عادي
المعرفة تتوهج في معرض الكتاب

1000 ناشر من 80 دولة في أبوظبي الاثنين

23:22 مساء
قراءة 5 دقائق
جناح مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في المعرض

تنطلق يوم بعد غد، الإثنين، فعاليات الدورة ال 31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بحضور نخبة من كبار الأدباء، والمفكرين، وبمشاركة أكثر من 1000 ناشر من 80 دولة، يقدّمون جدولاً متكاملاً من الفعاليات يضمّ أكثر من 400 فعالية متنوعة.

ويعكس المعرض حالة التوهج الثقافي والمعرفي في دولة الإمارات التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى حاضنة لكوكبة من أبرز المبدعين، والمفكرين، والأدباء المحليين، والعالميين.

ونجح المعرض خلال الدورات الماضية في جذب أفضل دور النّشر تحت سقف واحد، واستقطاب أهم الأسماء البارزة في سماء الفكر والثقافة والمعرفة، والإبداع، ضمن برنامج فكري ثري ومتعدد، من ناحية عدد دور النشر والدول المشاركة، معززاً مكانته كمركز ثقل على السّاحة الثقافية العالمية، وواحة للتسامح وحوار الثقافات والتّنوع الفكري، وتعزيز مفهوم أمثل للثقافة الجماهيرية.

جاءت النسخة الأولى من المعرض في عام 1981، بمشاركة 50 ناشراً، من مصر ولبنان، إضافة إلى المكتبات ودور النّشر المحلّية، وقد أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بشراء ما تبقّى من كتب، وتوزيعها على الجهات والمكتبات العامة والمؤسسات ذات الصّلة، وكانت هذه المبادرة نواة لتأسيس «دار الكتب الوطنية» في الدّولة.

مرحلة جديدة

وفي عام 1986، شهد المعرض مرحلة جديدة من تاريخه، فقد حملت تلك النّسخة عنوان «معرض الكتاب الأول في أبوظبي»، بمشاركة 70 دار نشر، وتلتها النّسخة الثانية بعد سنتين (1988) بزيادة في عدد دور النشر، في حين أقيمت النّسخة الثالثة من الحدث عام 1993، بعد توقّف دام 3 سنوات وفي ذلك العام تمّ إقرار انتظام الحدث بشكل سنوي.

وحقق المعرض شهرة واسعة، بعد انتقاله إلى أرض المعارض، التي تحمل الآن اسم مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث احتضن النسخة الرابعة من الحدث عام 1994، متوشحاً بشكل التظاهرة الثقافية، لجهة عدد الجمهور، وحضور كبريات دور النّشر، ورموز الحركة الثقافية والفكرية إقليمياً وعربياً.

وحقق المعرض في النسخة ال 20 تطوراً نوعياً لافتاً، فقد وصل عدد دور النّشر المشاركة إلى 823، كما تضاعف عدد الدول ليصل إلى 68 دولة عربية وأجنبية، واستضافة أكثر من 1200 شخصية من المعنيين بشؤون الثقافة والأدب والفن وخبراء في صناعة الكتاب من جميع أنحاء العالم، ونحو 150 فعالية ثقافية ضمن البرنامج المصاحب، مع عرض لأكثر من نصف مليون عنوان. وبرز «ركن النشر الإلكتروني» لتسليط الضوء على آخر المستجدات في عالم النشر الرقمي.

واحتفى المعرض بيوبيله الفضّي في النسخة ال 25 ببرنامج يخلّد ذكرى القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كشخصية محورية، بجانب توسّع مساحته إلى نحو 32 ألف متر مربع، في ما وصل عدد دور النشر إلى 1181، من 63 دولة، وقد ركز المعرض في تلك النسخة على تمكين المحترفين في عالم النّشر من خلال إطلاق مبادرة أكاديمية معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ليصبح محطة مهنية نوعية لدور النشر.

وفي دورته الثلاثين التي عقدت العام الماضي شكل المعرض بارقة أمل لإنعاش صناعة نشر الكتب على المستوى العربي والعالمي بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها خلال فترة تفشي جائحة كورونا، حيث شهدت تلك الدورة مشاركة أكثر من 800 عارض، من 46 دولة حول العالم، بين «الحضوري» و«الافتراضي» مع تطبيق إجراءات احترازية دقيقة بسبب الجائحة.

ويمثل المعرض جسراً لتلاقي الحضارات الإنسانية والتجارب المعرفية على أرض دولة الإمارات وذلك تجسيداً للتنوع والثراء الثقافي الذي يتميز به مجتمعها المحلي.

