حقبة جديدة

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين

على الرغم من أن الفقد كبير، فإنها سنة الله في خلقه، وإرادته فوق كل إرادة، ودّعت الإمارات قائداً لا ينسى ترك بصمة فريدة من العمل والعطاء والبذل، وقاد البلاد إلى مزيد من الإنجازات في استمرار لنهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بحيث واصلت البلاد صعودها حتى وهي تعيش ظروفاً استثنائية صعبة، لكنها على الرغم من ذلك تغلّبت على كل تلك الظروف وواصلت طريقها للتربع على قمة المؤشرات والأرقام القياسية، ودخلت مجالات أرحب كالطاقة النووية، والفضاء، بكل ثقة واقتدار.
اليوم تعبر الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى مرحلة متجددة مختلفة وانطلاقة تستثمر النجاحات إلى عصر جديد، بعد أن رأينا وسمعنا خلال الأيام الماضية من سموه، وحكام الإمارات، وأولياء العهود، وكبار المسؤولين، ما يحمل لنا الكثير من معاني التصميم والإرادة والثقة، من أجل ترسيخ أركان الاتحاد والعمل الجماعي، والاستبشار بمسيرة عظيمة قادمة نحو المجد عبر حقبة تاريخية جديدة وولادة جديدة للدولة الاتحادية، نستبشر فيها بمسيرة عظيمة نحو المجد، وتسارع تنموي كبير لترسيخ سيادة وريادة دولة الإمارات العالمية.
الإمارات التي قدمت دروساً للعالم في سلاسة انتقال الحكم، وشفافية تلك المرحلة، والتعاطي مع الشعب، والتي كانت قبلة أساسية عالمية خلال الأيام الماضية، توافدت إليها زعامات العالم، ما يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أنها تحظى بمكانة دولية مؤثرة وتلاحم داخلي لا نظير له، تجسد في مبايعة سلسة ومخلصة، مما يؤكد أن تربة الإمارات قامت على أسس متينة وراسخة، وهي مستمرة في تعزيز مكتسباتها والمضي بشعبها إلى مراتب أعلى خُطّط لها ضمن الخمسين عاماً القادمة.
بقدر الألم الذي عاشته الإمارات خلال الأيام الماضية، والحزن على رحيل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، إلا أن انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيساً للدولة، ضمّد كل ألم، في استمرار متوارث لمدرسة زايد في الحكم والإدارة والبناء والتنمية، التي ما زالت متواصلة منذ رحيله والتي باتت تصنّف أنموذجاً فريداً في العالم عززته التجربة التي عاشتها البلاد خلال الأيام الماضية، بكل تفاصيلها وأحداثها ومساراتها وأحاديث شخوصها، ونشاط مطاراتها في استقبال الوفود، وساعات بث الإعلام العالمي لتلك الوقائع وجلسات التأبين، وبرقيات الدعم ودعوات المخلصين التي لم تنقطع بأن يرحم الله خليفة، ويوفّق الشيخ محمد، وأن تبقى الإمارات واحة أمن وأمان واستقرار، وتمضي على عهد جديد حافل بالإنجازات النوعية والقفزات القياسية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"