عادي

خليفة بن زايد.. مسيرة حافلة بالعمل والإنجازات

17:06 مساء
قراءة 7 دقائق
الشيخ خليفة بن زايد

نعت وزارة شؤون الرئاسة إلى شعب دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع قائد الوطن وراعي مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي انتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً اليوم الجمعة 13 مايو.
حظي المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، بمسيرة حافلة من العطاء والعمل ارتكزت على الإنسان، ورفعة الوطن، بحكمته ورؤيته، وأسس قواعد راسخة للبناء والتنمية.
ورث المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الحكمة والرؤية الثاقبة، والقدرة على استشراف المستقبل، فضلاً عن حبه لشعبه، وجعل الإنسان الإماراتي على رأس اهتماماته وانشغالاته بعملية البناء والتطور.
وتمر الأيام؛ لتثبت لنا أن المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله حمل الأمانة بكل حب ومسؤولية تجاه شعبه ووطنه، وأنه كان قائداً فذاً قاد نهضة البلاد بحكمة واقتدار.

  • ميلاد خليفة

وُلد المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في عام 1948 في قلعة المويجعي في مدينة العين، واسمه الكامل هو خليفة بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح بن ياس، وهو النجل الأكبر للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والدته هي الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان.
كانت قرية المويجعي مركز تفرع آل بو فلاح من قبيلة بني ياس، وعائلة آل نهيان الحاكمة.
ينتمي المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة إلى قبيلة بني ياس، التي تعد القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية التي استقرت فيما يُعرف اليوم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عُرفت تاريخياً باسم «حلف بني ياس».
وعاش المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة مع عائلته في قلعة المويجعي في مدينة العين، وتلقى تعليمه المدرسي في مدينة العين في المدرسة النهيانية، التي أنشأها المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه.
قضى المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة معظم طفولته في واحات العين، والبريمي بصحبة والده الذي حكم منطقة العين في ذلك الوقت.

  • شخصيات في حياته

حرص الشيخ زايد على اصطحاب نجله الأكبر في معظم نشاطاته، وزياراته اليومية، في منطقتي العين والبريمي، وكان لواحتي العين والبريمي أهمية اقتصادية واستراتيجية لإمارة أبوظبي كأكبر منتج زراعي، وكمركز استراتيجي رئيسي لأمن المنطقة.
ظل الشيخ خليفة يلازم والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مهمته الصعبة؛ لتحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة، مما كان له الأثر الكبير في تعليمه القيم الأساسية؛ لتحمّل المسؤولية والثقة والعدالة.
ولازم المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، المجالس العامة، والتي تعد مدرسة مهمة لتعليم مهارات القيادة السياسية في ذلك الوقت، مما وفّر له فرصة واسعة للاحتكاك بهموم المواطنين، جعلته قريباً من تطلّعاتهم وآمالهم، كما أكسبته مهارات الإدارة والاتصال.
رأى الشيخ خليفة تفاني والده؛ لتحقيق الرخاء والرفاهية للقبائل، وحرصه على المحافظة على أمنهم ووحدتهم الوطنية، ومبادراته في رعاية البيئة، والمحافظة على التراث الشعبي، وأصبح مؤمناً أن القائد الحقيقي هو الذي يهتم برفاهية شعبه.

  • بداية الحكم

عندما انتقل المغفور له الشيخ زايد إلى مدينة أبوظبي؛ ليصبح حاكم الإمارة في أغسطس 1966، عين نجله الشيخ خليفة الذي كان عمره 18 عاماً في ذلك الوقت ممثلاً له في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها، واعتبر هذا التفويض دليلاً على ثقته به.
سار الشيخ خليفة على خطى والده، واستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة الشرقية، وخاصة تلك التي تهدف إلى تحسين الزراعة، كان نجاحه الملحوظ في العين بداية حياة مهنية طويلة في خدمة الشعب، وبداية تولي دوره القيادي بسهولة، ومهارة سجلتها إنجازاته الكبرى.
خلال السنوات التالية، شغل الشيخ خليفة عدداً من المناصب الرئيسية، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده الشيخ زايد بن سلطان، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى.
في 1 فبراير/ شباط 1969، تم ترشيح الشيخ خليفة ولي عهد إمارة أبوظبي. وفي اليوم التالي، تولّى مهام دائرة الدفاع في الإمارة.
أنشأ الشيخ خليفة دائرة الدفاع في أبوظبي، والتي أصبحت فيما بعد النواة التي شكلت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
في 1 يوليو عام 1971، وكجزء من إعادة هيكلة حكومة أبوظبي، تم تعيين سموه حاكماً لأبوظبي ووزيراً محلياً للدفاع والمالية في الإمارة.
في 23 ديسمبر 1973، تولى الشيخ خليفة منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني.
بعد ذلك بوقت قصير، في 20 يناير/ كانون الثاني 1974، تولّى سموه مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والذي حلّ محل الحكومة المحلية في الإمارة.

  • المجلس التنفيذي

أشرف الشيخ خليفة على المجلس التنفيذي في تحقيق برامج التنمية الشاملة في إمارة أبوظبي، بما في ذلك بناء المساكن، ونظام إمدادات المياه والطرق، والبنية التحتية العامة التي أدت إلى إبراز حداثة مدينة أبوظبي.
تأسس جهاز أبوظبي للاستثمار (الموقع باللغة الإنجليزية فقط) عام 1976 بناءً على أوامر من الشيخ خليفة بن زايد؛ بهدف إدارة الاستثمارات المالية في الإمارة؛ لضمان توفير مصدر دخل ثابت للأجيال القادمة.
أصبح المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، رئيساً للدولة في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، في أعقاب وفاة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر 2004.

