عادي

مشاركون: مؤتمر الموزعين الدولي يعكس دعم الشارقة لصناعة الكتاب

21:57 مساء
قراءة 4 دقائق

اعتبر المشاركون في «مؤتمر الموزعين الدولي» الذي نظمته «هيئة الشارقة للكتاب»، في مقرها، على مدى يومين، أن المؤتمر مثّل فرصة أتاحتها الشارقة لتبادل الخبرات والتجارب بين الموزعين، وجسدت اهتمام الإمارة بدعم صناعة الكتاب وتوزيعه، وتمكين العاملين في هذا القطاع من استلهام التجارب والقصص الناجحة لمؤسسات التوزيع والمكتبات التي تغلبت على العوائق، ورسّخت أساليب جديدة ومبتكرة في توزيع الكتاب، وساعدت في الحفاظ على صلات مستمرة مع جمهور القراء.

شهد ختام المؤتمر، الذي انعقد على هامش «مهرجان الشارقة القرائي للطفل» ال 13، حضور أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وضمن جدول أعمال اليوم الثاني والأخير، استعرضت الجلسة ما قبل الأخيرة التي أدارتها إيما هاوس، تجارب موزعين للكتب من كل من الهند وإستونيا والإمارات وماليزيا.

تحت عنوان «متاجر الكتب: نماذج أعمال جديدة»، ناقش ثلاثة متحدثين دور التنوع في الخدمات التي يقدمها متجر الكتب في تعزيز المبيعات، والحلول والتحديات التي يواجهها بائعو الكتب، إلى جانب أهمية خدمة «الطباعة عند الطلب»، وتوجه متاجر بيع الكتب نحو تجاوز فكرة بيع الكتب بالشكل التقليدي، والانتقال إلى مستوى جديد من خلال إضافة مقاهٍ وتقديم منتجات أخرى إلى جانب الكتب.

وأكدت أول المتحدثين كانت آنجي آهي، من متجر أبولو، في إستونيا، أن المتجر اعتمد على جذب القراء من خلال «نادي أبولو»، الذي بدأ كمكتبة في منتصف المدينة، لتوسع ل18 مكتبة، تتبعها دور سينما وشراكات جعلت من مكتباته أماكن للترفيه، بهدف جعل الكتب خلال فترة الجائحة أكثر قرباً من الناس، من خلال توسيع مفهوم المكتبة وابتكار آليات جديدة.

وتحدث أكشايا روتاراي، من الهند، حول تجربته الملهمة، لافتاً إلى أن بعض بائعي الكتب لا يحصلون على أي ربح مقابل عملهم، وشرح كيف بدأ رحلة بيع الكتب عبر الشاحنة برفقة أحد زملائه، وكيف قاموا بتغطية 20 مدينة هندية ضمن مساحات شاسعة تتخللها قرى وغابات ومجتمعات لم تكن الكتب ضمن أولوياتها.

وقال: «قبل الجائحة كنا نطلب من الأشخاص الانضمام إلينا لقراءة الكتب، وأن يمضوا معنا بعض الوقت للقراءة، وأحضرنا الكتب للناس إلى الشوارع، ثم اشترينا شاحنة أكبر، وركزنا على التنوع وتعاونا مع 79 مؤسسة حول العالم، بهدف نشر القراءة».

وتحدث في الجلسة كيث ثونغ، رئيس اتحاد موزعي الكتب الماليزيين، الذي أشاد بتوفير الشارقة من خلال هذا المؤتمر فرصة لاجتماع الموزعين، واللقاء بالملهمين أصحاب التجارب الناجحة في هذا المجال، وعرض تجربته في ماليزيا، موضحاً أهمية التعاون مع كل من مؤسسات التعليم الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق شراكات ناجحة في مجال توزيع الكتب، وضرب مثالاً بشراكة تجمع المؤسسة التي يمثلها بالمكتبة الوطنية في ماليزيا وبوزارة الشؤون الاجتماعية.

