الاتحاد باقٍ

04:48 صباحا
قراءة دقيقتين

«الاتحاد باقٍ إلى يوم الحشر»، قالها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مؤمناً بشعبه، بقادته بكل من على هذه الأرض بأنها مصونة بعد الله عز وجل بقلوب الكل، بتآلفهم واتفاقهم على خير الإمارات وشعبها، قالها ويقينٌ في صدى الحروف يتردد دائماً منذ رحيله في عام 2004.. ترجّل عن هذه الحياة، وخلفه خليفة الخير الذي قاد مسيرة الوطن وازدهاره، واختاره الله في يوم الجمعة 13 مايو/ أيار 2022 ليترجل بعد أعوامِ خيرِهِ عن الدنيا ملاقياً ربه ونحن راضون عنه، وندعو الله أن يتقبله راضياً مرضياً مستبشراً ضاحكاً منعماً في الفردوس مع من سبقوه، وأن يجيرنا في مصابنا.
السبت 14 مايو 2022، تعززت كلمة الوالد المؤسس مرة أخرى، في خلفه وامتداد ظله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتعيينه رئيساً لدولة الإمارات، بايعناه بقلوبنا.. يقيننا قبل كلماتنا بأنه خير من يكمل المسيرة، ويأخذنا لدروب العز والمجد، فهو نسل زايد وروحه وصورته التي ارتوينا منها، صورة اطمئنان وحب ووفاء، ونبارك للمجلس الأعلى للاتحاد صوته الواحد، كلمته الواحدة التي تنظر بعين الرضا لما فيه خير العباد على أرض الإمارات.. أصبحنا لا صراعات ولا انقلابات ولا مناوشات، بل حب وتآلف واجتماع، فاللهم لك الحمد على نعمة الاستقرار والوطن الذي نباهي به العالم، ونخبر والدنا المؤسس وهو في قبره: نعم باقون على العهد، وسيبقى الاتحاد ما بقيت الدنيا بإذن الله.
رحل خليفة التمكين، خليفة الخير والرحمة، وجاء خلفه بوخالد، العز والإباء والاستقرار، ذو الرؤية السديدة، والحكمة التي تجعل الإنسان نصب عين كل قرار وخطة وإرادة. 
كل من عاصره يعرف أنه قلب زايد، صوته، صورته وحبه، أنه الظل الذي رافق زايد وخليفة، تعلم من مدرسة الأب والأخ أن العائلة هي الأساس، وأن التسامح هو المستقبل، أن الإنسان لا يساوم عليه مهما اختلف عرقه ودينه، صورته ولونه، وأن السلام هو رسالتنا، والأمن والأمان شعارنا، قادنا في أصعب فترات الاتحاد، فاستقرت على يديه حدودنا، وتخطينا وباء طحن العالم، واليوم نبايعه على أن نكون أوفياء، نكمل معه مسيرة المؤسسين، ولا نرضى لوطننا إلا بما يسر.
الإمارات اليوم تبدأ مرحلة جديدة لكنها مرحلة استدامة للبدايات، جيل يسلم لجيل الراية، والعهد واحد والهدف واضح، والقرار صائب، والوجهة بينة، والله نصب العين والقلب، والشعب محل الروح والوطن، اليوم نبدأ وكما قلناها في عام 2004، الإمارات باقيه، متحدة ماضية بلا تردد أو تخبط، الإمارات هي دولة جمعت العالم فيها، واحتوت الكل في أرضها، الصديقة للكل، المغيثة والمعينة، لا تتراجع عن صوت يطلبها ولا تتأخر عن أحد. 
في صلواتنا الدعاء لوالدنا الشيخ خليفة بن زايد بأن ينام قرير العين منعماً، وأن يرزق والدنا الشيخ محمد بن زايد القوة والبطانة الصالحة التي تعينه على إكمال أمانة الإمارات. والحمد لله ما دامت الحياة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"