محمد بن زايد.. قامة إنسانية

00:21 صباحا
قراءة 3 دقائق

بايعت الإمارات يوم 14 مايو/ أيار، رسمياً وشعبياً صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً للدولة، وقائداً لمسيرتها بإيمان عميق بقدرة سموّه على حمل الراية، ومواصلة مسيرة العزة والتنمية والبناء، خلفاً للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي ارتقت روحه إلى بارئها راضية مرضية.

الإمارات وفي عهد الراحل خليفة سارت على الدرب الذي أسسه الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فكانت وعلى مدار سنوات حكمه، العون والسند لكل شقيق وصديق ومحتاج، فعززت مكانتها وحضورها ودورها الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية، ونجحت في نسج علاقات قوية مع العالم، على أسس الاحترام المتبادل، والإسهام في دعم الاستقرار والسلم الدوليين وتعزيز التعايش الإنساني.

الإمارات اليوم، وفي عُهدة محمد بن زايد، القائد الملهم الذي يعرفه العالم من شرقه إلى غربه، صنعت الفارق، فسطر بإنجازاته ورؤيته الثاقبة تعزيز السلم والأمن في المنطقة والعالم، ونشر مفاهيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والمجتمعات، فكان رائداً من رواد العمل الإنساني والخيري.

محمد بن زايد الذي تربّى إنسانياً وأخلاقياً ومسؤولية، في بيت حكيم العرب، مؤسّس دولة الإمارات، وباني نهضتها، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد طيّب الله ثراه، و«أم الإمارات» سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، تشرّب منهما أنبل القيم وأشرف الخصال.. فكان منذ سني شبابه الأولى، موضع ثقة الراحل الشيخ زايد. فعَهِد إليه بمهام قيادية، كان أهلاً لها وأنجزها بكل جدارة.

ومع الاهتمام الإنساني، ككلّ قادة هذا البلد الطيّب، فقد أشاد بتواضعه كلّ من عرفه، منذ أن كان طالباً، فقد قال أحد أساتذته: «ما رأيت أحداً أكثر منه تواضعاً، وكان في المدرسة دائم الابتسام، ولم أشاهده قط، غضبان، فجميع زملائه كانوا يحبونه، لأنه كان يساعد الناس ويحب عمل الخير».

دولة الإمارات لا تنسى المواقف البطولية للشيخ محمد بن زايد، ودوره العسكري ووقفته إلى جانب أسر الشهداء الذين ارتقت أرواحهم دفاعاً عن الكرامة العربية، فكان السند الحقيقي لكل أسر الشهداء، يشدّ من أزرهم في بيوتهم، معزياً، وداعماً لهم، فكانت زياراته إلى هذه الأسر من أقوى أشكال التفاف أبناء الإمارات حول قيادتهم.

لم يغفل محمد بن زايد يوماً عن أي قطاع من قطاعات الحياة، فكان متابعاً لكل شؤونها، وفي الشأن الاقتصادي، له باع طويلة في تعزيز ريادة الإمارات وموقعها، من منطلق ريادتها في أسواق الطاقة العالمية، فحرص على تنويع مصادر الطاقة، بما يضمن مستقبلاً آمناً لأجيال الغد.

محمد بن زايد، السند والموجه للشباب دائماً، وفي ذلك قال يوماً: «رحلتكم رحلة جيل من أجل وطن، عليه أن يجاهد ويتسلح بالعلم ثم يعود ليتسلم الراية، أنتم جيل مهم». فجسدت هذه الرسائل الملهمة مسيرة الدعم والتمكين التي طالما حظي بها شباب الوطن من سموه، انطلاقاً من الإيمان بأنهم رهان المستقبل وركيزة استدامة ازدهاره وتقدمه في المجالات كافة.

رحم الله الشيخ خليفة بن زايد، وأدخله فسيح جناته، فقد كان الأب والسند لكل أبناء الإمارات والمنطقة، أعزّ شعبه وأكرمه، وعمل على رفاهيته وسعادته بشتى الطرق، وغادرنا إلى دار الحق تاركاً بين يدي محمد بن زايد مسؤولية كبيرة لمواصلة مسيرة الدولة المباركة، وهو فعلاً خير خلف لحمل أمانة المسؤولية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"