عادي
أرباح فصلية مخيّبة

عمالقة التجزئة يُفصّلون حالة المستهلك الأمريكي وسط أزمة تضخم

13:51 مساء
قراءة 4 دقائق
وول مارت
تارجيت
لويس
هوم ديبوت
إعداد: هشام مدخنة

أبلغت أربع من كبار شركات التجزئة في الولايات المتحدة، هي «وولمارت»، و«تارجيت»، و«هوم ديبوت»، و«لويز»، عن نتائجها المالية الفصلية هذا الأسبوع وفق منظور مختلف قدمته كل منها حول مكان وكيفية إنفاق الأشخاص أموالهم. ولكن ما جمع بين الشركات الأربع هو الهبوط الحاد لأسهمها في وول ستريت.
وقالت «وولمارت» إن بعض عملائها الأكثر حساسية للسعر قد بدأوا بالتحول إلى علامات تجارية أرخص، في حين أكدت هوم ديبوت على المرونة بين قاعدة العملاء، وبأن نسبة كبيرة منهم من بناة المنازل المحترفين والمقاولين.
جاءت تقارير الأرباح تلك بعد إشارات تحذيرية أرسلتها «أمازون» لصناعة التجزئة في أواخر إبريل/ نيسان، عندما سجلت أبطأ نمو فصلي في الإيرادات منذ انهيار «الدوت كوم» عام 2001، وقدمت توقعات قاتمة.
ومع أن تقييمات «وول ستريت» كانت أعلى لكل من «وولمارت» و«تارجت»، لم يتوقع المحللون والمستثمرون أن يتلقى تجار التجزئة الكبار مثل هذه الضربة الهائلة لأرباحهم في الفترة الأخيرة، حيث أثرت تكاليف سلسلة التوريد في المبيعات والمخزون. وعليه، أغلقت أسهم «وولمارت» يوم الثلاثاء منخفضة 11.4%، في أسوأ يوم لها منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 1987، وعاودت الانخفاض بنسبة 7% في اليوم التالي، في حين شهدت أسهم «تارجيت» أسوأ أيامها منذ 35 عاماً وهوى السهم 23% الأربعاء. في المقابل، تحدثت شركة «هوم ديبوت» و«لويز» عن مزيد من الزخم بين المتسوقين في الأسابيع الأخيرة الماضية.

الوضع الطبيعي الجديد

يرجع تباين التقييمات بين تجار التجزئة هؤلاء في جزء كبير منه إلى حقيقة أن الأمريكيين يعانون تقلبات اقتصادية مختلفة، اعتماداً على مستويات دخلهم. حيث تمر الشركات والمستهلكون بفترة انتقالية مجهولة بعد شهور من إجراءات الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا، التي دفعت إلى شراء مزيد من السلع المعلبة وورق التواليت وغيرها، كما غذّت جولات متعددة من إنفاق «دولارات التحفيز» على الأحذية الرياضية والإلكترونيات الجديدة. ولكن مع نضوب هذه الأموال، يتعين على التجار الانتقال إلى الوضع الطبيعي الجديد. ويشمل ذلك تضخماً عند أعلى مستوياته في 40 عاماً، وحرباً روسية أوكرانية، وسلسلة توريد عالمية لا تزال مكبّلة.
في الوقت نفسه، أشار تجار التجزئة إلى زيادة الطلب على عناصر مثل الأمتعة والفساتين والماكياج، حيث يخطط المزيد من الأمريكيين لقضاء الإجازات وحضور حفلات الزفاف. لكن القلق هو أن المستهلكين سيضطرون إلى إجراء مقايضات، في مكان ما، من أجل تحمل عبء هذه الأشياء، أو سيبحثون عن سلع مخفّضة السعر في متاجر مثل «TJ Maxx».
إليك ما تخبرنا به هذه الشركات عن حالة المستهلك الأمريكي الراهنة:
«وولمارت».. تحكم بالميزانية
تشكلت لدى وولمارت صورة مختلطة من خلال دخل المستهلكين وكيف يشعرون تجاه المستقبل، وقال أكبر بائع تجزئة في البلاد إن المتسوقين أظهروا في الربع المنصرم تحكماً ملحوظاً بالميزانية.
عاد متسوقو وولمارت إلى المتاجر الحقيقية تاركين وراءهم جزئياً موقع الويب مع عدد أقل من العناصر المشتراة. وتخطى المزيد منهم شراء الملابس الجديدة والعلامات التجارية النفيسة مقابل عناصر أرخص وأصغر من حيث الكمية، خصوصاً بعد ارتفاع أسعار الغاز والبقالة.
وقال دوج ماكميلون، الرئيس التنفيذي للشركة: «على الرغم من أننا شهدنا مستويات عالية من التضخم في أسواقنا الدولية على مر السنين، فإن التضخم المرتفع للغاية والمتحرك بسرعة كبيرة في الولايات المتحدة، سواء في المواد الغذائية أو البضائع العامة، أمرٌ غير معتاد».

