عادي
46 مجلساً في أبوظبي والعين والظفرة

محمد بن زايد.. داعم المجالس وترسيخ الهوية

01:12 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

إعداد: راشد النعيمي

أولى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أهمية كبيرة بالمجالس، وأمر بالتوسع فيها؛ بحيث تشمل مدن إمارة أبوظبي وأحياءها كافة، تثميناً لدورها المهم في غرس القيم الاجتماعية، والعادات والتقاليد في المجتمع، وإتاحتها للمواطنين، فرصة الحوار والنقاش وتداول المعلومات وتبادلها في القضايا اليومية.

وينظر سموّه، باهتمام إلى دورها في ترسيخ الهوية الوطنية لدولة الإمارات، وتشجيع المشاركة المجتمعية، وتعزيز الترابط، ونشر الوعي وتنمية الحسّ الوطني، إلى جانب دورها التثقيفي، بالتنسيق مع الجهات الحكومية، لتعزيز الوعي المجتمعي والصحي والبيئي، والتواصل مع مختلف فئات المجتمع لمشاركة الخبرات والإنجازات.

1

وينعكس دور المجالس إيجابياً باصطحاب الآباء أبناءهم إلى مجالس الكبار، ولا تقتصر المعارف التي يكتسبها الأبناء من المجلس على العادات والتقاليد، فقد كانوا يكتسبون الكثير من المعرفة والعلم في الأحاديث المتداولة في المجلس في مختلف المجالات مثل: التربية، والاقتصاد، والشعر، والثقافة وغيرها من الموضوعات. كما أتاحت المجالس للجهات الحكومية مساحة لإيصال رسالتها وخدماتها التي تقدمها لأفراد المجتمع، لخلق حلقة وصل بين المواطن ومختلف المؤسسات الحكومية.

يمثل المجلس الإماراتي جزءاً مهماً في حياة الإماراتيين الاجتماعية والسياسية، لأنه منتدى يجمع أفراد المجتمع المحلي مع الشيوخ وكبار القوم، لمناقشة القضايا المتنوعة والشؤون اليومية التي تطرأ. كما كان للتجار وخبراء الشرع مجالسهم الخاصة بهم، للأهمية الكبيرة التي يمثلها المجلس في حياة أفراد المجتمع، فقد تقدمت دولة الإمارات وعُمان وقطر والسعودية، بطلب إلى «يونسكو» لإدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وأدرج عام 2015. واعتمدت الحكومات المعاصرة مصطلح «المجلس»، للإشارة إلى الهيئات الاستشارية المنتخبة، وغير المنتخبة، ومؤسسات صنع القرار، مثل المجالس التشريعية، ومجالس الوزراء.

ويُطلق على المجلس الذي يديره الشيوخ والوجهاء وكبار القوم اسم «البَرْزة»، ويُسمّى مُضيف المجلس «البارز» (أي المُبَجَّل)، عندما يرأس المجلس. وأثناء هذه المجالس، يسمع المضيف الشكاوى والمطالب وغيرها من أمور الناس ويسعى لحلها. يغلب على الموضوعات التي تطرح في المجلس طابع الحوار البنّاء الذي يتّسم بالصدق والصراحة والحرية وبراعة الحوار والحلول. ويتحمّل أصحاب «البَرْزة»، جميع نفقات الضيافة، وقد يسهم أفراد القبيلة في تحمل جزء منها.

1

46 مجلساً

من أجل ذلك وبإشراف مباشر من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، توسعت فكرة المجالس وتطورت أدوارها، تحت مظلة ديوان ولي العهد في إمارة أبوظبي، تحقيقاً لرؤية ترى أن المجالس ترسّخ الهوية الوطنية، وتشجّع المشاركة المجتمعية، وتعزّز الترابط الاجتماعي، وتنشر الوعي وتنمّي الحسّ الوطني؛ حيث طبّقت أفضل الممارسات الإدارية لإقامة جلسات دورية ومحاضرات توعوية وتثقيفية، وفعاليات اجتماعية ووطنية، وإشراك المواطنين عبر إبداء الرأي والمشورة والاهتمام بشؤونهم، وإطلاق المبادرات لإثراء المجتمع ضمن مرافق عالية الجودة.

