عادي
ثروات مليارديرات النقود الرقمية تتضاءل

تهاوي العملات المشفرة... إلى أين؟

19:37 مساء
قراءة 4 دقائق
image

دبي: خنساء الزبير

يشهد سوق العملات المشفرة ضغوطاً كبيرة مؤخراً، فمع استمرار «الاحتياطي الفيدرالي» في رفع أسعار الفائدة تأخذ الأسهم في الانخفاض وتتهاوى معها العملات المشفرة، وأدى هذا بشكل عام إلى خلق الكثير من المخاوف في أسواق هذه العملات.

وانخفضت عملة «البيتكوين» إلى ما دون مستوى 27000 دولار الخميس، وانخفضت عملة «إيثر» بأكثر من 13% إلى 1,832.33 دولار. وتراجعت هذه العملات مع الأسهم بعد أن أفاد مكتب إحصاءات العمل بأن أسعار المستهلكين لشهر إبريل قفزت بنسبة 8.3% وهو ما كان أعلى بقليل من المتوقع من قبل الاقتصاديين الذين استُطلعت آراؤهم من قبل «داو جونز».

وهذه هي المرة الثانية التي تنخفض فيها عملة «البيتكوين» هذا الأسبوع في نطاق 29000 دولار؛ ووصف المحللون مستوى ال 30 ألف دولار بأنه مستوى رئيسي لهذه العملة التي تُعد أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، ويقال بأنها قد تنخفض أكثر إذا لم تستطع الصمود.

وفي هذا الوقت من الأسبوع الماضي لامست أعلى مستوى لها عند 40 ألف دولار لكنها عكست مسارها سريعاً في اليوم التالي وظلت تهبط إلى مستويات دنيا منذ ذلك الحين.

هلع المستثمرين

أثارت هذه الأوضاع فزع المستثمرين، مما دفعهم إلى الخروج من الأصول الخطرة بما في ذلك العملات المشفرة التي تظل مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمؤشر «ستاندرد آند بورز»، ومؤخراً مؤشر«ناسداك».

ويدرك المستثمرون أيضاً الأخبار الكبيرة من مشروع «تيرا» الذي تحطمت فجأة عملته المستقرة «تيرا دولار» الرائجة وذلك بنسبة 100% تقريباً في الأسبوع الماضي وفك ارتباطها ب 1 دولار. ومن المفترض أن تكون العملة اللامركزية المستقرة خوارزمياً مدعومة بمجموعة من الأصول الرقمية بما في ذلك «البيتكوين».

هبطت «تيرا دولار»، والمعروفة كذلك بالاختصار«UST» لأقل من 40 سنتاً لأول مرة يوم الأربعاء عندما اندفع حاملوها للتخلص من التوكين (الرمز) UST، فيما وصفه البعض بأنه «تدافع بنكي»، وأدى هذا لانخفاض التوكين مرة واحدة إلى 31 سنتاً، وفقاً لبيانات من موقع «كوين جيكو».

تم إنشاء هذه العملة «المستقرة خوارزمياً» في سنغافورة في عام 2018 والتي تهدف إلى تتبع قيمة الدولار كما تفعل عملات مشفرة أخرى مثل «التيثر» و«يو اس دي سي» ومع ذلك، وعلى عكس تلك العملات المشفرة، ليس لدى «تيرا» أموال نقدية وأصول أخرى محتفظ بها في احتياطي لدعم رمزها، وبدلاً من ذلك يُستخدم مزيج معقد من الكود -جنباً إلى جنب مع رمز شقيق يسمى لونا -لتحقيق الاستقرار في الأسعار.

ويُعد هذا التوكين مهمّاً لمستثمري «البيتكوين»؛ حيث إن المنظمة «لونا فاونديشن جارد» التي تدعم مشروع «تيرا» تمتلك مليارات الدولارات من «البيتكوين» التي يمكن إغراق السوق بها في أي وقت. ويعلق مات هوغان، كبير مسؤولي الاستثمار في بت وايز لإدارة الأصول، قائلاً: «اليوم يراقب كل مستثمر محترف في العملات المشفرة رمز تيرا، ليرى ما إذا كان بإمكان هذه العملة الحفاظ على ارتباطها بالدولار. من الواضح أن هناك مخاطر كبيرة في السوق».

