عادي
يتصدر العالم في مواجهة الأزمات والجوائح

قطاع الصحة يقفز إلى العالمية في عهد الشيخ خليفة

01:33 صباحا
قراءة 6 دقائق

إعداد: محمد إبراهيم

يشكل القطاع الصحي أحد أهم القطاعات الحيوية والخدمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ حقق منذ تولي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، قفزات نوعية بلغت العالمية، وفقاً للمؤشرات الدولية، وشهادات المنظمات العالمية العاملة في هذا المجال.

ووضعت القيادة الرشيدة بتوجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، صحة الإنسان على رأس أولوياتها، لتركز الخطط وتتضافر الجهود وتسخر الميزانيات، لدفع عجلة التطور في القطاع الذي يخدم جميع فئات المجتمع من المواطنين والمقيمين.

اليوم ونحن نودع، المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، نستحضر مسيرة حافلة من الإنجازات في القطاع الصحي، وقفزات نوعية من شأنها المحافظة على صحة الإنسان والارتقاء بحياته.

منذ تولي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حكم الإمارات في 3 نوفمبر 2004، ظل قطاع الصحة ضمن قائمة أولوياته واهتماماته، حيث أسهم دعمه اللامحدود في دفع عجلة التطوير التي لم تتوقف يوماً حفاظاً على صحة المواطنين والمقيمين وحتى الزائرين.

«الخليج» ترصد جانباً من مسيرة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه في النهضة الصحية، وأهم التطورات التي شهدها القطاع الصحي الذي تصدرت قدراته وإمكانياته دول العالم، وأهم المحطات التي جعلت الإمارات نموذجاً يحتذى في الاستعداد والجاهزية للتصدي للأزمات والجوائح عالمياً.

توجيهات سامية

بتوجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، على مدار 18 عاماً، ركزت وزارة الصحة ووقاية المجتمع اهتمامها لتطوير القطاع الطبي في الدولة، من خلال توفير مقومات الرعاية الصحية، وتلبية احتياجات المواطن والمقيم على أرض الإمارات الطيبة، برؤية مستقبلية تواكب مسيرة التطور والازدهار التي تعيشها الدولة، على مختلف الصعد.

حققت الإمارات في هذا الشأن العديد من الإنجازات في جميع التخصصات، وسخّرت الإمكانات كافة في سبيل تقديم أرقى الخدمات الصحية وجعل القطاع الصحي في الدولة في الصدارة عالمياً، من حيث مستوى الخدمات المقدمة، ومواكبة أحدث التقنيات.

جاهزية طبية

كان توفير الرعاية الصحية على مستوى عالمي، إحدى الركائز الست في الأجندة الوطنية لدولة الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، إذ ركزت جهود الدولة على تعزيز الرفاهية والرعاية الصحية للمجتمع وأفراده من المواطنين والمقيمين، حيث تركز الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 إلى تطبيق نظام صحي يستند في مضمونه إلى أعلى المعايير العالمية.

وتعاونت الدولة مع الهيئات الصحية المحلية كافة، لاعتماد المستشفيات الحكومية والخاصة كافة، وفق معايير وطنية وعالمية واضحة من ناحية تقديم الخدمات، وجودة وكفاية الكادر الطبي، كما تتطلع الأجندة الوطنية إلى ترسيخ الجانب الوقائي، وتخفيض معدل وأمراض السرطان، والأمراض المتعلقة بنمط الحياة كالسكري والقلب، لتحقيق حياة صحية وعمر مديد.

الميزانية الأكبر

تسعى الأجندة الوطنية إلى تطوير جاهزية النظام الصحي للتعامل مع الأوبئة والمخاطر الصحّية، لتكون دولة الإمارات الأفضل في جودة الرعاية الصحية، وبناءً على توجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، اعتمد مجلس الوزراء برئاسة نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ميزانية اتحادية تصل إلى 61.354 مليار درهم ومن دون عجز، حيث تعد الأكبر منذ تأسيس الدولة.

