عادي
رسّخها بزيارات لكثير من الدول العربية والأجنبية

محمـد بـن زايـد.. علاقـات دولـية وطّـدت مكانتـه قائـداً للمرحلـة

23:59 مساء
قراءة 5 دقائق

إعداد: محمود محسن

اختيار صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومبايعته رئيساً لدولة الإمارات، لم يكن محض مصادفة، أو اختياراً تقليدياً لدوافع قبلية، أو عقائدية، إنها حقائق دامغة ومؤهلات بارزة صقلت مركزه، وأهّلته للتربّع على عرش الحكم وقيادة الدولة عن استحقاق، علاقاته الدولية وتشبّع فكره بحكمة زايد، منحاه الدرجة الكاملة، والرصيد الكافي لاختياره قائداً للمرحلة، وزعيماً، ورئيساً قادراً على تحقيق المبتغى.

وتزخر مسيرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بخطوات راسخة متنت علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة، ما عاد على الدولة ببناء صداقات وضمانات دولية، في ظل تمثيله ومباركته لها في المحافل الدولية.. ثقلٌ وحنكة ورصانة، صفات اتّسم بها صاحب السموّ رئيس الدولة، فكان الأجدر للحكم وحمل الراية.

شراكة دائمة

قبل توليه حكم البلاد، كان لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، اتصالات مباشرة وعلاقات وطيدة برؤساء الدول، استمدت قوتها مما تقدمه الإمارات من دعم استراتيجي غير محدود لشراكاتها وعلاقتها بالدول الصديقة، لاسيما الولايات المتحدة، حيث أقدمت الإمارات على تقديم الدعم والتسهيلات في إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الأمريكيين من أفغانستان، فضلاً عن مواطني الدول الصديقة، والأفغان الذين يحملون تأشيرات هذه الدول، وعلى إثرها تلقى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، اتصالاً من جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة، يعرب فيه عن شكره وامتنانه لجهود دولة الإمارات الإنسانية. مؤكداً أن هذا الموقف يجسد الشراكة القوية والدائمة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة. وتبادلا وجهات النظر في عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية.

إرادة مشتركة

شهد عام 2015 أوج التفاهم والاتفاق في العلاقات الإماراتية - الصينية، بعد الزيارة الرسمية لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، إلى جمهورية الصين الصديقة، تلبية لدعوة الرئيس شي جين بينغ، واستغرقت 3 أيام، عقد خلالها سموّه سلسلة من اللقاءات، لتعزيز علاقات الصداقة وتطوير التعاون الاستراتيجي بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد سموّه، متانة العلاقات الإماراتية - الصينية، وتميزها منذ إقامتها في نوفمبر 1984، حيث شهدت نقلات نوعية كبرى في السياسة والاقتصاد، والعلوم والثقافة وغيرها، وأن هذه النقلات كانت ترجمة لما تملكه هذه العلاقات من إمكانات التطور والنماء من ناحية، وما يتوافر لها من إرادة سياسية مشتركة من ناحية أخرى. كما أن الزيارة التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، إلى جمهورية الصين الشعبية عام 1990، كان لها الدور الأكبر في وضع أسس العلاقات بين البلدين الصديقين على مدى العقود الماضية، وتطورت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين منذ عام 2012، إلى شراكة استراتيجية شاملة؛ بمناسبة الزيارة التاريخية للرئيس الصيني لدولة الإمارات، عام 2018، حيث كانت تتويجاً لمسار طويل وناجح من التعاون الذي أثمر شراكات رائدة في المجالات المختلفة، وأن تطوير العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة يمثل توجهاً استراتيجياً لدولة الإمارات، وعملت على تعزيز هذا التوجه ودعمه خلال السنوات المقبلة.

وأكد الرئيس الصيني، أن زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، تعطي دفعاً قوياً لعلاقات البلدين، بما يلبي تطلعاتهما إلى فتح آفاق أوسع للتعاون في مختلف المجالات، وتجسد اهتمام سموّه بتعزيز العلاقات وتطويرها.

