عادي
اسأل الخليج

يتقدمها ريال مدريد.. تعرف إلى أشهر أخطاء الفرق والمنتخبات الإدارية

13:48 مساء
قراءة 6 دقائق
إعداد: معن خليل
من يصدق أن ريال مدريد قد يرتكب أكبر خطأ إداري في تاريخه العريق بعدما أشرك لاعباً موقوفاً خلال المباراة التي جمعته مع قادش في كأس ملك إسبانيا لكرة القدم عام 2015؟
نعم حدث ذلك، على الرغم من أنه من أكثر أندية العالم احترافاً، فقد كلفه ذلك الخطأ، خسارة اللقاء، والاستبعاد من البطولة، في واقعة كانت غريبة بالنسبة لنادٍ يملك جيشاً من الموظفين برواتب خيالية، وكان من المفترض ألا يقع في هذا المحظور.
الغريب أن ريال مدريد عرف بالخطأ القانوني بعد غشراك الروسي دينيس تشيرشيف خلال اللقاء مع قادش، والمثير أكثر أن اللاعب هو من افتتح التسجيل للنادي الملكي قبل أن يخرجه المدرب آنذاك رافائيل بنيتيز بين الشوطين، وسط صيحات السخرية من جمهور قادش، والذي وضع إداريي ومسوؤلي ريال مدريد في موقف محرج للغاية، وقد ركزت كاميرات النقل المباشر على تعابير وجوههم خلال اللقاء التي كشفت عن عمق الأزمة التي وقع فيها أكثر فريق إحرازاً للقب دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني.
وكان تشيرشيف يلعب معاراً إلى نادي فياريال قبل عام 2015 عندما نال ثلاثة إنذارات مما كان يعني قانونياً غيابه عن لقاء قادش الأخير، وهذا لم يحصل بسبب تقصير إداري في أكثر الفرق احترافاً في العالم، الذي تعرض وقتها لسهام النقد والاستهزاء بعد اللقاء الذي شكل فضيحة لم يعرفها النادي الملكي من قبل.
وهناك وقائع أخرى أخرجت أندية ومنتخبات من بطولات مهمة وكبرى بسبب إشراك لاعبين غير مؤهلين قانونياً للعب، فكيف لو حدث ذلك في تصفيات كأس العالم، ففي مونديال 2014 تم إلغاء نتيجة 9 مباريات في إفريقيا، وهو ما عدَّ كارثة لكرة القدم في القارة السمراء، لانتشار الجهل الإداري في عصر التطور والإنترنت؛ حيث يمكن الوصول إلى المعلومة في ثوانٍ معدودة، وبكبسة زر واحدة.
عموماً ليس ريال مدريد من أخطأ إدارياً وحده، فهناك الكثير من الحالات، والمفارقة أن بعضها حصلت في إسبانيا وتحديداً في كأس الملك، كما هي الحال في فريق أوساسونا الذي تم استبعاده من نسخة 2015 بعدما أشرك لاعبه أوناي غارسيا خلال مباراته أمام ميرانديس، على الرغم من أنه تم طرده في الموسم الذي قبله، ولم يكن يحق له اللعب في أول لقاء بالبطولة.
أما الحالة الثالثة، فمن المفارقات أنها حصلت مع بينتيز مدرب ريال مدريد في 2015 والذي وقع فريقه في خطأ عندما كان يشرف على نادي فالنسيا عام 2001، بعدما قام الجهاز الإداري بخطأ فادح أيضاً، بإشراك 4 لاعبين من خارج أوروبا في مباراة واحدة كانت أمام نوفيلدا المغمور على الرغم من أن القوانين تسمح بثلاثة فقد، ليتم استبعاد الفريق المعروف باسم «الخفافيش» من كأس الملك.
وقد يكون وقع الخطأ الإداري أكثر مأساوية عندما يتعلق الأمر بفوز ساحق في مباراتين تؤهلان إلى دور المجموعات في أهم بطولة قارية؛ هي دوري أبطال أوروبا، ثم ينتهي الحلم بعد إشراك لاعب موقوف.
