«أحلام سعيدة».. رقي وارتقاء بالكوميديا

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

نقلة جميلة وفي الوقت المناسب قامت بها النجمة يسرا هذا العام، فبعد تقديمها في السنوات الماضية مسلسلات اجتماعية جيدة، لكن مضمونها متشابه يصب في نفس الإطار الدرامي، خرجت هذه المرة عن المألوف لتقدم الكوميديا الراقية المحببة، وتنجح وكل فريق العمل في مسلسل يمكن مشاهدته أكثر من مرة.

«أحلام سعيدة» الذي يعاد عرضه حالياً، يستفزك في أولى حلقاته ويخبئ جرعات الكوميديا العالية لتظهر مع توالي ظهور الشخصيات؛ وهنا تكمن ميزته؛ حيث تعمدت الكاتبة هالة خليل ومعها المخرج عمرو عرفة أن يمنحا النجمة يسرا ظهوراً خاصاً تستحقه في بداية المسلسل، بالتركيز على شخصية فريدة أو ديدي هانم الأرستقراطية والتي تؤديها يسرا بإتقان شديد، بكل أناقتها وأزيائها وحركاتها وإتقانها للغة الفرنسية وعنجهيتها وغرورها.. ثم يتوالى ظهور غادة عادل ومي كساب وشيماء سيف، لتكتمل العناصر النسائية والبطولة الجماعية التي حققت للمسلسل النجاح المطلوب.

أجمل ما في هذا المسلسل أنه يجسد المعنى الحقيقي للعمل الجماعي ولكوميديا الموقف بلا تصنع ولا ابتذال ولا استخفاف. كل عنصر في هذا العمل نال فرصته لتقديم نفسه وموهبته، وكل منهم شارك في إنجاح الآخرين، فكل تعاون بين فريق العمل في الكواليس ومدى تماسكهم وحرصهم وغيرتهم على المنتَج الذي يقدمونه بشكل عام، تعكسهما الشاشة ويشعر بهما الجمهور بشكل تلقائي؛ والفضل في ذلك يعود للمخرج وللممثلين من كبيرهم أولاً وحتى أصغر فرد.

واضح جداً أن «أحلام سعيدة» لم يفصّل كي تبدو يسرا البطلة الخارقة التي تنقذ الجميع وتبدو الأفضل بينهم؛ بل ديدي هانم تملك من العيوب بقدر ما فيها من صفات جميلة، مثلها مثل أي إنسان طبيعي في الحياة، وهو ما يحسب لها وللمؤلفة هالة خليل والمخرج عمرو عرفة، خصوصاً أن فريدة تستفز المشاهد بغرورها وقسوة قلبها أحياناً.

شيماء سيف كوميديانة من الدرجة الأولى، لا تشعرك بأنها تمثل، تتحدث وتتصرف بتلقائية شديدة، وتملك من خفة الظل ما يقربها من قلوب المشاهدين، كما أنها شكلت ثنائياً رائعاً مع يسرا بشخصية «صدفة» التي تأتي لتعمل لدى فريدة وتخدمها، وهي على النقيض تماماً من ديدي هانم المثقفة الرشيقة الأنيقة.

غادة عادل، مي كساب، انتصار، محمد أوتاكا، هشام إسماعيل، نبيل نور الدين، عماد رشاد، نور محمود.. حتى ضيف الشرف حمدي الميرغني، كل برز في مكانه وانسجم مع طبيعة العمل وروحه.

كثيرة مميزات «أحلام سعيدة» منها الديكور والأزياء والانتقال ما بين تصوير داخلي وخارجي، الرقي في الحوار والارتقاء بالكوميديا إلى المستوى الذي نتمنى مشاهدته في كل الأعمال الكوميدية، دراما تجمع مختلف الطبقات الاجتماعية وتدفعك للضحك ولا تضحك عليك، لا تفتعل ولا تستخدم البذاءة في الحوار من أجل سحب الضحكة منك، حتى لغة البواب رجب وصدفة لا ابتذال فيها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"