عادي
وضع الإمارات على خريطة السياحة العلاجية العالمية

محمد بن زايد.. دعم مطلق أحدث نقلة للخدمات الصحية

00:36 صباحا
قراءة 7 دقائق
1

أبوظبي:عماد الدين خليل

أحدث صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بفضل توجيهاته ومتابعته ودعمه اللامحدود للبنية التحتية للقطاع الصحي في دولة الإمارات عامة وفي العاصمة أبوظبي، نقلة نوعية للخدمات الصحية المقدمة للمرضى في أبوظبي، حيث أصبحت حالياً تضم مراكز طبية عالمية وباتت منارة وقبلة للمواطنين في الدولة والمرضى من الخارج، لتلقي العلاج، ووضعها على خريطة السياحة العلاجية العالمية، وفق أفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة.

بفضل رؤية سموّه الاستشرافية للقطاع الصحي والاهتمام بصحة المواطنين المستمدة من نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على دربها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، طيّب الله ثراهما، أصبحت الإمارات عامة وأبوظبي خاصة مركزاً عالمياً كبيراً ورائداً في الطب، إذ تمتلك طيفاً واسعاً من الرعاية الصحية، لما تمتلكه من مؤسسات صحية ومستشفيات عالمية مزودة بأحدث المعدات الطبية في الطب الحديث، معتمدة على نموذج علاجي عالمي في جودة الخدمات الصحية والإجراءات الفعالة، من حيث الكلفة والعلاج.

ونتناول في هذا التقرير ما تضمه أبوظبي من مدن طبية ومستشفيات حكومية وخاصة، ومنها مدينة شخبوط الطبية، ومدينة الشيخ خليفة الطبية، وكليفلاند كلينك أبوظبي، ومستشفى توام في العين، ومستشفيات أخرى مزودة بأحدث الوسائل وطرائق العلاج العالمية لخدمة المرضى في دولة الإمارات وخارجها.

ويؤكد سموّه، أن دولة الإمارات ماضية في تطوير القطاع الصحي وتعزيز خدماته والارتقاء به، حتى يصل إلى المستويات المرجوّة من الجودة والتميز إقليمياً وعالمياً. مشيراً إلى أن ذلك يتحقق بتطوير الكوادر الطبية، لكونها رأس المال الحقيقي لهذا القطاع وغيره من القطاعات الحيوية، بتطوير مهاراتها ومعارفها وإكسابها المزيد من الخبرات والتدريب المتواصل في أرقى المراكز الطبية العالمية، وبما ينسجم ورؤية التنمية الشاملة للدولة التي تعتمد على الإنسان بصفته محركاً رئيسياً لهذه التنمية.

وأكد سموّه أن القطاع الصحي وصل إلى مستويات مهمة من التقدم والتطور وانتشار المراكز الصحية في جميع أرجاء الدولة، لكن طموحاتنا لهذا القطاع أكبر بكثير، من أجل أن يتبوأ المكانة المرموقة جودة وتميزاً على مستوى المنطقة والعالم.

1

كليفلاند كلينك

افتتح صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، عام 2015 مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، أحد مرافق شبكة «مبادلة للرعاية الصحية»، العالمية المستوى والتابعة لشركة «مبادلة للاستثمار» (مبادلة)، وهي امتداد فريد، لنموذج الرعاية الصحية المعتمد في «كليفلاند كلينك» في الولايات المتحدة، إحدى أبرز ثمار رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، في توفير رعاية صحية عالمية في العاصمة أبوظبي، لتلبية مجموعة من احتياجات الرعاية الحرجة لكل من يقيم على أرض دولة الإمارات.

وقال خلدون المبارك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «مبادلة» في تصريحات سابقة نشرت عام 2018، عن قصة بناء المستشفى «قبل 10 سنوات كنت برفقة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وكان ذلك في شهر رمضان، حيث كان يزور أسرة دعته إلى مائدة الإفطار، وأحد أفرادها كان عائداً لتوه من رحلة العلاج في «كليفلاند»، وبعد الإفطار، خرجت مع سموّه، للتنزه، وخلال ذلك أخبرني أن ذلك الشخص أمضى 6 أشهر للعلاج في الخارج، متسائلاً لماذا ليس لدينا مركز صحي بكفاءة «مستشفى كليفلاند» في الإمارات، مع أننا نستثمر بكثافة في البنى التحتية والخدمات الأخرى، وقال إن ذلك ليس مقبولاً، حيث يستحق مواطنونا أفضل خدمات الرعاية الصحية. ثم طلب مني سموّه أن أتولى شخيصاً هذا المشروع، وبالفعل بعد 7 سنوات تمكنا من بناء المستشفى، ليوفر أفضل رعاية صحية لمواطني دولة الإمارات».

