عادي
بتوجيهاته.. الإمارات تفتح آفاق التطور للطلبة

محمد بن زايد وضع أسس تعليم عصري باستقطاب جامعات عالمية

00:52 صباحا
قراءة 6 دقائق

أبوظبي: عبدالرحمن سعيد:
أحدثت رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تغييرات جذرية في التعليم العالي بالدولة، حيث أسهمت في استقطاب عدد من الجامعات العالمية، لتتخذ من دولة الإمارات مقراً إضافياً لها، بمناطق مختلفة، خاصة العاصمة أبوظبي، بهدف فتح آفاق ومجالات للتطور أمام المتعلمين، وضرورة تنمية الموارد البشرية، بالتعليم المتطور والهادف، إيماناً من سموّه بأهمية الاستفادة من تجارب الآخرين من أجل تطوير الأنظمة التعليمية. كما أن الدور الأكاديمي لتلك الجامعات العالمية، رافد إضافي للقطاع التعليمي والثقافي. ويحقق جودة التعليم ونوعيته ويتماشى مع الأهداف التنموية والرؤية الطموحة نحو المستقبل.

تكشف مبادرات صاحب السموّ رئيس الدولة، رؤية تضع الأسس لتعليم عصري عالمي يواكب طموح الإمارات، وتستشرف المستقبل للأجيال، وتلهم شباب الإمارات لبناء دولة قوية متسلحة بالعلم والمعرفة، حيث أكدت تلك المبادرات المكانة المتميزة التي يحظى بها التعليم عند سموّه، كونه حجر الأساس الذي يقوم عليه بناء الدولة، إذ عدّ سموّه التعليم بوابة العبور الآمن إلى المستقبل.

ذكاء اصطناعي

وفي مبادرة غير مسبوقة عالمياً وفقاً لرؤية وتوجيهات تستشرف المستقبل، أسس سموّه «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، لتعزيز إمكانات البحث التعاونية والتطويرية بين مختلف التخصصات في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإعداد الطلاب ليصبحوا قادةً ومبتكرين أكفاء يتمتعون بالمعرفة الوفيرة والخبرات الواسعة لتنمية القطاع التكنولوجي وإطلاق المشاريع المبتكرة في الإمارات. كما تعزز جهود إمارة أبوظبي لإرساء دعائم اقتصاد المعرفة القائم على الذكاء الاصطناعي وضمان استدامته، وتزويد مختلف القطاعات والمؤسسات العامة بالكوادر البشرية والمهارات والموارد التي تكفل لها الحصول على المكانة المثلى ضمن فئتها في ميادين استخدام الذكاء الاصطناعي. كما تعمل على جذب أفضل المواهب والكفاءات في الذكاء الاصطناعي من شتى أرجاء المنطقة والعالم.

وتضم الجامعة طلاباً من 40 جنسية، ويبلغ عدد طلبتها 133 يدرسون في البرامج التي تقدمها، بينهم 115 طالباً في برامج الماجستير، و18 في برامج الدكتوراه. ويشكل الطلاب الإماراتيون 13% من إجمالي الطلاب، ونسبة الوافدين 87%. ونسبة الطالبات 31%. وتضم 31 عضو هيئة تدريس.

وتقدم الجامعة 6 برامج للدراسات العليا، من بينها 3 برامج ماجستير و3 برامج دكتوراه، في 3 مجالات، هي الرؤية الحاسوبية، وتعلم الآلة، ومعالجة اللغات الطبيعية. كما أنها تجري أبحاثاً في الرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة، ومعالجة اللغات الطبيعية. ووضعت محاور البحوث، لضمان تسخير جميع الأنشطة والمشاريع البحثية بما يصب في مصلحة الدولة حاضراً ومستقبلاً، حيث خصصت 4 مجالات بحثية هي: الخدمات وجودة الحياة، والتقنيات الصناعية والتصنيعية، ونقاط التحول في المستقبل، واستدامة الموارد الحيوية والبيئة.

وعن الذكاء الاصطناعي في الإمارات، أوضحت الجامعة أن التقديرات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يسهم بمبلغ 320 مليار دولار في اقتصاد الشرق الأوسط عام 2030، مع تحقيق دولة الإمارات لأكبر المكاسب، وستضع رؤية الدولة 2031 في مكانة رائدة عالمياً في الذكاء الاصطناعي، وستسهم في تعزيز الإنتاجية والنمو الاقتصادي.