الصورة

مصير واحد

العلاقات الإماراتية - السعودية، راسخة منذ قيام اتحاد مجلس التعاون الخليجي، وصولاً إلى العلاقات الممتدة التي رسّخ ركائزها قادة الإمارات وملوك المملكة، وتتمتع المرحلة الحالية بأزهى صور العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين، في ظل الترابط والتوافق والمصالح المشتركة، التي تعمقت بفضل الأخوة والصداقة التي نشأت بين صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأمير محمد بن سلمان، حيث اتّسمت لقاءاتهما بالأخوية وسادها الود في كثير من المحافل، وتجلّى هذا الاتفاق في المعاهدات والخطط التي انتهجتها الدولتان في قضايا كثر، كشفت مدى التلاحم والتعاون ووحدة الصف والمصير.

وكان من أبرز ما جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، والأمير محمد بن سلمان، لقاؤهما خلال جلسة مباحثات عقدت في قصر الوطن في أبوظبي، تناولت العلاقات الأخوية الراسخة، ومسارات التعاون والفرص الواعدة لتنميته في مختلف المجالات، في ضوء الشراكة الإستراتيجية الخاصة التي تجمع البلدين الشقيقين، فضلاً عن مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشتركة. واستعرضا خلال اللقاء مختلف جوانب التعاون الإستراتيجي الذي يرتكز على مقومات راسخة من التفاهم والتعاون والعمل والمصالح المتبادلة. كما تناولا أهمية تفعيل العمل الخليجي والعربي المشترك، وعدداً من القضايا والملفات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، مؤكدين ضرورة العمل على ترسيخ أركان الاستقرار الإقليمي الذي يشكل القاعدة الرئيسة المشتركة للتنمية والبناء والتقدم.

وسام زايد

زيارات عدة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، خلال توليه منصب ولي عهد أبوظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودائماً ما كان حلقة الوصل بين الإمارات والدول الصديقة، ولعل أبرز تلك الزيارات لسموّه، إلى جمهورية الهند، التي شهد فيها توقيع اتفاقيات ومعاهدات، وخطط مشتركة، لبناء شراكات قوية. وشهدت إحدى تلك الزيارات، تقليد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة «وسام زايد» الذي منحه إياه الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله. ويعدّ أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول، تثميناً لدوره في دعم علاقات الصداقة التاريخية والتعاون الاستراتيجي بين البلدين الصديقين على الصعد كافة.

وشهدت الزيارة إطلاق «بريد الإمارات» طابعاً تذكارياً خاصاً بمناسبة مرور 150 عاماً على مولد المهاتما غاندي، تخليداً لذكرى هذه الشخصية التي تعدّ رمزاً للاستقلال والصمود والتسامح والتعايش والسلام للشعب الهندي، وشعوب العالم أجمع.

الصورة

علاقات أخوية

جمعت صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وعبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، منذ توليه مقاليد الحكم في بلاده، علاقات أخوية واتفاق في وجهات النظر، انعكست بالإيجاب على علاقات البلدين ومتّنتها بالصورة التي لم تدع للشك موضعاً في إمكانية الاختلاف، فشهدت زيارات متبادلة وانعقاد لقاءات رسمية، وأخرى في أماكن مفتوحة شهدها أبناء البلدين، إلى جانب تبادل التهاني في المناسبات الرسمية والخاصة. وكانت آخر الزيارات للرئيس المصري في قصر الوطن في العاصمة أبوظبي، حيث بحث سموّه، معه العلاقات الأخوية الراسخة ومختلف جوانب التعاون، والعمل بين البلدين وسبل تنميته في جميع المجالات بما يحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعاتهما إلى مواصلة التقدم والتنمية الشاملة، فضلاً عن مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واستعرضا مسارات التعاون الذي يشهد نمواً متزايداً وتطوراً نوعياً خاصة في المجالات الحيوية التنموية والاقتصادية والاستثمارية والفرص الواعدة لتوسيع قاعدة هذا التعاون بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما الشقيقين. كما تطرقا إلى تطورات القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والمستجدات التي تشهدها المنطقة العربية والتحديات والأزمات التي تواجه بعض دولها وتقف عائقاً أمام تقدمها وتنميتها وتحقيق استقرارها، مؤكدين أهمية تفعيل العمل العربي المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار والسلام والتنمية للمنطقة وشعوبها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"