عادي
هل يلجأ المستثمرون إلى البيع في القمة؟

«وول ستريت».. استراحة محارب بعد ارتداد ذروة البيع

22:16 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: هشام مدخنة
يمكن للمستثمرين تنفس الصعداء في الأسبوع المقبل، والخروج ولو قليلاً من دائرة البيع المفرغة التي اجتاحت الأسواق منذ أواخر مارس/آذار. فقد انتعشت الأسهم يوم الجمعة الماضية من أحد أدنى انخفاضاتها الأسبوعية المتتالية وخفّضت خسائرها المتوقعة نسبياً. وبحث المتداولون عن صفقاتهم بين الشركات الصغيرة وأسماء التكنولوجيا الحيوية وصندوق التداول في البورصة «آرك إنوفيشن»، وأسماء النمو الأخرى الأكثر تضرراً.

قفز مؤشر «إس آند بي 500» مرة أخرى فوق المستوى الرئيسي 4000 نقطة يوم الجمعة، بعد أن لامس حاجز ال 3858 نقطة الخميس، أي بالقرب من منطقة 3800 إلى 3850 التي كان محللو الرسم البياني يستهدفونها للقاع. لكن وبينما يبدو أن السوق قد يرتد مؤقتاً، يقول الفنيون في السوق إن هذه المنطقة من المرجح أن يتم اختبارها مرة أخرى لاحقاً.

وتساءل سكوت ريدلر من «تي ثري لايف دوت كوم»: «هل هذا يعني أننا أمام أدنى مستويات العام؟ ربما لا، ولكن يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتداد ذروة البيع لإعادة اختبار مستوى 4100 أو 4200 نقطة في إس أند بي». معتبراً أنه في الأسواق الصاعدة يحتاج التخارج إلى أسابيع، أما في الأسواق الهابطة، فهناك ارتداد سريع لذروة البيع. وتوقع ريدلر أن يلجأ المستثمرون إلى سياسة البيع في القمة أو عند الارتفاع.

يوم الجمعة، ارتفع مؤشر «ناسداك» بنسبة 3.8% على الرغم من انخفاضه بنسبة 2.8% خلال الأسبوع، وصعد «داو جونز» بنسبة 1.5% بعد انخفاض بنسبة 2.1% خلال الأسبوع، في حين أنهى مؤشر «ستاندرد آند بورز» الأسبوع عند 4023 نقطة، بارتفاع 2.4%، معوضاً انخفاضه بنفس القدر للأسبوع بأكمله.

وأوضح ريدلر أن ستاندرد آند بورز يحتوي على مكونات جاهزة تعطيه أفضلية الارتداد في ذروة البيع والتي قد تستمر لأكثر من أسبوع. مرجحاً أن يكون هذا الارتداد بقيادة جميع أسماء ذروة البيع التي انخفضت بنسبة 70% إلى 80% من أعلى مستوياتها. ومحذراً في الوقت ذاته من أن هذا لا يعني الشراء عشوائياً دون تبصّر، فالارتداد لن يكون متساوياً بين جميع الأسماء.

الفائدة والإنفاق الاستهلاكي

قال ريدلر: «إن عدم اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لبضعة أسابيع قادمة ربما يضيف بعض الدعم للأسهم، فالأسواق متوترة من احتمال رفع المركزي لأسعار الفائدة بسرعة كبيرة وخنق الانتعاش الاقتصادي في محاولة للقضاء على التضخم الساخن».

في الأسبوع المقبل، سيواصل المستثمرون البحث عن أدلة حول مسار رفع سعر الفائدة للبنك المركزي في كل من التقارير الاقتصادية والتعليقات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. حيث إنه من المقرر أن يتحدث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر وول ستريت جورنال بعد ظهر الثلاثاء.

حالياً، يترقب السوق ارتفاعاً في سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماع يونيو/حزيران، وآخر في اجتماع يوليو/تموز المقبلين، مع احتمال الثلث أيضاً في سبتمبر/أيلول. وكان البنك المركزي الأمريكي قد رفع سعر الفائدة المستهدف على الأموال الفيدرالية بمقدار نصف نقطة هذا الشهر، بعد زيادة ربع نقطة في مارس/آذار.

في السياق، ستكون صحة المستهلك محور التركيز الرئيسي في الأسبوع المقبل. إذ يتضمن التقويم الاقتصادي تقرير مبيعات التجزئة لشهر إبريل/نيسان، ونظرة عميقة على قطاع الإسكان مع مسح الرابطة الوطنية لبناة المنازل يوم الثلاثاء، ومن المقرر كذلك إصدار تقرير بناء المساكن الجديدة يوم الأربعاء، ومبيعات المنازل القائمة يوم الخميس.

وستكون نتائج «وولمارت»، و«هوم ديبوت»، و«تارجيت» ضمن أجندة أرباح الشركات المراد الإفصاح عنها في قادم الأيام، حيث يمكن أن توفر أرقام هذه المتاجر الكبيرة رؤية جيدة لتأثير التضخم في الإنفاق والسلوك الاستهلاكي.

سوق هابطة

ربما يكون الشيء الأكثر استحواذاً على اهتمام المستثمرين حالياً هو كيفية تداول الأسهم بدءاً من يوم الاثنين بعد محاولتها الارتداد يوم الجمعة الفائت. وكيف ستكون الحال بعد أن أدى تراجع مؤشر إس آند بي إلى 3858.87 نقطة يوم الخميس إلى انخفاض عام بنسبة 19.55% من أعلى مستوى له على أساس يومي، وكان قريباً جداً من ال 20% وهي النسبة الرسمية الدالة على ما يُعرف ب «السوق الهابطة».

إلى ذلك، تباطأ الارتفاع المستمر في عوائد السندات، وبلغ العائد على 10 سنوات 2.93% الجمعة، بعد أن حقق ذروته الأسبوع الماضي عند 3.2%. واعتبرت كاتي ستوكتون من مؤسسة «فيرليد ستراتيجيز» أن التباطؤ في ارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات مهم في الفترة الحالية، وبالنسبة للاقتصاد الأوسع، فإن ارتفاعها من حوالي 1.5% مطلع العام كان له أثر بالغ بالفعل في سوق الإسكان والرهون العقارية.

سهم «أبل»يخترق حاجز ال 150 دولاراً

راقب المستثمرون شركة «أبل» الأسبوع الماضي، بعد أن اخترق سهمها، ذو التأثير الكبير في السوق، حاجز ال 150 دولاراً. فهي أكبر شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية وجزء مهم من «داو»، و«إس آند بي»، و«ناسداك». لكن السهم عاد وانخفض أقل بقليل من هدف ستوكتون البالغ 139 دولاراً يوم الخميس، ومن ثم تعافى الجمعة ليغلق عند 147.11 دولار للسهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"