عادي
العملة الأمريكية باتت الأغلى في العالم

هل يتساوى اليورو بالدولار.. ومتى؟.. آراء المحللين متناقضة

13:56 مساء
قراءة 4 دقائق
دبي: خنساء الزبير
أصبح اليورو على مقربة من الدولار الأمريكي لأول مرة منذ 20 عاماً وعلى وشك أن يصبح مكافئاً له. صباح الخميس كان اليورو يحوم حول 1.05 دولار بعد أن كان في انخفاض مستمر لمدة عام تقريباً، وكان يقل 1.22 دولار تقريباً في يونيو الماضي، وأقل مما يربو قليلاً عن 1.03 دولار في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ولكن استراتيجيي العملات منقسمون حول ما إذا كان سيصل إلى هناك، وماذا سيعني للمستثمرين والاقتصاد، حيث صرح سام زيف، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملات الأجنبية في بنك جي بي مورجان الخاص، لـ«سي إن بي سي» قائلاً: «الطريق إلى التكافؤ سيتطلب خفض توقعات النمو لمنطقة اليورو مقارنة بالولايات المتحدة، على غرار ما حدث مباشرة في أعقاب الأزمة الأوكرانية»، ويضيف: «هل هذا ممكن؟ بالتأكيد، لكنها بالتأكيد ليست حالتنا الأساسية، وحتى في هذه الحالة يبدو أن اليورو عند التكافؤ يصبح أسوأ سيناريو».
وأشار إلى أن المخاطرة والمكافأة على مدى فترة سنتين إلى ثلاث سنوات - مع احتمال هروب البنك المركزي الأوروبي من منطقة معدل سلبي وتقليل تدفقات الدخل الثابت الخارجة من منطقة اليورو - تعني أن اليورو يبدو زهيداً بشكل لا يصدق في الوقت الحالي.
ويقول ستيفن جالو، الرئيس الأوروبي لاستراتيجية العملات الأجنبية في بي إم أو كابيتال ماركتس: «بالنسبة لدور بنك الاحتياطي الفيدرالي في كل هذا أعتقد أنه سيشعر بالقلق من الانتقال إلى النطاق 0.98-1.02 في (اليورو مقابل الدولار الأمريكي) وهذا مدى قوة الدولار الأمريكي مقابل اليورو، ويمكنني أن أرى تحركاً إلى هذه المنطقة بسبب بنك الاحتياطي الفيدرالي، لإيقاف حملته المتشددة مؤقتاً أو إبطائها».
****************
الدولار «مرتفع جداً»
****************
وارتفع مؤشر الدولار بحوالي 8% منذ بداية العام، وفي مذكرة الثلاثاء، قال دويتشه بنك إن علاوة مخاطر «الملاذ الآمن» المسعرة بالدولار أصبحت الآن في «الحد الأقصى من النهايات»، حتى عند حساب فروق أسعار الفائدة.
ويعتقد جورج سارافيلوس، الرئيس المشارك لأبحاث الفوركس في دويتشه بنك العالمية، أن نقطة التحول قد اقتربت. وتابع: «نحن الآن في مرحلة حيث يؤدي المزيد من التدهور في الظروف المالية إلى تقويض التوقعات المشددة للاحتياطي الفيدرالي، بينما ما زال يتعين تسعير المزيد من التشديد في بقية العالم، وأوروبا على وجه الخصوص».
وقال سارافيلوس: «لا نعتقد أن أوروبا على وشك الدخول في ركود، وأن البيانات الأوروبية - على عكس الرواية المتفق عليها - تستمر في التفوق على الولايات المتحدة».
****************
أغلى عملة في العالم
****************
وتشير مراقبة التقييم من دويتشه بنك إلى أن الدولار الأمريكي هو الآن «أغلى عملة في العالم»، بينما يوضح مؤشر النقد الأجنبي للمقرض الألماني أن المراكز الطويلة للدولار مقابل عملات الأسواق الناشئة في أعلى مستوياتها منذ ذروة جائحة كوفيد -19.