ويضم المستشفى 5 معاهد امتياز متخصّصة، وهي القلب والأوعية الدموية، والأعصاب، وأمراض الجهاز الهضمي، والعيون، والجهاز التنفسي والرعاية الحرجة. ويضم معاهد التخصّصات الجراحية الدقيقة، والتخصصات الطبية الدقيقة، وطب الطوارئ، والتخدير، وعلم الأمراض وطب المختبر، والتصوير الشعاعي، والجودة وسلامة المرضى، ويوفر أكثر من 40 تخصصاً طبياً وجراحياً.

وبإنشاء المستشفى، أصبح ل«كليفلاند» أول مقر خارج أمريكا في أبوظبي، ليقدم إليها خبرة مئة عام في الرعاية الصحية والبحوث والتعليم والتدريب. ويعد مشروعاً عالمياً في مجال الرعاية الصحية، حيث بني نظام لهذه الرعاية، بحيث فضل المريض البقاء في أبوظبي، ولا يغادرها إلى الخارج، لأنها أصبحت المنصة الرئيسية للرعاية الصحية في المنطقة، لما تقدمه من العلاجات المتطورة المتعددة التخصصات التي لا تتوافر إلا فيها، ولدى قلة من أكبر المستشفيات العالمية، فضلاً عن أن مبنى المستشفى يتمتع بموقع متميز وسط العاصمة أبوظبي، في جزيرة المارية، بالقرب من كثير من المرافق المهمة، لتلبية احتياجات المرضى ومرافقيهم.

1

وما كان ذلك ليتحقق لولا رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد لهذه البلاد القادرة على رسم مستقبل أفضل وأكثر تقدماً وإشراقاً لشعب وسكان الإمارات، رؤية كبيرة لتشكيل مستقبل الخدمات الطبية، وإسعاد الشعب ينبع من الاهتمام الكبير بالصحة، وبنظرة دقيقة على اهتمام مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، بالقطاع الصحي، سنجد القفزات النوعية التي حققتها الدولة، حتى باتت تملك الكثير من المستشفيات الحكومية والخاصة، ومزودة بأحدث المعدات الطبية، والأولى في عدد المستشفيات المعتمدة، والسعادة التي غرسها زايد في دولة الإمارات، سطرت بأحرف من نور، والاهتمام الكبير بالصحة يرتبط بالدرجة الأولى بسعادة الشعب والوطن، لأن صحة الإنسان من أولوياته، وسار على نهجه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراهما.

وفي المضي قدماً لتطوير القطاع الصحي، أكد سموّه أهمية بناء الشراكات بين مؤسساتنا الطبية، ونظيراتها من المراكز والهيئات المتقدمة في العلوم الطبية والعلاجية التي ترتقي بمستويات الخدمات والمهارات والإمكانيات الطبية والصحية للكوادر البشرية العاملة في الحقل الطبي.

وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد «نحن ندرك أن مهنة الطب ليست سهلة، ليس لصعوبة دراستها وممارستها، ولكن لرسالتها الإنسانية النبيلة، وما يحمله الطبيب الناجح من إيمان عميق بمسؤوليته العظيمة تجاه مرضاه، والتخفيف من معاناتهم، فضلاً عن الصبر والحلم في تعامله مع المرضى والمراجعين، وتفهم أوضاعهم المرضية، وقدرته على بثّ روح الأمل والتفاؤل في نفوسهم، وزرع الثقة بقدرتهم على تجاوز آلامهم ومعاناتهم».

وأعرب سموّه عن ثقته بقدرة أبناء الإمارات على التميز، وإضافة المزيد من المكتسبات والإنجازات إلى سجل الوطن في المجالات كافة، وبشكل خاص في القطاع الطبي الذي كشف عن إبداعات وطنية مهمة نفتخر بها ونعتز بعطاءاتها. متمنياً سموّه للأطباء والقيادات في القطاع الطبي مزيداً من النجاح والتوفيق في مسيرتهم العلمية والعملية، بما يرسخ دولة الإمارات وجهة مفضلة لتلقي العلاج والخدمات الطبية الراقية في المنطقة.

«إمبريال كوليدج لندن»

وفي عام 2006 افتتح مركز «إمبريال كوليدج لندن للسكري»، شريك «مبادلة»، وهو مركز يجمع عيادات خارجية عالية التطور ومتخصّص في معالجة السكري والبحوث والتدريب، ونشر التوعية في مجال الصحة العامة، وخلال مدة لا تتجاوز العشر سنوات، اكتسب المركز شهرة عالمية بفضل نهجه الشامل في معالجة مرض السكري ومضاعفاته، بحيث يحصل المرضى على خدمات الرعاية التي يحتاجونها تحت سقف واحد.

