فقدٌ يتلوه حنين

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

الحزن يعتريني، يتلبسني ويفيض من حولي.
ماذا يعني الموت؟ 
ماذا يعني أن يفقد الأخ أخاه؟ 
أن تفقد الأخت عزها بجانب أخيها؟ 
أن تفقد الأم وجه ابنها ويغدو حضنها فارغاً؟ 
أن تفقد البنت الأمان بقرب والدها؟
أن يبحث الابن عن ظهر أبيه ليستند إليه فلا يجده؟
كم هو صعب أن نعرّف معنى الموت، أو الفقد، أو الحنين. 
كل هذه الأسئلة وأكثر راودتني عند سماع خبر وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل، نهيان طيب الله ثراه، ومع الحزن الذي اعترانا ولمحناه في عيون كل إماراتي ومقيم، وكان صارخاً يضج من قلوبهم جميعاً بلا استثناء، ومع كل التعازي التي كتبها وأرسلها كل من سمع بالخبر باختلاف مكان إقامته وجنسيته ودينه ومذهبه وثقافته، وكنت أتساءل عن ماهية هذا الشعور بعد سماع خبر وفاة عزيز. 
وما إن أفقت من كل هذي التساؤلات حتى زارتنا الذكرى الأولى لوفاة أخي، رحمه الله، التي مرّت يوم أمس الأربعاء، معها تجددت كل مشاعر الحزن والحنين والشوق. 
مرّ عام لكنه كان كالدهر كله، لشدة الغصص التي رافقته كلما مرّ طيفه، لشدة الحاجة للأخ الذي إليه نشكو الهمّ، وله نبث الفرح، ومعه نتقاسم اللحظات والمكان والمشاعر، وكلما حانت ساعة دخوله يوم الجمعة إلى المجلس في البيت ما زالت الأبصار تشخص ناحية الباب تنتظر دخوله حاملاً ابنته. 
يا الله.. كيف استطعت الغياب هذه المرة عاماً كاملاً من غير أن تطل أو تسأل عنا واحداً واحداً، صغارنا قبل الكبار وأنت الذي لم تغب حتى عندما تكون غاضباً، منا وما أندر ما تغضب؟ كيف استطعت الصمت طوال هذه الأيام وأنت الذي كنت نزين المجالس بأحاديثك قصصاً وحكايا وشكوى وبشرى؟ 
لمن تركت المجالس، ولمن تركت قلوبنا حين نحتاج لسند، أو ظهر نتكئ عليه؟ 
رحمك الله يا أبا سعيد، وأسكنك فسيح جناته، وأعاننا على تحمل الأيام والأعوام من دونك.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"