خليفة.. قصة نجاح دولة

02:42 صباحا
قراءة 3 دقائق

إيمان عبدالله آل علي

السند والعضد، الابن والأب، هكذا كان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، مع الراحل الشيخ زايد، طيب الله ثراه، فقد كان ملازماً له، حريصاً على التعلم من مدرسة زايد، ومسانداً للقائد زايد، فقد تحمل مسؤوليات عظيمة منذ طفولته وشبابه، فهو الابن الأكبر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد حرص سموه على التماس احتياجات الشعب منذ بداية الاتحاد، لتحسين حياة المواطن، ودعم المنظومة الاتحادية، مكرساً القيم الأصيلة الإماراتية المبنية على العدالة والثقة، فقد أحب شعب الإمارات، فأحبوه، ولم يختلف اثنان على حب خليفة، الذي تخرج في مدرسة العروبة، مدرسة زايد، فكان الابن الذي يدعم والده في كل خطواته، وكان القائد الذي يقود شعبه، وكان الأب الحاني على أبنائه المواطنين

الشيخ خليفة كان دائم التعلم من والده زايد، فقد تحمّل مسؤوليات عظيمة وهو في عمر 18 عاماً، فعندما انتقل الشيخ زايد آل نهيان إلى مدينة أبوظبي ليصبح حاكم الإمارة في أغسطس/ آب 1966، عين نجله الشيخ خليفة -الذي كان عمره 18 عاماً آنذاك- ممثلاً له في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها، ومن هنا بدأت رحلته العظيمة في قيام دولة الإمارات، ومساندة الشيخ زايد في تلك الرحلة التي كانت مملوءة بالتحديات، وحرص على أن يكون السند والعضد.

كان الشيخ خليفة يستقي دروس الحياة من رحلة والده زايد، وينفذ تلك الدروس عبر مشاريع ترى النور، واستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة الشرقية، خاصة تلك التي تهدف إلى تحسين الزراعة، وكان نجاحه الملحوظ في العين بداية حياة مهنية طويلة في خدمة الشعب، وبداية تولي دوره القيادي بسهولة، ومهارة سجلتها إنجازاته الكبرى، وكل تلك المهمات كانت سبباً في ازدهار المنطقة آنذاك، وسنداً للراحل الشيخ زايد.

تولى العديد من المناصب في حياة والده زايد، وذلك في بداية الاتحاد؛ حيث الدولة بحاجة إلى أبنائها وعطائهم اللامحدود، فقد شغل الشيخ خليفة عدداً من المناصب المهمة، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى، وتلك المهمات كانت تجسيداً لمعنى السند والعطاء.

الابن هو السند الأكبر للوالد، وهذا المعنى تجسد بأجمل صوره، في العلاقة التي كانت تربط بين الشيخ خليفة ووالده زايد، رحمهما الله، ففي أول فبراير/شباط 1969، تم ترشيح الشيخ خليفة ولي عهد لإمارة أبوظبي، وفي اليوم التالي، تولّى مهام دائرة الدفاع في الإمارة، فأنشأ دائرة الدفاع في أبوظبي، والتي أصبحت فيما بعد النواة التي شكلت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة. 

رحلة العطاء لم تتوقف، حيث تولى العديد من المناصب التي عكست قيمة ومعنى السند.

ورغم المسؤوليات العظيمة على كاهل الشيخ خليفة في عمر صغير، فقد كان الداعم الكبير لوالده زايد؛ حيث تم تعيينه حاكماً لأبوظبي ووزيراً محلياً للدفاع والمالية في الإمارة في أول يوليو/ تموز 1971، وفي 23 ديسمبر/ كانون الأول 1973، تولى منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني. وبعد ذلك بوقت قصير، وتحديداً في 20 يناير/ كانون الثاني 1974، تولّى مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والذي حل محل الحكومة المحلية في الإمارة، وكل تلك المسؤوليات كانت تعكس حجم إيمان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالقائد خليفة، والذي كان حريصاً على التميز في القيادة، والتماس حاجة الشعب، وتحقيق برامج التنمية الشاملة.

تفاني والده

كان الشيخ خليفة حريصاً على مرافقة الشيخ زايد في أغلبية نشاطاته، وزياراته اليومية، في منطقتي العين والبريمي، وظل الشيخ خليفة ملازماً لوالده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مهمته الصعبة، لتحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة، ما كان له الأثر الكبير في تعليمه القيم الأساسية، لتحمل المسؤولية والثقة والعدالة، ورأى الشيخ خليفة تفاني والده لتحقيق الرخاء والرفاهية للقبائل، وحرصه على الحفاظ على أمنهم ووحدتهم الوطنية، ومبادراته في رعاية البيئة، والحفاظ على التراث الشعبي. وأصبح مؤمناً أن القائد الحقيقي هو الذي يهتم برفاهية شعبه.

المسؤولية العظيمة

 الشيخ خليفة منذ طفولته رافق والده المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني نهضة دولة الإمارات في مرحلة التأسيس في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وصولاً لانتخابه رئيساً للدولة من قبل «المجلس الأعلى للاتحاد» في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2004، بعد وفاة القائد المؤسس، ليكون ثاني رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها. ومنذ توليه مهام الرئاسة قاد البلاد نحو مرحلة الإنجازات التي ساهمت في تمكين المواطن الإماراتي، وازدهار دولة الإمارات وتألقها محلياً وعالمياً وتحقيق قفزات تنموية واقتصادية في مختلف المجالات، حتى أضحت قصة نجاح دولة الإمارات نموذجاً يحتذى، ومصدر إلهام في العالم أجمع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"