روح الإمارات..الدولة الاتحادية الثالثة

05:09 صباحا
قراءة دقيقتين

روح الاتحاد في دولة الإمارات هي الدستور المحمول في قلوب وضمائر حكام البلاد الذين حافظوا على ثقافة العائلة والأهل والأنساب والأصول على مبدأ التراحم والمحبة والتواصل، والعودة دائماً إلى التراث والتاريخ والأصالة.. ثوابت رجال حكم قبل أن تكون ثوابت دولة، والدول يصنعها الرجال وفكر الرجال. والنماذج المعروفة للعالم كلّه في الإمارات تبدأ من زايد وإخوانه الحكّام.. أوّل من حققوا دولة اتحاد قبل نصف قرن من الزمن المادي التاريخي، ولكن على مستوى الزمن المدني والحضاري: التعليمي، والإنجازي، والدولي، هي دولة زمن يتجاوز الزمن، ويتخطّاه إلى المستقبل، والمستقبل في الإمارات ليس مصطلحاً أو مفهوماً نظرياً ينشغل به المفكرون والمنظّرون بالتحليل والتوصيف، بل المستقبل في الإمارات رؤية أوّلية لرجال حكم الدولة منذ السبعينات، والمستقبل أيضاً عند رجال الإمارات واقع عملي يبدأ من الإنسان أولاً في دولة التراث والحداثة. واقع اقتصادي، وتنموي، وفكري، وتعليمي، وثقافي تحوّل في خمسين عاماً إلى ورشة عمل ميدانية حرّة جعلت من الإمارات نموذجاً يُقرأ، ومثالاً يُحتذى.
هذه هي، إذاً، الدولة الإماراتية الاتحادية الثالثة بعد دولة الآباء المؤسسين الرياديين. شيوخ الضمير، وشيوخ الحكمة والفراسة والقرار والاختيار، ومثالهم زايد، ثم دولة الأبناء، ومثالهم خليفة رجل الحكم الذي يرتبط اسمه السيادي بالتمكين والمعرفة والتسامح والتعايش والثقافات المتشاركة في فكر المحبة والأرواح الجميلة المتلاقية على الخير والتعاون والرأفة والصداقة.
يحمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، كل هذا التاريخ وكل ذلك الإرث والتراث في قلبه وفي عقله وفي ثقافته بعدما حمله من قبل في ذاكرته وتربيته وهو الآن رجل الدولة الإماراتية الاتحادية الثالثة ومثالها الضميري والحكمي والقيادي. ابن مدرسة وأخلاقيات زايد، ابن الدولة، وقبل الدولة ابن شعبه وأصله الناقل في قلبه روح الاتحاد، المؤيد لحرية العقل والفكر والإبداع الطالع من روح الإمارات الصديق لروح العالم.
من دولة التأسيس في سبعينات القرن العشرين وإلى اليوم، كانت الإمارات، وكما هي عليه الآن وفي كل مراحلها المتفائلة دائماً بالمستقبل، دولة ثقافة إنسانية حرّة تلتقي في حدودها الجغرافية والثقافية والإنسانية أكثر من مئتي جنسية من شعوب العالم. دولة غوث وصداقة واعتدال من دون شعارات ودعايات. دولة قامت على روح شيوخ كبار في معناهم وفي تاريخهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"