الشقيق الملثم

كتب: محمد ياسين
تترجل سيدة آسيوية في العقد الثالث من العمر من مقر عملها إلى منزلها في المدينة العالمية بدبي، لتتفاجأ بشخصين من جنسيتها وآخر ملثم يحاولون تقييد حركتها في أحد الشوارع الجانبية بالحي الصيني، وبين محاولتهم ومقاومتها الشديدة لهم، أبصرهم عامل توصيل طلبات فهرع محاولاً نجدة السيدة.
لحظات معدودات ووصل عامل توصيل الطلبات إلى حيث هم؛ حيث حاول الدفاع عن السيدة ضد الرجال الثلاثة المعتدين وحاول نجدتها، شاهد الموقف عدد من المارة فاشتبكوا مع الرجال الثلاثة، ووسط مقاومتهم الشديدة فر المعتدون  بمركبة قادها أحدهم ووصلت دورية من شرطة دبي إلى مكان الواقعة.
وقف عامل التوصيل وقص على الشرطة ما حدث وكيف حاول حماية السيدة من بين ثلاثة رجال أحدهم ملثم الوجه يحاولون خطفها بأحد الشوارع الجانبية في الحي الصيني، ووسط توسل السيدة ومقاومتها الشديدة؛ حيث كان أحدهم يهددها بصاعق كهربائي فيما يقيد الآخران حركتها محاولين دفعها إلى داخل المركبة.
جمعت الشرطة الاستدلالات وفرغت كاميرات المراقبة في المنطقة؛ حيث تبين أن لوحات المركبة التي استخدمها الأشخاص الثلاثة غير صحيحة، وأن  المركبة تعود ملكيتها لشخص آخر من جنسية السيدة نفسها.
واصلت الشرطة التحريات وقبض على صاحب المركبة، وخلال التحقيق معه أنكر صلته بالواقعة، وأقر بأن شخصاً من جنسيته استأجر المركبة لمدة شهر بقيمة 2000 درهم؛ حيث إنه وصل إلى الدولة في مهمة عمل ولا يمتلك مستندات تتيح له تأجير مركبة بشكل قانوني فقبض على مستأجر المركبة.
وخلال التحقيق معه أقر مستأجر المركبة بأن شقيق السيدة طلب منه وشريكه في الجريمة الحضور إلى دبي لخطف شقيقته مقابل 15 ألف درهم وتذكرة طيران وقيمة تأشيرة الزيارة لكل منهما، وأنه استلم منه خمسة آلاف درهم كمقدم لتنفيذ الجريمة ووعده بمنحه باقي المبلغ بعد خطف شقيقته وإجبارها على رد مبلغ اقترضته منه ورفضت سداده.
وأفاد الشريك الآخر بأن شقيق المجني عليها وفر لهما سكناً بشقة ومبلغاً لاستئجار مركبة لخطف المجني عليها، فضلاً عن وعده بمنحهما 50 ألف درهم أخرى بعد رد شقيقته كامل المبلغ الذي اقترضته منه، فشرعا بمشاركة شقيقها في خطفها بعد مراقبة تحركاتها لفترة قبل تنفيذ جريمتهما بالاشتراك مع شقيقها الذي شارك في الجريمة ملثماً.
وقف شقيق السيدة والعقل المدبر للجريمة أمام رجال المباحث يقر بجريمته ويسرد تفاصيلها، مبرراً فعلته بوجود خلاف مالي بينه وبين شقيقته؛ حيث اقترضت منه مبلغاً كبيراً للاستثمار وبعد فترة أخبرته بأنها خسرت جميع ما تملك وأنه ليست لديها أموال لسداد قرضه.
وبعد فترة من الزمان اكتشف أن شقيقته تخدعه وأنها تمتلك متجراً لبيع الملابس داخل السوق الصيني وأن تجارتها تتزايد، وبعد مواجهتها بتلك المعلومات رفضت رد القرض أو مشاركته في تجارتها؛ حيث قرر الانتقام منها وخطفها حتى تقوم برد أمواله بعد احتجازها لفترة، واستعان بشخصين من جنسيته لتنفيذ مخططه، فأحالتهم الشرطة إلى النيابة العامة بدبي جميعاً والتي دانتهم وقضت بسجنهم ثلاث سنوات وإبعادهم جميعاً عن الدولة بعد قضاء عقوبتهم.