خارطة طريق للتسويق

أكد مشاركون في مستهل جلسات اليوم الثاني والأخير من أعمال المؤتمر أن بإمكان العاملين في مجال بيع الكتب استكشاف بيئة واحتياجات المجتمعات المحلية التي تقع مكتباتهم في نطاقها، والعمل على خلق صلة وثيقة مع القراء تتجاوز تسويق الكتب وبيعها، إلى بناء علاقات وثيقة بين المكتبات والأفراد، وفي مقدمتهم الأطفال الذين يشكلون قراء المستقبل، ما يمثل خارطة طريق لتسويق الكتب بطرق علمية من خلال تجارب حقيقية للموزعين.

وتحدثت نادية واصف، الشريك المؤسس لمكتبة ديوان في مصر، متطرقة إلى قصة «ديوان» التي تأسست منذ 20 عاماً، على يد 3 سيدات، وأصبحت تمتلك 10 فروع، وتمكنت من التكيف مع الجائحة، ونجحت في الحفاظ على مجتمع من القراء، من خلال التزامها بتوفير هوية لمحتواها من الكتب حققت لها جمهوراً متميزاً.

وقالت واصف: «يشكل توزيع الكتب الإلكترونية على المنصات المختلفة مخاطر على توزيع الكتب الورقية، لكن ذلك حقق لنا فرصة الوقوف على تحدي المرونة والتجريب والعمل بجهد حقيقي ومبتكر، لنبقى كما بدأنا رواداً في توزيع الكتب».

وأشارت إلى أن بإمكان المكتبات المساهمة في تطوير المجتمعات من خلال عناوين الكتب التي تتبنى توزيعها، وأن تنمي مبيعاتها عبر تدريب موظفيها وإكسابهم خبرات إضافية تساعدهم على الحوار مع القارئ.
المهرجانات القرائية

تطرقت الجلسة الثانية، تحت عنوان «التعاون مع الناشرين الكتّاب والمهرجانات الثقافية والمدارس»، إلى اعتماد الإدارة الناجحة لمتجر بيع الكتب على حجم العلاقات مع الشركاء، من خلال تسليط الضوء على نماذج من الشراكات القوية مع الناشرين والمؤلفين والمهرجانات والمدارس، والتي تشكل عاملاً أساسياً لتعزيز دور متاجر الكتب، باعتبارها جزءاً مهماً من المجتمع، ووجهةً للعلم والمعرفة والقراءة.

وفي الجلسة التي أدارتها تيريز ناصر، من إنغرام ببليشنغ سيرفيسز، عرض أربعة متحدثين تجاربهم وقدموا مجموعة من النصائح حول أفضل السبل لبناء شراكات فاعلة مع الجمهور المستهدف، حيث تحدث في هذا المحور كل من: لولا شونين، آكيه بوك فيستيفال، من نيجيريا، وغوراف شريناغيش، بينغوان راندوم هاوس، وسواتي روي، بوكارو، من الهند، وتينا مامولاشفيلي، من جورجيا.

أسرار بيع الكتب

تطرقت المتحدثة الأخيرة في الجلسة الأخيرة للمؤتمر، والتي قدمها سايمون ليتل وود، وهي نانا لورينغيل موزعة الكتب من بافاريا، إلى أسرار بيع الكتب، وبيّنت أن من يعملون في هذه المهنة حول العالم لديهم نفس الأسئلة ونفس التحديات.

وأكدت إمكانية تدريس توزيع الكتب، وأشارت إلى مدرسة تعليم موزعي الكتاب التي تأسست عام 1993 في إيطاليا، كجزء من مؤسسة ناجحة تتبعها 12 دار نشر إلى جانب عدد من المكتبات التي تمثل سلسلة مستقلة، ولديها 30 بائع كتب من المؤهلين المحترفين، وتعمل على تنظيم مؤتمر يجمع 600 شخص يعملون في بيع وتوزيع الكتب، فيما يشارك 1000 شخص في دراسة توزيع الكتب افتراضياً من 29 بلداً، يتعلمون هذه الحرفة على يد خبراء لديهم تجارب، ويقدمون أفكاراً لتطوير عمل بائعي الكتب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"