وبلغت اعتمادات الرعاية الصحية ووقاية المجتمع 4.9 مليارات درهم، 6.9% من الميزانية العامة، لتقديم أرقى مستويات خدمات الرعاية الطبية المقدمة للمواطنين، وتحقيق رؤية القيادة، لتقديم خدمات ذات جودة عالية.

ريادة الإمارات

في وقفة مع ريادة الإمارات في المجال الصحي، نجد أن الدولة في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أثبتت ريادتها في التقصي الوبائي ومواجهة الجوائح، لاسيما بعد تفشي الوباء العالمي (كوفيد 19)، ووسط اختلاف الاستجابات الدولية في مواجهة فيروس كورونا المستجد، لينجح النموذج الإماراتي في الارتقاء نحو الصدارة من حيث مدى استعداد القطاع الصحي وجاهزيته للتعامل مع الأزمات والطوارئ، وتكاتف جميع مؤسسات الدولة وساكنيها من مواطنين ومقيمين في التصدي لهذا الوباء.

حافظ النظام الصحي الإماراتي على توازنه وقوته في مواجه أزمة كورونا، وحرص على التقييم المستمر للواقع، وعمل على طمأنة أفراد المجتمع، ومحاربة الشائعات نظراً لخطرها الكبير الذي لا يقل عن مخاطر انتشار الفيروس وتداعياته، ووضعت المؤسسات المعنية في الدولة الخطط والاستراتيجيات الاستباقية، وبادرت إلى تنفيذها في سباق مع الزمن للحد من تداعيات الوباء على القطاع الصحي والقطاعات الأخرى في الدولة.

وكان تجاوز الأزمة الرهان الحقيقي للقيادة الرشيدة بقيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، إذ نجحت الإمارات في إثبات جودة نظامها الصحي، وجاهزيته وتطوره، وقدرته على مواجهة الطوارئ والأزمات، واستعداداه التام من حيث توافر جميع التجهيزات والمعدات الطبية والكوادر البشرية، والمخزون الاستراتيجي للدواء، دون المعاناة من نقص في أحد هذه الأركان الرئيسة للتصدي للوباء.

ووظفت الدولة أحدث التقنيات والابتكارات في مواجهة الوباء وإدارة الأزمة، وتعقيم المدن، وتطوير خدمة الصيدلية المتنقلة «دوائي» التي تقوم بتوصيل الأدوية إلى المنازل، لتجنيب أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وفي وقت ركزت فيه الجهود على تخفيف الضغط على المرافق الطبية، من خلال استخدام الروبوتات في تطبيق برنامج التعقيم الوطني.

وبناء على توجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، أطلقت الجهات الصحية في الإمارات العديد من البرامج والمبادرات للتصدي لتفشي وباء كورونا، وتبذل الكوادر العاملة في مجال الرعاية الصحية جهوداً كبيرة، وتقف في خط الدفاع الأول عن صحة وسلامة كل مواطن ومقيم في الدولة، ويحظى جنود الإنسانية بتقدير الإمارات قيادة وشعباً، حيث تتكاتف جهود الجميع لدعم جهود الدولة للخروج من الأزمة والانتصار عليها.

وحظيت الإمارات بإشادة عالمية، لنجاحها في التصدي للوباء، حيث أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود الدولة الخاصة بإجراءات التقصي الوبائي النشط لفيروس كورونا المستجد، وسرعة الاستجابة والتعاطي مع منظمة الصحة العالمية، مثمنة ما تقوم به الإمارات من جهود في التصدي لفيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن النظام الصحي في دولة الإمارات يتسم بالقوة والقدرة على الاستجابة وتقديم الرعاية الداعمة.