الودائع في «أنكور»

انخفضت الودائع في أنكور (بروتوكول الإقراض الرئيسي لشركة تيرا) من 10.3 مليار توكن في 6 مايو إلى 6.4 مليار فقط يوم الثلاثاء وفقاً لبيانات من منصة تحليلات البلوك تشين «نانسين»، وقدم أنكور للمستخدمين عائداً سنوياً بنسبة 20% تقريباً على مقتنيات التوكين وهو معدل يعتقد العديد من المحللين أنه غير مستدام. وفي يوم الاثنين قالت منظمة لونا فاونديشن جارد إنها ستقرض ما قيمته 750 مليون دولار من عملة «البيتكوين» للشركات التجارية للمساعدة في حماية ارتباط التوكين بالدولار، بينما سيتم إقراض 750 مليون دولار أمريكي أخرى لشراء المزيد من «البيتكوين» مع عودة ظروف السوق إلى طبيعتها.

وفي تغريدة متابعة ذكرت المنظمة أنها سحبت 37000 «بيتكوين» - بقيمة تزيد على مليار دولار بالأسعار الحالية – للإقراض، وقالت إن القليل للغاية من عملات «البيتكوين» المقترضة قد تم إنفاقها لكنها تُستخدم حالياً لشراء التوكين UST. ويشعر العديد من المستثمرين بالقلق من أن المنظمة قد باعت، أو ستبيع، جزءاً كبيراً من عملة «البيتكوين» لدعم التوكين، وقد أشار المحللون إلى أن محفظة «البيتكوين» الخاصة بالمجموعة أصبحت الآن فارغة تماماً. وكانت لونا، نظيرة تيرا، قد فقدت أكثر من ثلاثة أرباع قيمتها مؤخراً، وكان آخر تداول لها بسعر 3.78 دولار.

إضافة إلى مشاكل حاملي التوكين UST قامت منصة باينانس، وهي أكبر صرافة للعملات المشفرة من حيث حجم السوق، بتعليق عمليات سحب كلٍ من هذا التوكين وعملة لونا مؤقتاً بسبب الحجم الكبير من معاملات السحب المعلقة مستشهدة بازدحام الشبكة.

وفي حوار مع شبكة «سي ان بي سي» قال نيك كارتر، المؤسس المشارك ل«كوين متريكس»، بأنه يعتقد أن السوق يتوقع بعض عمليات البيع القسري في جزء من «تيرا» والاحتياط، ويرى بأنها كارثة لكنها متوقعة للغاية، ويقول لم تنجح أي عملة مستقرة خوارزمياً على الإطلاق وهذه ليس استثناءً.

تضرر مليارديرات «المشفرة»

بدأت ثروات مليارديرات العملات المشفرة التي تضخمت على مدى العامين الماضيين في التضاؤل، بعد عمليات بيع بدأت بتدفق أسهم التقنية إلى النقود الرقمية.

فبعد أن كان براين أرمسترونج، مؤسس شركة «كوين بيز جلوبال»، يمتلك ثروة شخصية تبلغ 13.7 مليار دولار في نوفمبر تراجعت الآن إلى 2.3 مليار دولار فقط وفقاً لمؤشر «بلومبيرج بليونيرز»، حيث أدى بيع العملات الرقمية، كالبيتكوين والايثر، إلى انخفاض حاد في القيمة السوقية لكوين بيز أكبر صرافة عملات مشفرة في الولايات المتحدة. كما خسر الشريك المؤسس لهذه الشركة أيضاً، فريد إهرسام، وأصبحت ثروته حالياً 1.3 مليار دولار، بانخفاض أكثر من 60% هذا العام.

وتراجعت أسهم الشركة بنسبة 78% منذ طرحها العام الأولي في إبريل 2021 حتى يوم الأربعاء، وانخفضت بنسبة 23% أخرى إلى 56.50 دولار في الساعة 12:18 مساءً، بعد أن حذرت الشركة من أنه من المتوقع أن ينخفض حجم التداول والمعاملات الشهرية للمستخدمين في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول.

وتعرض مايكل نوفوغراتز، الرئيس التنفيذي لبنك التشفير الرقمي «جالاكسي ديجيتال» لانخفاض ثروته إلى 2.9 مليار دولار من 8.5 مليار دولار في أوائل نوفمبر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"