأوكرانيا، وتدريب قواتها على استخدام المعدات الغربية يزيد من احتمالات نشوب صراع مباشر مع الحلف.

وقال ميدفيديف، أمس الخميس على قناة «تليغرام» الخاصة به: «إن حديث المحللين الأجانب لا ينقطع حول حرب الناتو مع روسيا، وعلاوة على ذلك يصبح تشاؤم الرؤوس المتحدثة أكثر وضوحاً وصراحة. فهم يحاولون بكل قوتهم إدخال فرضية أن روسيا تضع على جدول أهدافها إخافة العالم بنزاع نووي، حتى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نفسه خرج مؤخراً بتصريح بهذا المضمون. حقاً، وبطبيعة الحال، رغبة منه في نكاية بايدن لا أكثر. لكن الأوروبيين يصرخون بدورهم بأصواتهم الرقيقة».

وأوضح ميدفيديف أنه في سياق الحرب بالوكالة التي أطلقتها الدول الغربية ضد روسيا، فإن هناك بعض النقاط التي يتعين على العقلاء الالتفات إليها وهي إن قيام دول الناتو بضخ الأسلحة لأوكرانيا، وتدريب قواتها على استخدام المعدات الغربية، وإرسال المرتزقة، وإجراء التدريبات من قبل دول الحلف بالقرب من الحدود الروسية، يزيد من احتمالية نشوب صراع مباشر ومفتوح بين الطرفين بدلاً من «الحرب بالوكالة». 

وأضاف ينطوي مثل هذا الصراع دائماً على خطر الانزلاق إلى حرب نووية متكاملة الأركان، وسيكون هذا سيناريو كارثي للجميع.

ترحيب أطلسي وأوروبي

رحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بقرار قادة فنلندا تأييد الانضمام إلى الحلف، مشيراً إلى أن العملية ستكون «سلسلة وسريعة».

وأكد ستولتنبرغ بدوره أن القرار يعود إلى فنلندا وحدها. وقال: «الانضمام إلى الناتو سيعزز أمن الناتو وفنلندا على حد سواء».

 تعليق صيني

قال مسؤول عسكري صيني، إن الصراع في أوكرانيا سيسرع التحول الجيوسياسي من الغرب إلى الشرق، فكلما ازداد انضمام الشرق للناتو كلما أصبحت أوروبا غير آمنة.

وأضاف الرئيس السابق لمركز التعاون الأمني الدولي بوزارة الدفاع في الصين: عندما تنضم فنلندا إلى الناتو، قد تظهر قوات التحالف في المنطقة المجاورة مباشرة والقريبة من سانت بطرسبرغ الروسية.

وأشار المسؤول إلى أن الكرملين كان قد حذر من عواقب انضمام أعضاء جدد إلى حلف شمال الأطلسي، داعياً الحلف إلى أخذ موقف روسيا من هذه القضية على محمل الجد، كما حذر الكرملين من أن مثل هذه الخطوة ستنهي الوضع غير النووي لبحر البلطيق.

وتابع المسؤول: «من المفارقات أنه كلما زادت شعبية الناتو، أصبحت أوروبا أقل أمناً. إذا كان الخوف الرئيسي لحلف الناتو هو إطلاق أسلحة نووية تكتيكية روسية، فلماذا إذن يضايق الناتو روسيا بلا كلل؟ الأمن في أوروبا، الذي أصبح الآن شيئاً من الماضي، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التعاون مع روسيا».

رد موحد واستراتيجية جديدة

 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكن، سيزور ألمانيا الأسبوع المقبل. وأوضحت في بيان أن بلينكن سيبحث مع نظرائه في الناتو الرد الموحد على العملية الروسية في الأراضي الأوكرانية. كما أعلنت أن أعضاء الحلف سيقرون مفهوما استراتيجياً جديداً لتوجيه عمل الحلف خلال السنوات العشر المقبلة.

ترحيب أوروبي

رحب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بتمهيد قادة فنلندا الطريق لبلدهم للانضمام إلى الحلف. وقال إن الاتحاد الأوروبي والناتو لم يكونا يوماً بهذه الدرجة من التقارب. وأكد أن انضمام فنلندا إلى الحلف سيشكّل خطوة تاريخية فور اتخاذها ستسهم بشكل كبير في أمن أوروبا. وأفاد في تغريدة: «إنه مؤشر ردع قوي في وقت تخوض روسيا حرباً في أوكرانيا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"