أولويات وطنية

في وقفة مع مؤشرات الأجندة الوطنية للدولة 2021، نجد توافقها مع الهدف 3 للأجندة العالمية 2030 ،باعتبار أن الصحة واحدة من الأولويات الوطنية الست لرؤية الإمارات. وتركز المؤسسات الصحية على مستوى الدولة على تعزيز صحة المجتمع من خلال توفير خدمات الرعاية الصحية المبتكرة والعادلة وفقاً للمعايير الدولية، إذ من أبرز السياسات والمبادرات التي تم الإعلان عنها في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، نراه في إصدار لائحة تنظيمية جديدة بشأن قانون التسويق لبديل حليب الأم الطبيعي لتعزيز الرضاعة الطبيعية (2018)، للمساهمة بفاعلية في حماية الرضاعة الطبيعية وتعزيزها ودعمها، من خلال تنسيق نشاطات التسويق والترويج للوازم والمنتجات المتعلقة بتغذية الرضع والأطفال الصغار، وتوفير المعلومات الملائمة بهذا المجال لحماية صحتهم.

وركزت المبادرات على نشر الوعي عن السياسة الوطنية للنهوض بالصحة النفسية المعتمدة في الدولة، وفرض ضريبة انتقائية على منتجات التبغ بنسبة 100% ومشروبات الطاقة بنسبة 100% والمشروبات الغازية بنسبة 50%، وإطلاق المرحلة الثالثة من حملة «اهتم.. صحتك أهم» وهي حملة إعلامية توعوية تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع.

نهج متعدد

لما كان ارتفاع معدلات السمنة والخمول البدني أكبر التحديات في مجتمع الإمارات، ركزت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بصورة مشتركة مع مختلف القطاعات لتعزيز اتباع نهج متعدد القطاعات للتعاون والمساءلة، كما حملت الأجندة الوطنية لدولة الإمارات خلال الأعوام السبعة القادمة، مؤشرات وطنية في القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والشرطية وفي مجال الإسكان والبنية التحتية والخدمات الحكومية، حيث عمل عليها أكثر من 300 مسؤول من أبناء وبنات الوطن من 90 جهة حكومية اتحادية ومحلية.

وحرصت دولة الإمارات على تطوير أنظمتها الوقائية للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع، وتوفر خدمات صحية شاملة ومميزة في بيئة صحية مستدامة، وتشمل مبادراتها في هذا المجال، من خلال الحملات المجانية للفحص المبكر عن سرطان الثدي، والتطبيق الذكي «اطمئنان» للوقاية من الأمراض غير السارية، والتطبيق الذكي «أطفال الصحة» و«أبطال الصحة» الذي يهدف إلى تنمية مهارات الأطفال، وتزويدهم بالمعلومات التي تعزز وعيهم بأهمية تبني أنماط حياة صحية، فضلاً عن برنامج التشخيص المبكر للسكري.

باشرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بتطوير وتحديث عيادات صحة المسافرين في عدة مراكز للطب الوقائي، وذلك لتعزيز الوقاية من الأمراض المُعدية، واستجابة لمتطلبات منظمة الصحة العالمية.

وركز القطاع الصحي في الدولة على عقد شراكات طويلة الأمد مع مراكز البحوث الطبية، لتوفير خدمات متطورة في مجال الرعاية الصحية.

قمة العالم

بذل القطاع الصحي جهوداً كبيرة في الاطلاع على تجارب الدول الأخرى والاستفادة منها في مواجهة الوباء، وتربعت الإمارات على قمة دول العالم، من حيث نسبة إجراء الفحوص المختبرية، للتأكد من سلامة أصحابها من فيروس كورونا المستجد، إلى عدد سكان الدولة، حيث أجرت فحوصاً مختبرية لجميع فئات المجتمع، للتأكد من سلامتهم وخلوهم من أعراض الفيروس، وتعاملت مع الإصابات باحترافية عالية.

عيادات الخير

في إطار مبادرات القطاع الصحي، تم إطلاق مبادرة «عيادات الخير» التي تقدم استشارات طبية مجانية لأفراد المجتمع في المستشفيات كافة، في ترجمة لحرص الإمارات على تعزيز صحة الفرد والمجتمع في الدولة، وتوفير خدمات شاملة ومميزة في بيئة صحية مستدامة، تؤصل مسيرة روح العطاء والتطوع التي تبنتها الدولة منذ تأسيسها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"