اللهـم أكـرم خليفـة

03:49 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

نودع المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وقلوبنا تعتصر حزناً وألماً على قائد التمكين الذي قاد الإمارات في مرحلتها الثانية نحو الريادة العالمية، بعد توليه الحكم خلفاً لحكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
منذ سنوات يفاعته الأولى، كان الراحل خليفة بن زايد، ثقة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يحرص على اصطحاب نجله الأكبر في معظم نشاطاته، وزياراته، فلازم المجالس العامة، وشغل العديد من المناصب الرئيسية، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده في أبوظبي لتولي مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى، ثم رشّح الشيخ خليفة عام 1969 ليكون ولياً للعهد في إمارة أبوظبي. 
وبعد رحيل المغفور له الشيخ زايد، انتُخب الشيخ خليفة، رئيساً للدولة في 3 نوفمبر 2004، فكانت سنوات حكمه التي امتدت لثمانية عشر عاماً حافلة بالتميّز الإنساني والسياسي والاجتماعي.. على نهج والده الراحل الذي دأب على تأسيس دولة لا مكان فيها إلّا للنجاح والتألّق والإبداع والابتكار، ويتربّع على عرش ذلك كلّه، العطاء الذي لا حدود له، ولا سقف ولا موعد..
وفضلاً عن القيادة الحصيفة الرصينة لدولة تتمركز في منطقة ملأى بالتحديات والتطوّرات، جعلت إمارات العطاء، موئلاً للباحثين عن حلول لمشكلاتهم، ومركزاً لرأب كل الصدوع التي يعانونها، وملجأ للمتعبين الباحثين عن الطمأنينة والأمان.. كانت هذه المسيرة غنية بكل ما يصبّ في هناء المواطنين والمقيمين على أرض هذه الأرض الطيّبة من مبادرات ومشروعات لا هدف لها إلّا سعادة الجميع.
اليوم يرحل أبو سلطان.. يغادرنا وروحه العطرة تحلّق في سمائنا، نعته قيادة الإمارات على رأسها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بقوله: «ننعى راعي مسيرتنا، ورئيس دولتنا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لشعب الإمارات وللشعوب العربية والإسلامية وللعالم. اللهم إنه حطّ رحاله عندك فأكرم وفادته، ووسّع مدخله، واجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين». وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاكم أبوظبي: «خليفة بن زايد، أخي وعضيدي ومعلّمي، رحمك الله بواسع رحمته وأدخلك في رضوانه وجنانه».
التعازي بوفاة خليفة انصبت على الإمارات من جميع أرجاء الدنيا، يعزّي فيها المحبّون شعب الإمارات.. اللهم ارحم الشيخ خليفة واكلأه برحمتك وغفرانك، وأكرمه مع الصدّيقين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"