وخلص سارافيلوس إلى أن «كل هذه الأشياء تعطي نفس الرسالة: الدولار مرتفع للغاية. تشير توقعاتنا إلى أن زوج اليورو / الدولار الأمريكي سيرتفع إلى 1.10 وليس هبوطاً إلى مستوى التكافؤ في الأشهر المقبلة».
****************
قضية التكافؤ
****************
وبينما يظل العديد من المحللين متشككين في إمكانية الوصول إلى التكافؤ، وتحولت فروق أسعار الفائدة في الولايات المتحدة مقابل اليورو بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في يونيو 2021، والذي أشار فيه صانعو السياسة إلى وتيرة شديدة العدوانية لتشديد السياسة.
وقال جوناس جولترمان، كبير الاقتصاديين في الأسواق في كابيتال إيكونوميكس، في مذكرة الأسبوع الماضي إن التحول المتفائل الأخير للمركزي الأوروبي ما زال غير مطابق للاحتياطي الفيدرالي أو كان كافياً لتعويض الزيادة في توقعات التضخم في منطقة اليورو منذ مطلع عام 2022.
بينما تتوقع كابيتال إيكونوميكس أن يكون مسار سياسة الاحتياطي مشابهاً للمسار الذي تسعره الأسواق، يتوقع غولترمان مساراً أقل عدوانية من مسار الخصم للمركزي الأوروبي، ما يعني ضمناً حدوث تحول إضافي في فروق أسعار الفائدة الاسمية مقابل اليورو، و«إن كان أقل بكثير من ذلك الذي رأيناه في يونيو الماضي».
****************
توقعات البنوك
****************
ويراهن بنك «أموندي» الفرنسي، أن يتساوى اليورو والدولار الأمريكي هذا العام، فالخوف من الركود يمنع «المركزي» الأوروبي من رفع أسعار الفائدة. وتوقع فينسينت مورتيير، كبير مسؤولي الاستثمار في أكبر مؤسسة لإدارة الأصول في أوروبا تشرف على أكثر من تريليوني يورو من الأصول، أن يعطي المركزي الأولوية لإبقاء الغطاء على تكاليف الاقتراض الحكومية في محاربة التضخم.
وقال مورتيير لـ «فاينانشيال تايمز» إن قرار المركزي يتركه خلف الاحتياطي الفيدرالي في مواجهة التضخم، ويدفع اليورو إلى التكافؤ مع الدولار للمرة الأولى منذ عام 2002. وبحسب مورتيير فالاقتصاد الأوروبي يواجه احتمال الركود.
وكان بنك «إتش إس بي سي» أول من توقع أن تضعف العملة الأوروبية الموحدة، لتصل إلى مستوى التكافؤ مع الدولار هذا العام، حيث تضررت البيئة الاقتصادية من الحرب المستمرة في أوكرانيا، الصعبة بالنسبة للاقتصاد الأوروبي، ما قد يجبر البنك المركزي الأوروبي على التباطؤ في تشديد السياسة النقدية مقارنةً بالاحتياطي الفيدرالي الذي أطلق دورة رفع أسعار الفائدة. وقد أدى ذلك إلى رفع احتمالية انخفاض اليورو إلى مستويات لم تشهده العملة الأوروبية منذ عقدين.
وقال الخبراء الاستراتيجيون في «إتش إس بي سي» بقيادة دومينيك بانينغ، إنهم يتوقعون الوصول إلى هذه الخطوة بحلول الربع الرابع من عام 2022. وقالوا: «لقد واجه اليورو بالفعل ضغوطًا هبوطية أكثر مما توقعنا، لكننا نجد صعوبة في رؤية جانب إيجابي للعملة الموحدة في هذه المرحلة».
تابعوا: «لذلك قمنا بتغيير توقعاتنا لتعكس وجهة نظر أكثر هبوطًا، ونرى اليورو مقابل الدولار يتحرك نحو التكافؤ في العام المقبل».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"