العلوم الإنسانية

للعلوم الإنسانية نصيب من رعاية سموّه، حيث أصدر قراراً عام 2020 بتشكيل مجلس أمناء «جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية»، برئاسة الدكتور حمدان مسلم المزروعي، لدعم مسيرة التنمية والتطوير والبحث العلمي، عن طريق طرح برامج أكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفية، بغرض نيل درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، لكي تصبح مركزاً أكاديمياً مرموقاً في العالم، في العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفية، وتسعى بخاصة إلى تقديم برامج أكاديمية متميزة في اللغة العربية وآدابها، وفي الدراسات الإسلامية بفروعها، بهدف تقديم الإسلام والثقافة العربية بطريقة حضارية وإنسانية، وتعمل على نشر فضائل التسامح والمحبة واحترام حقوق الإنسان، وإعلاء قيم الاعتدال والوسطية والانفتاح على ثقافات وشعوب العالم المختلفة.

وتسعى الجامعة في رسالتها القيمية والإنسانية السامية للحفاظ على إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ونشره واستلهام الدروس والمثل العليا منه، والتميز والإبداع عبر تحقيق مجتمع المعرفة.

التعليم التقني

بدأ التعليم الفني والتقني بالإمارات في السبعينات، ومر بمراحل متعددة، ولكن نقطة التحول جاءت عام 2005 بقرار صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإنشاء معهد التكنولوجيا التطبيقية، وأحدث القرار تغييراً جذرياً، حيث أنشئ معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني عام 2007، وأتاح فرصة التعليم لجميع أبناء وبنات الدولة.

وأظهرت رؤية سموّه للتعليم المهني والتقني اهتمامه المباشر بتوظيف المزيد من المواطنات المتخصصات في الرعاية الصحية، وأسهمت «كلية فاطمة للعلوم الصحية» في زيادة هذه التخصصات. وأكدت ضرورة الارتقاء به ودعم الابتكار، وظهر ذلك بزيادة عدد طلاب المعهد، وأصبح أبناؤه اليوم الأفضل أكاديمياً وهذا ما أفرزته نتائج وزارة التربية والتعليم قطاع التعليم العالي.

ويؤمن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأهمية الاستفادة من تجارب الآخرين من أجل تطوير الأنظمة التعليمية، وبهذه الرؤية، ووفق توجيهات سموّه، استقطبت الإمارات الجامعات العالمية، حيث افتتح جامعتي «السوربون - أبوظبي»، و«نيويورك - أبوظبي»، لفتح آفاق ومجالات للتطور أمام المتعلمين، وضرورة تنمية الموارد البشرية عبر التعليم المتطور والهادف.

وقال سموّه عبر «تويتر» العام الماضي في الذكرى العاشرة على تأسيس «جامعة نيويورك أبوظبي»: «نهنئ الجميع في الجامعة، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسها. دورها الأكاديمي رافد إضافي للقطاع التعليمي والثقافي في الدولة والمنطقة. تحقيق جودة التعليم ونوعيته يأتي على رأس أولوياتنا وأهدافنا التنموية ورؤيتنا الطموحة نحو المستقبل».

وتحت رعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، أسست جامعة «السوربون أبوظبي» عام 2006، بناءً على اتفاق بين حكومة أبوظبي وجامعة السوربون في باريس، لتعزيز القطاع الأكاديمي والثقافي، ومثَّل هذا الاتفاق التاريخي رؤيتهما المشتركة، لتحقيق أفضل المعايير بالتعليم الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط، ووقعت جامعتا «السوربون باريس»، و«بيير وماري كوري» على اتفاق يقضي بافتتاح حرم جامعي في أبوظبي، لتقديم برامج أكاديمية متخصصة بدرجتي البكالوريوس والماجستير، وبرامج التعليم المستمر.

وفي عام 2009 انتقلت جامعة السوربون أبوظبي، إلى حرمها الجديد الذي بني خصيصاً في جزيرة الريم، ويمتد على 93 ألف متر مربع، ويشمل المرافق التعليمية والترفيهية والسكن الجامعي، وتضم الجامعة مكتبة ومسرحاً يتسع لأكثر من 700 شخص ومركزاً رياضياً، وتلتزم بالمساهمة في رؤية أبوظبي المتمثلة في تحويل الإمارة إلى مركز ثقافي وعلمي وتوسيع نطاق تواصلها مع الطلبة محلياً وعالمياً.

