بلادنا حزينة برحيلك يا خليفة

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

مراد عبدالله البلوشي

الحزن يخيم على أرجاء الوطن.. المدن، القرى، الجبال، البحار، الصحارى، والجزر.

الناس من كل الأجناس.. والنخل والطير والظباء وكل الكائنات والمخلوقات.. الكل يدعون لك بالرحمة والغفران.. بالحسنات بالجنات.

المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، قضى شبابه رفيق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وساعده الأيمن خلال مرحلة التأسيس والبناء.. تتابع الأعمال من بعيد وقريب.. تهتم بقضايا الوطن.. ولأجل الوطن أعطيت وأعطيت الكثير والكثير.

فيا من تخرّج في مدرسة الشيخ زايد وكلك تواضع ورحمة وعطف ويد ممدودة للخير والبركات.. سماع خبر رحيلك لم يكن سهلاً علينا.. جاء صعباً على الجميع على الصغير والكبير.. لأنك كنت فينا رحيماً..ودوداً.. قريباً.. كنت معنا كريماً.. كنت والد الأمة الإماراتية.. وربان مرحلة التمكين فيها.. في عهدك حققنا الإنجازات.. ووصلنا لأعلى المستويات.. بلادنا تبوأت مكانة مرموقة بين دول العالم.. مشيت على نهج زايد فأصبح شعب الإمارات من أسعد الشعوب.. أعطيت للتعليم اهتماماً.. فارتقينا في كل المجالات.. مواقفك تشهد بأنك رجل سلام دعوت للتسامح والتعايش ونبذ الخلافات.. نم قرير العين.. ألسنتنا لا تمل وهي تدعو لك بالرحمات والبركات والجنات.

خلال صلاة الجمعة الماضية كان المصلون يدعون لك كحالهم في كل جمعة.. وبعد عودتنا إلى بيوتنا انتشر خبر رحيل الوالد الكريم المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد إلى الرفيق الأعلى.. بدأنا نشعر بفقد شيء كبير.. والدنا قد رحل.. من عمل وسهر لأجلنا.. من بذل الغالي والنفيس لأجل إسعادنا رحل في هذا اليوم المبارك.. في كل بيت وفي كل زاوية من زوايا هذا البلد الطيب ارتفعت الأيادي إلى السماء تدعو له بالرحمة والمغفرة.. تأثير الفقد كان واضحاً في وجوه الآباء والأجداد، في الشباب والأطفال.. الكل شعر بفقد عزيز.. الكل حزين لرحيلك يا خليفة.

صلى عليك الجموع في مكة وفي المدينة.. وفي بلدان المسلمين.. وأثنى عليك المخلصون في كل الأمم. 

 ليلة رحيلك حزينة.. لأنك تغيب فيها عنا.. الفراق صعب يا والدنا.... إنك عند رحيم ودود لطيف.. حياتك إن شاء الله تكون أفضل من حياتنا.. نعدك بأننا على عهدك نسير.. ومن مدرستك ننهل.. ونأخذ مما تركت لنا من مبادئ وقيم.. وننشر خلقك الرفيع في كل مكان. 

لن تغيب عن بالنا فأنت الوالد الرحيم.. سنذكرك في صلاتنا في سجودنا وفي كل حين.. وسيفرد لك التاريخ صفحات من النور وسيكون ذكرك خالداً.. وندعو الرحمن أن يكون منزلك مع الخالدين في جنات النعيم.

أما نحن فلا تخفْ علينا، فنحن في أيدٍ أمينة، سنكون مع من نهل من مدرسة زايد، ومدرستك.. يمشي على خطاك، ويكمل مسيرتك المباركة. يحمل من القيم والمبادئ ما يجعل حياتنا أكثر إشراقاً وأكثر سعادة وأمناً وأماناً. ونحن معه على العهد نسير. 

محمد بن زايد.. قائد ملهم.. فكر مستنير.. يمضي بنا قدماً نحو المستقبل بتوفيق من الله.. وهو يستند لإرث زايد.. ويأخذ من مدرسة خليفة.. سفينتنا بمشيئة الله ستمضي بكل اقتدار إلى ما نصبو إليه من المكانة الرفيعة.. العالية.. المرموقة.. والسمعة الطيبة.. والمشرفة.. ولتصبح الإمارات رقماً صعباً بين الحضارات والأمم والبلدان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"