جائزة لجائزة الشارقة للإبداع العربي

00:46 صباحا
قراءة دقيقتين

يوسف أبو لوز

انطلقت جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول) في العام 1996، وشكّلت منذ أن أطلقتها دائرة الثقافة حالة ثقافية عربية تحتفي بالمنجز الأدبي الأول لكتّاب وكاتبات يقعون في المدى العمري ما بين الثامنة عشرة والأربعين. ومن شروطها أيضاً، وهو شرط على درجة كبيرة من الأهمية، أن تكون المادة الأدبية المقدّمة للجائزة لم يسبق لها أن قدّمت لنيل درجة جامعية (ماجستير أو دكتوراه مثلاً) ما يعني أن جوهر الجائزة هو إبداعي أولاً وأخيراً في إطار حقولها الستة: الشعر، الرواية، القصة القصيرة، المسرح، أدب الطفل، والنقد الأدبي.

هذه الحقول تعني أن الفائزين في كل دورة هم 18 كاتباً وكاتبة من المبدعين الشباب من الجنسين يتوفر لهم أن ينشروا إصدارهم الأول في دائرة الثقافة، ويحصلوا على تكريمات مادية ومعنوية، وفي الوقت نفسه يحظون بإعلام صحفي ثقافي إماراتي وعربي واسع، إلى جانب ورشات العمل النقدية والنظرية والتطبيقية التي تنظمها الدائرة في الشارقة في كل دورة من دورات الجائزة.

في هذه الدورة الخامسة والعشرين بلغت المشاركات في حقول الجائزة 417 مشاركة من بلدان عربية، سبق وأن فاز منها كتّاب وكاتبات، كما وسبق أن نشرت أو صدرت أعمالهم الأولى عن دائرة الثقافة، والجميل في هذا المشهد الثقافي العربي التقاء هؤلاء الكتاب والكاتبات في الإمارات، وبالتالي ولادة صداقات أدبية وثقافية وشخصية بينهم. وأرى أن هذه الخصيصة الإنسانية لا تقل في أهميتها العروبية الوطنية عن الفوز الشخصي بالجائزة، فالأدب هو في النهاية صورة مكثفة للحياة والمحبة والصداقة.

في هذه الدورة أيضاً يشهد الكتّاب الإماراتيون والعرب المقيمون في الدولة إلى جانب ضيوفهم الفائزين ورشة عملية ومتخصصة في الوقت نفسه، تقوم على ثلاثة محاور مهمة وجديدة في الوقت نفسه: الرواية التفاعلية، التكنولوجيا والسرد، ثم مدخل إلى الواقع الافتراضي يحييها أكثر من اثني عشر متخصصاً في هذه العلوم والمصطلحات والنظريات من الإمارات والمغرب، واليمن، والعراق، ومصر، وسوريا، وتأتي هذه الورشة تحت إشراف ناقد أدبي مثقف، ورجل ثقافة مواكب أمين للحياة الثقافية في الإمارات منذ سنوات طويلة هو الدكتور صالح هويدي.

ولعله من المهم الإشارة هنا إلى الأهمية الخاصة لهذه الورشة ومحاورها وأطروحاتها الفكرية والثقافية. هذه الأهمية تخصّ تحديداً كوكبة  الفائزين بالجائزة ضيوف الشارقة، وإلى جانب هذه الفعالية الثقافية العربية القائمة على أفكار وتخصصات أدبية حرّة، سنحظى بحزمة من القراءات الشعرية في الشارقة وفي منطقتي الوسطى والشرقية.

أردت القول إن هذه حالة إماراتية عربية يلتقي فيها الإبداعي بالثقافي بالاحتفالي، بحيث أن الجائزة في حدّ ذاتها تستحق جائزة.. وجائزة الجائزة هم الكتّاب العرب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"