عادي

عنف أسري

22:47 مساء
قراءة 3 دقائق
محكمة

كتب: أمير السني
بدأت الخلافات بين (أ. ن) وزوجته تظهر بعد فترة استقرار وهدوء استمرت منذ بداية زواجهما قبل شهر، وعودتهما من شهر العسل، فقد لاحظ الزوج اختلاف وجهات النظر مع زوجته في عدة أمور تتعلق بتدبير المنزل، منها عمل الخادمتين وتنظيف المنزل، فالزوجة لم يعجبها الأداء وطالبته بتغييرهما، لكنه طلب منها المحاولة مرة ثانية معهما، لأن التبديل قد يترتب عليه البحث عن أخريات، لكنها أصرت على موقفها، واستجاب الزوج لطلبها وذهب الى مكتب الاستخدام وقام بتغييرهما، وأخبره المكتب بأن لديهم عاملات من جنسية محددة وقبل أن يوافق اتصل بالزوجة حتى لا يتخذ القرار وحده وتعترض هي عليهما، وحين أخبرها بوجود خادمتين شجعه المكتب على توظيفهما، لكن كان للزوجة رأي آخر حيث رفضت تلك الجنسية، وتحت إصرارها اضطر الزوج الى الطلب من المكتب أن يجد له جنسية أخرى، وحاول أن يمسك غضبه فهو في بداية حياته الزوجية.
لم يتوقع (أ. ن) أن تكون الحياة الزوجية بهذا الشكل، فقد رأى العديد من أصدقائه غادروا حياة العزوبية وتزوجوا، وقرر أن يتخذ قراره ويبحث عن شريكة حياته بعد أن وفق في إيجاد وظيفة مناسبة له قبل ثلاث سنوات، وخلال تلك الفترة اجتهد ليجمع المال الذي يؤهله للزواج ويفتح بيت الزوجية، ووقع الاختيار على إحدى الفتيات التي تربطها بالأسرة صلة قرابة، وهي معروفة لديهم وتخرجت في الجامعة، وتعمل بإحدى المؤسسات، وعلى ضوء تلك المعلومات المتوفرة، ذهبت والدته لخطبتها واكتملت مراسم الخطوبة، وخلال فترة الخطوبة شاركها في اختيار أثاث المنزل وكانت تعترض على أشياء محددة، لكنه اعتبرها أموراً عادية، ولم يتوقع أن الخلاف ستزداد شقته بعد الزواج.
أقام الزوج حفل زفافه وسط فرحة الجميع، وابتهج وأسرته وأصدقاؤه، والتقى بالفتاة التي صارت زوجته شرعاً وقبلها على رأسها وقاما بتوديع أسرتيهما وسافرا إلى إحدى الدول الأوروبية لقضاء شهر العسل، ونزلا بأحد الفنادق وكل يوم يذهبان لتناول الطعام في الخارج والاستمتاع بالمناطق السياحية، وهنالك بدأت الحياة تتغير، وأصبح الخلاف يزداد ويتطور ويحاول الزوج أن يجد معها حلاً وسطاً ولكن العناد من جانب الزوجة هو الذي يشعل الأمر، فهي تصر على رأيها الذي تريد أن تفرضه عليه، وهو يتحدث معها بهدوء ويخبرها أن الاحترام المتبادل بين الزوجين هو أساس نجاح الحياة الزوجية، والاستقرار الاسري يساعد على تهيئة أجواء نظيفة داخل المنزل، والتفاهم بين الزوجين يسهل عليهما التعايش دون ضجر، أو مشاكل.
ورغم اقتناع الزوجة بتلك النصائح إلا أن الخلافات ظلت مستمرة بينهما، فهي تعتبر شريكة حياته وتشارك في المنزل بمالها وتذهب الى العمل مثله تماماً، وهذا التساوي رفضه، وأمرها بالجلوس في المنزل، وصار الوضع مشحوناً بالتوتر بينهما وقررت الزوجة الذهاب الى أهلها لفترة معينة إلى أن يجد حلاً لتلك المشاكل، لكنه رفض تلك الخطوة وأخيرها أن عليها أن تلزم المنزل.
وأصرت الزوجة على رأيها وعندما عاد من العمل وجدها قد جهزت حقيبتها فلم يتمالك نفسه من ذلك التصرف وتملكه الغضب، وحينما همت بالخروج جذب حقيبتها وقام بصفعها ودفعها بقوة، فوقعت بكامل جسدها على الأرض وأصيبت إصابات متفاوتة وعلى الفور اتصلت بأخيها الذي حضر الى المنزل وذهب بها مباشرة الى المستشفى.
لم تفلح جهود الأسرتين في حل المشكلة بينهما، فقد فتحت الزوجة بلاغاً جنائياً ضد الزوج لدى الشرطة وعند تحويل البلاغ الى النيابة العامة، تقدمت الزوجة بمستندات طبية توضح اعتداء الزوج عليها، وتم إحالته الى المحكمة التي قضت بغرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"