هذا ما حصل بالفعل مع ليجيا وارسو الذي كان يحلم في عام 2014 بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى بعد غياب 19 عاماً وتحديداً منذ عام 1995، وهذا ما تحقق على أرض الواقع عندما فاز على سلتيك الاسكتلندي 4 -1 ذهاباً وبهدفين نظيفين إياباً، لكن احتفالاته بالنصر الكبير لم تستمر طويلاً بعدما تم اكتشاف إشراكه للاعب مخالف، وليتم تخسيره ويصعد سلتيك مكانه إلى دور المجموعات.
وكان بارتوز بيرزينسكي طرد في آخر مباراة خاضها ليجيا وارسو بالدوري الأوروبي «يوروبا ليج» وتم إيقافه لمدة 3 مباريات، ولكنه شارك في آخر دقيقتين من مباراة الإياب التي خاضها الفريق أمام سلتيك الاسكتلندي والتي انتهت بفوز ليجيا 2- صفر على الرغم من أن عقوبته لم تستنفذ، ليدفع الفريق البولندي ثمناً غالياً لإشراكه لاعبه في دقيقتين فقط.
وكان فريق سلتيك الاسكتلندي هو أكثر أندية أوروبا حظاً بعد أخطاء من هذا النوع؛ حيث سبق له أن تأهل أيضاً إلى دور المجموعات في بطولة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» موسم 2011 - 2012 بقرار إداري لإشراك سيون السويسري خمسة لاعبين غير مؤهلين للمشاركة.
وكان سيون تعادل ذهاباً مع سلتيك سلباً وفاز عليه إياباً 3 -1 خلال مرحلة التصفيات المؤهلة إلى دور المجموعات في «يوروبا ليج»، لكنه اعتبر خاسراً بسبب مخالفات إدارية؛ حيث كان الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» منعه وقتها من إجراء أي تعاقدات مع لاعبين جدد، إلا أنه لم يمتثل للأمر وضم خمسة لاعبين شاركوا جميعهم أمام سلتيك؛ لذلك اعتبر خاسراً للقاء.
وتعرض سيون بعد ذلك لأكبر عقوبة في التاريخ بسبب مخالفات إدارية بعدما قرر الاتحاد السويسري حسم 36 نقطة من رصيده في الدوري المحلي؛ بعد أن قام بإشراك لاعب على الأقل من أصل الخمسة الذين تعاقد معھم في 12 مباراة محلیة، من بينها 10 في الدوري واثنتان في مسابقة الكأس.
وجاء قرر الاتحاد الدولي «فيفا» بمنع سيون من التعاقد مع لاعبين جدد خلال فترتي انتقالات على التوالي؛ وذلك بسبب ضمه للحارس المصري السابق عصام الحضري من دون علم نادیه الأھلي، لكن سیون استند إلى حكم المحاكم المدنیة لإجراء خمسة تعاقدات خلال صیف 2011 وھو الأمر الذي عارضه الاتحاد الأوروبي وتسبب باستبعاده عن مسابقة «یوروبا لیج».
وفي بطولة قارية أخرى هي دوري أبطال إفريقيا فقد مازيمبي من الكونجو فرصة الدفاع عن لقبه عام 2011 بعدما خرج قبل وصوله إلى مرحلة المجموعات بخسارته إدارياً أمام الوداد المغربي، لإشراكه للاعب موقوف.
واكتملت المفارقات الإدارية في بطولة قارية أخرى هي دوري أبطال آسيا وفي دور متقدم؛ حيث عُدَّ سباهان الإيراني خاسراً أمام السد القطري صفر- 3 في ذهاب دور الثمانية لنسخة عام 2011 بعدما كان فاز في الملعب بهدف نظيف بعد إشراكه حارس مرماه رحمان أحمدي على الرغم من أنه نال إنذارين خلال منافسات دور المجموعات حين كان يلعب مع نادٍ آخر هو بيروزي الإيراني.