«تارجيت».. مستهلك مرن

ترى شركة تارجيت مستهلكاً مرناً لديه أولويات جديدة، حيث أصبح الوباء أكثر من مجرد فكرة لاحقة. وعلّق الرئيس التنفيذي بريان كورنيل بأن المستهلكين ما زالوا يتسوقون، لكن بشكل مختلف. مشيراً إلى أن هذا التغيير ظهر مع عمليات الشراء في الربع الأول من السنة المالية. حيث أنفق العملاء على الديكور والهدايا للاحتفال بعيد الفصح وعيد الأم. وحضروا حفلات أعياد ميلاد أكثر للأطفال، ما أدى إلى قفزة في مبيعات الألعاب. كما اشترى المستهلكون عدداً أقل من العناصر مثل الدراجات وأدوات المطبخ الصغيرة، وفضّلوا عليها حجز تذاكر السفر والرحلات.
وأوضح كورنيل أن مستويات الإنفاق المرتفعة هي التي صعدت بأرقام تارجيت في الربع الأول من العام الماضي، حيث حصل الأمريكيون على أموال أكثر من شيكات التحفيز مع أماكن أقل لإنفاقها. كما ارتفع عدد الزيارات في متاجر تارجيت وموقع الويب بنسبة 4% تقريباً على أساس سنوي. ومع ذلك، تأثر نمو المبيعات بالتضخم الحاصل الذي رفع سعر كل شيء تقريباً.

«هوم ديبوت».. شراء صعودي

خاطب بائع التجزئة المتخصص بتحسين المنازل «هوم ديبوت» المستثمرين موضحاً أنه لا يرى أي اختلافات في سلوك المستهلك حتى الآن.
وارتفع متوسط أسعار السلع في المتجر بنسبة 11.4% في الربع، مدفوعاً إلى حد كبير بالتضخم. لكن المديرين التنفيذيين قالوا أيضاً إن المستهلكين يشترون صعوداً وليس هبوطاً. على سبيل المثال، يتحول المستهلكون من جزازات العشب التي تعمل بالغاز إلى خيارات أكثر تكلفة تعمل بالبطاريات، وفقاً لنائب رئيس قسم التجارة في الشركة جيف كينيرد.
ومن المحتمل أن يكون هذا السلوك بسبب حقيقة أن الغالبية العظمى من عملاء الشركة هم من أصحاب المنازل ممن شهدوا ارتفاع قيم المساكن الخاصة بهم في العامين الماضيين. حيث قال المدير المالي ريتشارد ماكفيل إن ما يقرب من 93% من العملاء من أصحاب القروض العقارية لديهم معدلات ثابتة. ومع ارتفاع أسعار الفائدة وأسعار المساكن، اختار المستهلكون ممن فكروا سابقاً في الانتقال البقاء في منازلهم الحالية وإعادة تصميمها بدلاً من ذلك.

«لويس».. أداء مناسب في الوضع الراهن

ردّدت «لويس» Lowe’s أصداء مماثلة لهوم ديبوت خلال مكالمة الإفصاح يوم الأربعاء الماضي. وقال رئيسها التنفيذي مارفن إليسون إن ارتفاع أسعار المساكن والحاجة إلى ترميمها مع الزمن والنقص المستمر من العوامل الاقتصادية الرئيسية لنجاح أعمال لويز.
ومع ذلك، بدأ المستهلكون يشعرون بالضيق من ارتفاع أسعار الطاقة، حيث تحول العملاء إلى شراء أدوات تنسيق حدائق وآلات غسيل تعمل بالبطارية وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
لم ترق المبيعات الفصلية للشركة إلى مستوى توقعات وول ستريت، لكن المديرين التنفيذيين اعتبروا أن أداء بائع التجزئة المخيب للآمال مناسب مع الحالة الاستهلاكية السائدة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"