وداعاً.. خليفة الخير

02:40 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

أغمض عينيه وانتقل إلى جوار ربه، لكنه باقٍ معنا وفينا، لأنه قائد فذ لوطن عظيم، حمل أمانته من مؤسسه وباني نهضته، فكان خيرخلف لخير سلف. حَمَل الأمانة بثقة واقتدار لأن الوطن بالنسبة له هو المبتدأ والخبر، وخدمته شرف ورسالة.

 كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، أميناً على رسالة والده المغفور له الشيخ زايد، بأن الوطن يستحق التضحية والبذل والعطاء والإخلاص، فكان وفياً صادقاً لم يوفر جهداً ولا قدرة إلا وقدمها من أجل الإمارات وشعبها، كي تبقى شعلة متقدة، متقدمة، رائدة، في الطليعة أبداً، تقدم للعالم نموذجاً فريداً في التنمية والعطاء والتسامح والإنسانية، مقتحماً بها حدود المستحيل، جاعلاً منها ينبوع خير وعطاء وتضحية.

 نفقد قائد وطن، وواحداً من أعز الرجال، ونودعه بالحسرة والأسى والدموع، لأنه كان واحداً من القادة الذين شاركوا في بناء الوطن ورسّخوا بنيانه ووضعوا مداميك عزته ومجده، وكانت حياته رحلة زاخرة بالإنجازات الاقتصادية والإنمائية والاجتماعية، ووضع الإمارات على الخارطة العالمية، كنموذج للتقدم والازدهار والريادة.

وكان بحق، قائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة، وهي الشهادة التي جاءت في تعزية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حاكم أبوظبي.

 سوف يسجل التاريخ أن المغفور له الشيخ خليفة كان واحداً من رواد العمل الإنساني الذين لم يبخلوا بالعطاء لكل من يحتاج إليه في عالمنا العربي وفي العالم البعيد، وكان ينظر إلى الإنسان، مهما كان لونه أو دينه أو لغته، بأنه يستحق الحياة، وبالتالي يستحق أن يشعر بإنسانيته من دون خوف أو جوع أو مرض، فامتدت أياديه البيضاء إلى مختلف أصقاع المعمورة يساعد ويغيث، ويكفكف دموع فقير أو جائع أو مريض.

 المغفور له كان قائداً عربياً مخلصاً لأمته، حاملاً همومها وقضاياها، مدافعاً عن حقوقها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وعاملاً على وحدتها في مواجهة المخاطر التي تهددها.

 وإذ تودع الإمارات قائدها، فإنها على ثقة بأن الأمانة سوف تنتقل إلى أيدٍ أمينة، حريصة على استكمال المسيرة، وصولاً إلى ولي العهد الأمين.

 اللهم ارحمه برحمتك، واجعل مضجعه طيباً وظلمته نوراً، وزده إحساناً فوق إحسانه، واجعل مسكنه في الجنة مع الصالحين والصديقين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"