كما وصلت الأخطاء الإدارية إلى بلاد كرة القدم؛ حيث تم خصم 4 نقاط من رصيد نادي فلامنجو في الدوري البرازيلي عام 2013 بسبب إشراك اللاعب أندري سانتوس في الجولة الأخيرة من منافسات البطولة أمام كروزيرو، على الرغم من أنه كان طرد من مباراة فريقه في نهائي بطولة الكأس أمام بارانانسي.
وبالتزامن مع واقعة فلامنجو وفي نفس المرحلة تم خصم 4 نقاط من رصيد بورتوجيزا، لإشراكه اللاعب لوسا الموقوف أمام جريميو مما ساهم في هبوطه إلى الدرجة الثانية.
9 أخطاء
ولا تقتصر الأخطاء الإدارية الفادحة على الأندية وحسب؛ بل تطال المنتخبات أيضاً، وقد شهدت تصفيات مونديال 2014 عن قارة إفريقيا 9 مهازل إدارية جاءت جميعها بشكل متتالٍ، مما غير معادلات المجموعات تماماً، وكان منتخب الجبل الأخضر الأكثر تضرراً بعدما فاز على تونس بهدفين وضمن صعوده إلى المرحلة النهائية عن المجموعة الثانية، قبل أن يتم اكتشاف إشراكه للاعب موقوف ليتم تخسيره وتتأهل تونس مكانه.
وفي المجموعة الثانية وضمن نفس التصفيات، حدثت ربما أغرب واقعة إدارية في التاريخ وهي تخص منتخب غينيا الاستوائية الذي أشرك لاعباً موقوفاً أمام الرأس الأخضر مرتين ليربح الأخير نقاط المباراتين، قبل أن يخسر بنفس الطريقة أمام تونس.
ولأن إفريقيا هي قارة العجائب إدارياً على صعيد كرة القدم، فلقد توالت الوقائع؛ حيث فازت إثيوبيا على بوتسوانا 2-1 في الملعب ضمن منافسات المجموعة الأولى وخسرت في المكاتب لإشراكها للاعب لا يحق له اللعب، وهو «السيناريو» الذي تكرر مع المنتخب السوداني في المجموعة الرابعة؛ حيث فاز على نظيره الزامبي بهدفين نظيفين وتم تخسيره لأنه أشرك اللاعب سيف علي الموقوف.
كما نالت الكونجو والنيجر والكاميرون وأنجولا نقاط مبارياتها مع بوركينا فاسو والجابون وتوجو وليبيريا للسبب نفسه، وإن كانت الكاميرون أكثر المستفيدين لأنها خسرت أمام توجو واعتبرت فائزة بعد الخطأ الإداري لتسمح لها النقاط الثلاث في التأهل إلى المرحلة الأخيرة ثم الصعود إلى مونديال 2014 في البرازيل.
وقد يكون الخطأ في تصفيات مهمة مثل التأهل إلى الأولمبياد؛ حيث كانت قارة آسيا على موعد هذه المرة مع خطأين غيّرا أموراً كثيرة وساهما في تأهل الإمارات للمرة الأولى في تاريخها إلى أولمبياد لندن عام 2012.
الحادثة الأولى جرت في يونيو/ حزيران عام 2011 عندما التقى منتخبا العراق وإيران في الدور الأول من تصفيات أولمبياد لندن وفازت الأخيرة 1- صفر لكنها خسرت إدارياً بعد إشراكها للاعب موقوف، ليتأهل العراق إلى مرحلة المجموعات ويقع في مجموعة واحدة مع منتخب الإمارات.
وألتقى منتخبا الإمارات والعراق في لقاء الذهاب الذي أقيم في العين، وفاز الأخير بهدفين نظيفين لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» قرر تخسيره لاحقاً لإشراكه اللاعب فيصل جاسم الموقوف، لتكون المفارقة أن العراق خرج بنفس الطريقة التي صعد فيها إلى دور المجموعات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"