ويشكل المركز في أبوظبي جزءاً من المبادرات التي أطلقتها مبادلة للرعاية الصحّية بالشراكة مع مركز «إمبريال كوليدج لندن» في المملكة المتحدة لتلبية الطلب المتزايد على خدمات رعاية مرض السكري في الإمارات، ويقوم المركز بتشغيل ثلاثة فروع في أبوظبي والعين، مساهماً في التأثير الإيجابي على حياة أكثر من مليون شخص بفضل برامج العناية بالمرضى ومبادرات التوعية بالصحة العامة.

وطور المركز منهجاً جديداً للعناية بمرضى السكري يقوم على تلبية الاحتياجات الخاصة بسكان مدينة أبوظبي ودولة الإمارات والمنطقة، ويقدم رعاية متخصصة للمرضى بأرقى مستوى عبر مختلف مراحل العلاج، بدءاً من التشخيص المبدئي إلى متابعة المرض والمضاعفات الناجمة عنه، كما يجري المركز أبحاثاً أساسية وسريرية ووراثية ووبائية على مستوى عالمي، مع التركيز بشكل رئيسي على مرض السكري في دولة الإمارات، وبالإضافة الى ذلك تُدرس أيضاً القضايا الصحية الأخرى ذات الصلة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة، ويركز البحث على تفسير ارتفاع معدل انتشار السكري والبدانة في الدولة بهدف تحديد آليات لإبطاء الاتجاه وعكسه.

وتعد مدينة الشيخ شخبوط الطبية واحدة من اكبر المستشفيات في دولة الإمارات وجزءاً من شبكة شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، وبدأت باستقبال المرضى في نوفمبر 2019، في خطوة أولى للافتتاح التدريجي للمرفق الطبي الجديد في أبوظبي، وُصممت بهدف توفير رعاية صحية وفقاً لأعلى المعايير العالمية، من خلال الممارسات السريرية. ويعدّ «مستشفى توام» أحد أكبر المستشفيات في دولة الإمارات، وتشمل خدماته الصحية تخصصات متعددة بطاقة استيعابية 503 أسِرَّة، ويضم المرفق 24 جناحاً لكبار الشخصيات، و 78 غرفة عزل، و 48 سريراً للطوارئ، و 9 غرف عمليات، و81 عيادة متخصصة.

ويتضمن علاجات متعددة لطب الأورام، ورعاية حديثي الولادة، وطب الطوارئ، والعناية المركزة، والجراحة، والمسالك البولية، وطب الأسرة، وطب الإنجاب والإخصاب، وجراحة المخ والأعصاب، وطب الكلى، وطب الأطفال، ومعالجة وتدبير الألم، والطب الباطني وأمراض النساء والولادة.

أكبر مركز طبي تعليمي

بفضل الدعم الكبير الذي يوليه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير البنية التحتية للقطاع الصحي، افتتح في عام 2000 مركز الشيخ خليفة الطبي، لتقديم الكثير من الخدمات الطبية والجراحية لمواطني الدولة، وفي يناير 2005 أعلنت هيئة الصحة - أبوظبي وقتها، دمج مركز الشيخ خليفة الطبي، ومستشفى الجزيرة، والمستشفى المركزي، ومركز أبوظبي للتأهيل، ومستشفى الطب النفسي، وعيادات الرعاية الصحية الأولية العشر، وبنك الدم أبوظبي، ومركز الأسنان. وأطلق اسم «مدينة الشيخ خليفة الطبية» عليها، وهو اسم يبرز الطبيعة الحقيقية للمؤسسة الجديدة التي تقدم نظاماً طبياً شاملاً.

وتعدّ المدينة الطبية الرائدة، من المستوى الثالث في دولة الإمارات، وأكبر مركز طبي تعليمي في أبوظبي، وتمتاز بتبنّيها عدداً من التقنيات الطبية المبتكرة محلياً وإقليمياً، ما يجعلها واحدة من رواد القطاع الطبي، ومعياراً لقياس التميز، وتقدم خدمات طبية وجراحية استثنائية وكاملة للمرضى في عياداتها الخارجية، أو خدمات الإقامة في المستشفى. كما تتضمن إنجازاتها أول مركز لزراعة الأعضاء في الدولة والمزود الوحيد لخدمات زراعة أعضاء الأطفال في إمارة أبوظبي، وأكبر برنامج لعلوم القلب للأطفال والراشدين، والبرنامج الوحيد لجراحة القلب للأطفال في أبوظبي، وأول مركز لآلام الصدر يحصل على الاعتماد في المنطقة والأول كذلك خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"