عادي

تغيُّر المناخ وانتشار الفيروسات

22:10 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

قد يؤدي تغيُّر المناخ خلال الخمسين عاماً القادمة إلى ظهور نحو 15 ألف حالةٍ جديدة من حالات تناقُل الثدييات للفيروسات في ما بينها، وفق توقعات دراسةٍ نشرتها دورية نيتشر، وهذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تقدم نظرةً تنبُّئية حول الكيفية التي سيُحدِث بها الاحترار العالمي تحولاً في مواطن الحياة البرية، ويزيد من فرص الالتقاء بين أنواعٍ قادرة على نقل مُسبِّبات الأمراض، كما أن الدراسة المذكورة من الدراسات الرائدة في ما يتعلق بتقدير المعدل المتوقع لانتقال الفيروسات من نوعٍ إلى آخر.

ويقول الكثيرُ من الباحثين إن جائحة «كوفيد-19» بدأت على الأرجح عندما انتقل فيروسٌ من عائلة الفيروسات التاجية، لم يكن معلوماً في السابق، من حيوانٍ بري إلى إنسانٍ، وهي عملية يُطلِق عليها الباحثون الانتقال ذا المنشأ الحيواني. وتحذر الدراسة من أن الزيادة المتوقعة في معدل انتقال الفيروسات بين الأنواع قد تؤدي إلى تزايُد أعداد نوبات التفشي الفيروسية، وهو ما يُمثِّل تهديداً خطيراً لصحة الإنسان والحيوان على حدٍّ سواء، وبهذه الطريقة تُبصِّر الدراسةُ الحكومات والهيئات الصحية بأسبابٍ جديدةٍ تدفعها إلى الاستثمار في مراقبة مُسبِّبات الأمراض ورصدها، وتحسين البنية التحتية للرعاية الصحية.

وتتنبأ الدراسةُ بأن جزءاً كبيراً من انتقال الفيروس الجديد سيحدث عندما تتلاقى أنواع للمرة الأولى عند انتقالها إلى مناطق أكثر برودة، هرباً من الحرارة المرتفعة في مواطنها الأصلية، كما تتنبأ الدراسة أيضاً بأن هذا سيحدث بمعدلٍ أكبر في النظم الإيكولوجية التي تحوي وفرةً من الأنواع، وذلك في المرتفعات، لا سيما في مناطق من إفريقيا وآسيا، وفي المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، كما في منطقة الساحل الإفريقي، والهند، وإندونيسيا.

وبافتراض أن احترار الكوكب لن يتجاوز في هذا القرن درجتين مئويتين فوق مستويات درجات حرارة ما قبل الثورة الصناعية - وهو ما تتوقعه بعض تحليلات المناخ - فإن عدد مرات الالتقاء للمرة الأولى بين الأنواع ستتضاعف بحلول عام 2070، ما من شأنه أن يُنتِج بؤراً لانتقال الفيروس، وفق الدراسة المذكورة.

وتتنبأ الدراسة بأن الخفافيش تؤدي دوراً في انتقال العدوى الفيروسية بغض النظر عن العوامل السابقة؛ فقد اعتُقد أن تلك الكائنات أدت دوراً في نشأة «كوفيد-19»، وهي مستودعات معروفة للفيروسات وتمثل نحو 20% من الثدييات، يقول الفريق البحثي إن احتمالية أن تواجه الخفافيش عوائق عند تغيير مواطنها منخفضة، ويرجع ذلك جزئيّاً إلى قدرتها على الطيران.

(نيتشر)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"