خواطر في النظام السيـاسـي الأبوي

05:11 صباحا
قراءة دقيقتين

أرأيت سلاسة انتقال السلطة في النظام السياسيّ الأبويّ في الإمارات؟ تتحدث العلوم السياسية عن أنظمة اتحادية، يسمّى اتحاد الأقاليم فيها فيدرالية أو كونفيدرالية، أمّا في الإمارات فقد تأسس النظام على أواصر أعمق وأصدق من اشتراك الأقاليم في مصالح اقتصادية وأمنيّة، تبرز الشخصيات فيها بالدعاية والانتخابات والمال السياسي والدعم الخارجي والتوازنات الإقليمية والدولية. دع كل مراكز الدراسات السياسية، تبحث كيفما شاءت، فلن تجد في تاريخ الإمارات شخصية ارتقت إلى السدّة القيادية بتلك الرافعات، تكراراً توكيديّاً: عبر البروباجندا، الاقتراع، التمويل داخلياً كان أم خارجيّاً، الإملاءات الآتية من المنطقة أو قارات العالم. 
التلخيص الجوهري للنظام السياسي الأبويّ يتمثل في أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حين تداعت صحته، انطلقت مسيرة على الأقدام من إمارة رأس الخيمة، والجماهير تنضم إليها في كل إمارة، إلى أبوظبي، ما يعني أنها قطعت مئتين وخمسين كيلومتراً، رسالة تعلّق البنوّة بالأبوّة إخلاصاً ووفاء، وإلاّ فهل في أيّ تنظير أيديولوجي أو حزبيّ أو سياسيّ، ما يمكن أن يفسّر المشهد العظيم؟ الشرح البليغ عند النظام السياسيّ الأبويّ.
لم يحدث شيء من تلك الرافعات الداخلية أو الخارجية، حين انتقلت السلطة سنة 2004 إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي انتقل بمغفرة ورضوان إلى جوار الله، لقد كانت الثمانية عشر عاماً، في ظل رئاسته، طيّب الله ثراه، مسيرة تنموية رائدة حققتها الإمارات، في عالم تدب فيه البلدان دبيباً، فلا وجود إلاّ لندرة من الدول تشهد لها الإحصاءات العالمية بأرقام مشهودة في سلّم النمو.
يعلم علم اليقين كل قلب مؤمن، أن «كل من عليها فانٍ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام»، في ساعة الوداع والرحيل، تأبى الدولة الرشيدة الرائدة أن يدركها الفراغ، هكذا لبّى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان النداء لحمل أمانة دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيساً وقائداً ووالداً، عن القائد والوالد خليفة، عن القائد والوالد زايد. هي ذي دولة الإمارات، وهي في أوج مسيرتها التنموية، تستعدّ لإقلاع جديد نحو فضاءات أبعد مدى.
لزوم ما يلزم: النتيجة الانطلاقية: لكي تدرك آفاق مستقبل الإمارات، عليك بقراءة أخرى في وثيقة مبادئ الخمسين. إنها عناوين شروق عهد محمد بن زايد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"