منحة التعليم العالي

وعن المنح الدراسية، انطلق برنامج «منحة الشيخ محمد بن زايد للتعليم العالي» في مايو/أيار 2011، لتمويل المنح الدراسية لخريجي جامعة زايد لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه، ويتيح البرنامج لطلبة الماجستير فرصة الاختيار بين مجموعة من الجامعات في الدولة، والجامعات الأجنبية المصنفة ضمن أفضل 200 جامعة في قائمة الترتيب الأكاديمي للجامعات العالمية المعتمدة لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات.

وتُقدم المنحة فرصة للطلبة الإماراتيين المتفوقين من خريجي عدد من الجامعات الحكومية لمواصلة تعليمهم في جامعات رائدة محلياً وعالمياً، والتخصص في مجالات متعددة، كما تقدم المنحة فرصة فريدة لمجموعة مختارة من طلبة الجامعات الموهوبين للمشاركة في برنامج دراسي تم تصميمه بشكل خاص ليشمل مساقات دراسية ومحاضرات وتجارب قيادية وفرصاً لبناء العلاقات المهنية ومنحاً دراسية لاستكمال الدراسات العليا، وتهدف هذه المنحة، لإعداد الطلبة وتزويدهم بمهارات القرن الحادي والعشرين وتقديم تجارب تعليمية مميزة.

مسابقات ومبادرات

دعم سموّه تطوير التكنولوجيا في الإمارات، وشجع ثقافة الابتكار برعايته الكريمة لفعاليات عدّة، من بينها المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، كما أسس «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت»، وهي مسابقة عالمية للروبوتات تقام كل عامين في أبوظبي، وتستقطب الجامعات المعتمدة ومراكز البحوث والشركات والمبدعين من جميع أنحاء العالم وتهدف إلى تقديم حلول واقعية عن أكثر التحديات العالمية إلحاحاً من خلال تطبيقات تكنولوجيا الروبوتات المستقلة، ومن ثم تعزيز دور الإمارات مركزاً إقليمياً للبحث في الروبوت والأنظمة الذاتية التحكم.

وأطلقت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي مسابقة «تحدي محمد بن زايد العالمية للروبوت» قبل سنوات، تحت رعاية سموّه، وهي جائزة عالمية مرموقة ويبلغ مجموع جوائزها 5 ملايين دولار وتشهد مشاركات عالمية طموحة تقدر بعشرات الفرق من دول مختلفة في العالم، ومئات من الخبراء لتحكيم كل دورة، فسموّه يؤكد ربط «التعليم والبحث مع الاقتصاد» وطموحاته لا تنتهي.

كما حرص على رفع أعداد الطلبة الملتحقين في برامج الدراسات العليا في المعهد البترولي وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ومعهد مصدر في أبوظبي، ومن هنا كانت مبادرة «بحوث» التي تضمنت برامج الماجستير والدكتوراه.

وأكد سموّه، ضرورة تنمية قدرات الطلبة وتطوير مهاراتهم، بما ينسجم مع متطلبات وتحديات القرن الحادي والعشرين، ويمكّنهم من بناء حاضرهم ومستقبل وطنهم، مع اعتزازهم بقيم مجتمعهم ووطنهم وهويتهم الأصيلة.

وقال سموّه «عندما ننظر إلى المستقبل بتفاؤل، لأننا - بفضل الله - وضعنا ثقتنا في أبنائنا الطلبة، وفي قدرتهم على تحقيق طموحات الوطن، فهم ذخرنا ورصيدنا واستثمارنا للمستقبل».

وفي إطار توجيهات سموّه أطلق مكتب فخر الوطن العام الماضي «برنامج منح دراسية في التعليم العالي» في الجامعات والكليات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، تُقدَّم إلى العاملين في خط الدفاع الأول وأبنائهم وذلك بدعم من صندوق الوطن والقطاع الخاص في الدولة وبتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، ويحصل المؤهلون وفق هذه المبادرة، على منح دراسية كاملة للدراسة بدءاً من العام الدراسي 2021-2022، تثميناً لجهود آبائهم وأمهاتهم وتضحياتهم ودورهم في المحافظة على صحة المجتمع وسلامته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"