عادي
صنع عشاً وسط البحر لاستقرارها

عائلة من «العقاب النُّسَارِيُّ» النادرة في ضيافة مواطن

23:05 مساء
قراءة 3 دقائق
الطيور في عشها
رصد متواصل ليوميات الطيور

العين: راشد النعيمي
دفع الولع بالبيئة، ومكوناتها، عتيق سيف بن غانم السويدي إلى عمل مضنٍ تواصل أربع سنوات من الدراسة والتخطيط والتنفيذ، لاستضافة زوج «عائلة» من طيور «العقاب النُّسَارِيُّ» النادرة في عش وسط البحر قرب منزله، صممه وبناه بنفسه لتوفير الاستقرار له، ودفعه إلى التكاثر، وذلك إسهام شخصي منه للجهود التي تبذلها الدولة في هذا المجال، وتعبير عن حبه للطبيعة ومفرداتها.

للسويدي أيضاً تجربة في مراقبة الكائنات البحرية، ونقل جمال أعماق البيئة البحرية؛ حيث اتجه للتصوير تحت الماء، عبر جهاز صنعه بنفسه من مواسير مياه 8 بوصات عازلة إلى 10 أمتار مع كاميرات مراقبة عادية تصور بالحركة وتعمل على بطاريات طورها تنقل له مشاهد جميلة ورائعة لبحر الظفرة.

1
عتيق السويدي

وأشار المواطن عتيق سيف بن غانم السويدي، وهو مصور يركز على البيئة، ومهتم بالفلك والتصوير الفلكي والعلوم والتكنولوجيا إلى أن قصة العش لطائر الدمي أو «العقاب النُّسَارِيُّ» جاءت بعد أن لاحظ هذا الطائر دائم التواجد ببيت البحر في الرديم، وبسبب أنه طير محلي وتبلغ أعداده تقريباً ما بين 100 إلى 150 زوجاً تقريباً، وتحتوي أبوظبي على 90% منها في الإمارات، ولأنه مهدد بالانقراض، قررت بناء عش له للتكاثر عام 2018 لتشجيع تكاثره.

وقال السويدي: «عملية بناء العش تمت بالتركيز على المواصفات والقياسات التي تضمن استقراره وجاذبية المكان للطير من خلال توفير أجواء طبيعية له، وذلك بتوفير المواد الطبيعية التي تستخدمها تلك الطيور لبناء أعشاشها، واختيار الموقع المناسب، وتثبيت العش بطريقة محكمة؛ حيث يبلغ ارتفاعه 3 أمتار ونصف، بينما يصل حجم العش إلى 120 سم، وحرصاً على متابعة حياة الطائر وتوثيقها، زود العش بكاميرا مراقبة مخفية تعمل بالطاقة الشمسية».

ويوضح السويدي أن طائر الدمي الذي يستضيفه حالياً، طائر كبير، يصل طول جناحيه إلى مترين، وهو طائر جميل وقوي، يعيش متغذياً على الأسماك، ولابد أن يكون عشه مطلاً على منطقة يستطيع منها مراقبة البحر؛ لكنه مظلوم من ناحية الاهتمام به إعلامياً، خصوصاً أنه محلي، ومن أهم وأجمل وأقوى الطيور المحلية التي لا تهاجر.

ويبذل السويدي جهوداً كبيرة لتوفير راحة لضيوفه من الطيور، ويدعو الجيران دائماً إلى عدم إزعاجها، أو تسليط الإضاءة عليها، ويتابع تغذيتها من خلال رصد صيدها للأسماك عبر الكاميرا المثبتة في العش، والتي تنقل إليه تفاصيل حياتها اليومية.

وتؤوي الإمارات العربية المتحدة 20% من مجموعة طيور «العقاب النُّسَارِيُّ» في الشرق الأوسط، 90% منها في إمارة أبوظبي، وقد أجرت هيئة البيئة أبوظبي، دراسة مسحية مكثفة للجزر والمواقع الساحلية الرئيسية في الإمارة لمعرفة التغيرات التي طرأت على أوضاع هذه الطيور وأعدادها.

ويبدو أن الانزعاج الناتج عن التغيرات والوجود البشري مؤثر جداً على تكاثر هذا النوع من الطيور، وأعداده، لدرجة أن هنالك جزراً كبيرة مثل أبو الأبيض ليست فيها أي أعشاش، بسبب الأنشطة المكثفة والحركة المستمرة للأشخاص والمركبات، خصوصاً على الساحل، على الرغم من مشاهدة هذه الطيور وبناء منصات لتشجيعها على التعشيش في تلك الجزيرة.

و«العقاب النُّسَارِيُّ»، المعروف محلياً بنسر البحر أو عقاب السمك، طائر زيتي الريش متخصص بصيد الأسماك، يتميز بوجود إصبع خارجي مرن وراحة قدم شوكية مهيأة لالتقاط الأسماك وحملها. ويعشش على الجزر المعزولة الهادئة والسواحل الخالية من الأنشطة البشرية. وهو ينتمي إلى نوع واحد وأربعة نوعيات فرعية هي الشمالي والأمريكي الشمالي والكاريبي والأسترالي. وفي شبه الجزيرة العربية يتكاثر على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي وخليج عمان.ومؤخراً، أعلنت هيئة بيئة أبوظبي عن تفريخ سبعة من طيور العقاب النسارية في جزيرة بوطينة، وشوهدت طيور العقاب النسارية السبعة في ثلاثة أعشاش محمية منتشرة في مناطق مختلف في الجزيرة؛ حيث ولدت خمسة من هذه الطيور في مواقع تعشيش صناعية بنتها الهيئة لتشجيع عملية التكاثر بينما ولد طائران آخران في عش طبيعي بنته طيور «العقاب النُّسَارِيُّ» بالغة في جزيرة بوطينة.

وتوفر جزيرة بوطينة التي تخلو نسبياً من وجود التأثيرات المرتبطة بالأنشطة البشرية ومشاريع التنمية لطيور العقاب النسارية مصادر طبيعية متعددة للتغذية المتوفرة في المياه المحيطة بها مثل أسماك ثلاثية الأشواك قصيرة الأنف وأسماك الفراشة والأسماك الإبرية، إضافة إلى كونها بيئة هادئة وآمنة للتعشيش.

ويعتمد «العقاب النُّسَارِيُّ» على الأسماك كمصدر أساسي في نظامه الغذائي، الأمر الذي جعله يصنف ضمن الطيور الجارحة.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"