ويسلط المعرض الضوء على المشاهد الثقافية في بلدان عدة حيث بدأ باستضافة دولة معينة ك «ضيف شرف» في كل دورة من دوراته اللاحقة لتعرض وتقدم مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تعكس إرثها الثقافي وتراثها الفني والأدبي، الأمر الذي عزز من الدور الكبير الذي يلعبه المعرض في الانفتاح على الثقافات الأخرى وقدرته على الابتكار والتفاعل مع الجمهور.

ومنذ عام 2011 ضمت قائمة ضيوف الشرف كلاً من فرنسا والمملكة المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والسويد وآيسلندا وإيطاليا والصين وبولندا والهند وروسيا وألمانيا.

وأسهم المعرض عبر مسيرته الطويلة في الارتقاء بصناعة النشر والكتاب في الإمارات والمنطقة لتقدم نموذجاً عربياً متقدماً وفعالاً في ما يتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية.

مشاركات

وأعلنت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، عن مشاركتها في المعرض، وذلك في إطار استراتيجيتها الريادية لدعم مسارات المعرفة إقليمياً وعالمياً، وتقوية الأجيال المستقبلية وتمكينها من ابتكار حلول مستدامة، خاصةً أنَّ المعرض يُمثِّل مظلَّة معرفية وثقافية مهمة تجمع سنوياً أقطاب صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويصل عدد زائريه إلى أكثر من 150 ألف زائر سنوياً.

وقال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسَّسة: «تضع المؤسَّسة أهدافاً استراتيجية واضحة تضمن استدامة تقديم مبادرات ومشاريع معرفية بشكلٍ يفوق التوقُّعات، ويحقِّق النتائج المنشودة نحو تنمية وتعزيز الدور المعرفي في العالم، لزيادة قدرة المجتمعات على الاندماج في التحوُّلات ومواجهة التحديات، وذلك من خلال الاستفادة من كافة الفرص التي تخدم هذه الأهداف بالتعاون مع الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين».

وأضاف: «يُشكِّل المعرض إحدى أهم الفرص العالمية التي يمكن من خلالها تيسير عملية المعرفة والبحث في العالم العربي والمنطقة، نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية التي يتمتَّع بها في الأوساط المعرفية، حيث سيكون جناح المؤسَّسة أحد أبرز وأهم الأجنحة المشاركة في المعرض، بفضل الأنشطة والفعاليات والإصدارات المتميزة التي سيقدمها للباحثين والمهتمين بمصادر المعرفة».

ويضمُّ جناح المؤسَّسة باقة متميزة من الإصدارات المتنوعة باللغتين الإنجليزية والعربية، من بينها سلسلة تقارير «مستقبل المعرفة» الذي يقيس ويقيِّم الحالة المعرفية استناداً إلى بيانات نظم التحليل والإحصاءات الوطنية، وسلسلة تقارير «مؤشر المعرفة العالمي» الذي يوفِّر خريطة طريق شاملة توضِّح العوامل والخصائص التي تعزِّز التنافسية المعرفية.

مجمع اللغة العربية

يشارك مجمع اللغة العربية بالشارقة، في المعرض من خلال منصته، رقم D28، بأنشطته التعليمية والبحثية، وأبرزها مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، وبرامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

وينظم المجمع ندوة حوارية تحت عنوان: «دور المعجم التاريخي للغة العربية في توثيق تطور المصطلحات عبر العصور والألفاظ المهاجرة»، في منصة الشباب، وذلك عند الثالثة والنصف من مساء يوم الثلاثاء المقبل،، ويشارك فيها كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام المجمع، والدكتور محمد الأمين السملالي، الخبير اللغوي بدائرة الثقافة في الشارقة، والدكتور غسان الشيخ، أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله، ويديرها الدكتور عيسى الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.

وتشمل الندوة سبعة محاور تتناول رحلة مشروع المعجم التاريخي للغة العربية منذ تبلور الفكرة وحتى الشروع في تنفيذها، ودور المعجم في مساعدة الباحثين اللغويين في المستقبل على تتبع تاريخ تطور المصطلحات ودلالاتها منذ نشأتها حتى وقتنا الحاضر، وأثر توثيق «ولادة المصطلحات» في إثبات ما تمتاز به اللغة العربية من مرونة وحيوية، وغيرها.

ويقدّم المجمع لضيوف جناحه في المعرض، إصدارات من العدد الجديد لمجلة «العربية لساني» الفصلية، التي تعنى بتسليط الضوء على العديد من القضايا التي تهم اللغة العربية والمشتغلين فيها، إلى جانب عرض سلسلة من الفيديوهات المرئية التي تعرّف بأعمال المجمع وتعاونه مع المجامع العربية ومعاهد تدريس اللغة في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"