  • السلطة والتنمية

شارك الشيخ خليفة على نطاق واسع في مجالات التنمية الأخرى في البلاد، وفي مايو/ أيار 1976، عُيّن نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في أعقاب القرار التاريخي للمجلس الأعلى للاتحاد بدمج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد.
وانصرف جُلّ اهتمام سموه إلى جعل المؤسسة العسكرية معهداً كبيراً متعدد الاختصاصات، يتم فيه إعداد كوادر بشرية مدربة، فأنشأ عدة كليات، وأمر بشراء أحدث المعدات والمنشآت العسكرية. وإضافة إلى ذلك، قام الشيخ خليفة بإنشاء دائرة أبوظبي للخدمات الاجتماعية والمباني التجارية المعروفة باسم (لجنة خليفة) في عام 1981.
كان المنصب المهم الآخر الذي شغله سموه هو قيادة «المجلس الأعلى للبترول»، في أواخر ثمانينات القرن الماضي، وشكّلت عملية تطوير المنشآت البتروكيماوية والصناعية في الإمارات جزءاً من برنامج طويل الأمد، يستهدف تنويع اقتصاد البلاد؛ باعتباره من أولويات سموه.
وفي عام 1991، أسس سموه هيئة القروض؛ لتوفير العقارات لمواطني الإمارة، لأغراض السكن والاستثمار على حد سواء.
وشغل حتى عام 2006 منصب رئيس مجلس إدارة صندوق أبوظبي للتنمية الذي يشرف على برنامج المساعدات الخارجية الإنمائية لدولة الإمارات.

  • حاكم إمارة أبوظبي

تمّ انتخاب المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، رئيساً للدولة في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، كذلك تولى مهامه كحاكم لإمارة أبوظبي؛ إثر وفاة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي انتُخب أول رئيس للبلاد في 2 ديسمبر 1971، وحتى تاريخ وفاته في 2 نوفمبر 2004.
بعد انتخابه رئيساً لدولة الإمارات، أطلق الشيخ خليفة خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وضمان الرخاء للمواطنين. وكان من أهدافه الرئيسية، السير على نهج والده الذي آمن بدور دولة الإمارات الريادي منارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر، يسوده الأمن والاستقرار.
وأشرف صاحب السمو الشيخ خليفة على تطوير قطاعي النفط والغاز، والصناعات التحويلية التي ساهمت بنجاح كبير في التنوع الاقتصادي في البلاد.

  • دراسة الاحتياجات

كما قام سموه بجولات واسعة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لدراسة احتياجات الإمارات الشمالية، وأمر ببناء عدد من المشاريع السكنية، والطرق، ومشاريع التعليم، والخدمات الاجتماعية. إضافة إلى ذلك، أطلق سموه مبادرة لتطوير السلطة التشريعية، من خلال تعديل آلية اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، بشكل يجمع بين الانتخاب والتعيين، مما يتيح اختيار نصف أعضاء المجلس عبر انتخابات مباشرة من شعب دولة الإمارات.
وللأنشطة الرياضية نصيب كبير من اهتمام سموه الذي يحرص على متابعتها بشكل مستمر، وخاصة كرة القدم، وله إسهامات مادية كبيرة في دعم وتكريم الفرق، والأندية الرياضية المحلية، التي تحقق بطولات محلية وإقليمية ودولية.

من أقوال القائد:

من أقوال المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله:

  • «إن هدفنا الأساسي في دولة الإمارات هو بناء الوطن والمواطن، وإن الجزء الأكبر من دخل البلاد يسخّر لتعويض ما فاتنا واللحاق بركب الأمم المتقدمة التي سبقتنا في محاولة منا لبناء بلدنا».
  • «إن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده، كما أن مصلحة الوطن هي الهدف الذي نعمل من أجله ليل نهار».
  • «إن بناء الإنسان يختلف تماماً عن كل عمليات البناء العادية الأخرى، لأنه الركيزة الأساسية لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة وعليه مسؤولية دفع مسيرة الأمة».
  • «إن الإنجاز الأكبر والأعظم الذي نفخر به، هو بناء إنسان الإمارات وإعداده وتأهيله ليحتل مكانه، ويساهم في بناء وطنه والوصول به إلى مصافّ الدول المتقدمة».
  • «أهم ما نحن في سبيل تنفيذه من مشروعات إنما يستهدف بالدرجة الأولى بناء الإنسان باعتباره أفضل استثمار فوق أرضنا وتأمين مستقبله وضمان أمن أجيالنا المقبلة».
  • «إن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تتسلح لمباشرة العدوان، وإنما تفعل ذلك لأنها تؤمن بأن الضعف يغري بالعدوان، كما أن القوة شرط لتدعيم السلام».

محطات في حياته

  • عُيّن المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة، رحمه الله، ممثلاً لحاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية، ورئيساً لنظامها القانوني في أغسطس 1966، وعُيّن سموه ولياً لعهد أبوظبي في 1 فبراير 1969.
  • تولّى سموّه رئاسة أول مجلس وزراء محلي لإمارة أبوظبي في الأول من يوليو 1971، إضافة إلى حقيبتي الدفاع والمالية في هذا المجلس.
  • أصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء الاتحادي في 20 يناير 1974.
  • عُيّن نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة للإمارات في 1976.
  • أصبح المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة رحمه الله رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحاكماً لإمارة أبوظبي في 3 نوفمبر 2004 وحتى وفاته في 13 مايو 2022.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"