وتمثلت أهداف هذا العمل في تعزيز الترابط بين أفراد المجتمع الواحد، وبثّ معاني التضافر والألفة والتقارب للقيام بدور تثقيفي، يعزّز الوعي الصحي والمجتمعي بمختلف القضايا ويوعّي المجتمع بالسياسات والمستجدات الصادرة عن الهيئات الحكومية، لتوفير خدمات عالية الجودة تتوافق مع العادات المحلية والقيم الإماراتية، وجمع مقترحات المواطنين والعمل عليها.

وتنفيذاً لتوجيهات سموّه عملت المجالس على تعزيز قيم الوطنية والمعرفة والتواصل والمشارك والانسجام والتلاحم والتراث بإقامة المحاضرات والندوات التوعوية، مثل المحاضرات الدينية والبيئية، والأمسيات الشعرية (الوطنية)، والأعراس الجماعية والفردية، فضلاً عن احتضان مراسم العزاء، واستخدام المجالس من الجهات، لتنظيم ندوات ومحاضرات لموظفيهم.

وتضم سلسلة المجالس التي أقيمت في إمارة أبوظبي 46 مجلساً، منها 16 في أبوظبي، و24 في منطقة العين، و6 في منطقة الظفرة، أقيمت وفق أحدث المواصفات والتجهيزات، وتراعي جماليات العمارة الإماراتية وخصوصيتها. كما تتنوع مرافقها بين صالات المجالس اليومية، ومجالس المناسبات، وتدار وفق أسس منهجية وبتقنية متطورة تمكن الاستفادة من خدماتها إلكترونياً. كما يمكن تشغيلها عبر برامج متنوعة، تشمل جميع المجالات، وتستقطب مختلف الفئات. وتعد من القوة الناعمة لمجتمع الإمارات وتأصيل قيمه المتوارثة.

1

برامج متنوعة

وتتضمن المجالس برامج متنوعة منها «متطوعو المجالس»، ويحقق الأهداف الرئيسية للمجالس التي تتجسد في تشجيع المشاركة المجتمعية، وتعزيز الترابط الاجتماعي، بإشراك جميع أفراد الحيّ، وتعزيز مفهوم العمل التطوعي لتقوية الترابط المجتمعي.

و«في مجلسنا مواهب» على مدار العام يستهدف جميع الشرائح، لصقل مهاراتهم والعمل على تثقيفهم بطريقة تفاعلية وجاذبة. ويهدف إلى الاستفادة من مهارات الشباب، واستثمار أوقات فراغهم، وخلق جيل مبدع ومبتكر.

أما برنامج «تقهوى معانا» فهو مبادرة تجمع القادة والشباب في جلسات شبابية بعيدة عن الرسميات؛ حيث يشارك القائد / الضيف قصة نجاحه في مسيرته المهنية أو الأكاديمية، أو هواياته أو أسرار نجاحه لتستفيد منها أكبر شريحة من شباب المجتمع.

وبرنامج «تحفيظ القرآن الكريم» في الإجازة الصيفية، بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف يستهدف الفئة العمرية من 6 إلى 18 سنة، للاستفادة من العطلة.

منصة إلكترونية

وأطلق مكتب شؤون المجالس بديوان ولي عهد أبوظبي، منصته الإلكترونية في إطار السعي لتعزيز أدوات التواصل والمشاركة مع أفراد المجتمع بجميع فئاته، لتعريف أفراد المجتمع بدور مجالس أبوظبي وخدماتها.

جائزة للابتكار

وأطلق المكتب، بالتعاون مع «جمعية البيت متوحد»، مسابقة «مجالس أبوظبي للابتكار»، وتمنح ثلاثة فائزين الدعم المادي لتنفيذ أفكارهم وتهدف المسابقة، في دورتها الأولى، إلى دعم الاستراتيجية الوطنية لتعزيز الابتكار، من خلال نشر الوعي بأهمية الابتكار والإبداع في إيجاد الحلول للتحديات، فضلاً عن زيادة التضامن والمشاركة المجتمعية، تعزيزاً لدور المجالس في تقوية الروابط المجتمعية في الدولة، كما تسعى المسابقة إلى تشجيع أفراد المجتمع للابتكار ودفع حدود التفكير الإبداعي وحل المشكلات.

وتدور المشاريع المشاركة حول محاور رئيسية تشمل استخدام التكنولوجيا لزيادة التلاحم الاجتماعي والابتكارات التي تخدم كبار المواطنين وأصحاب الهمم. وسيمنح الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى جوائز مالية من أجل تنفيذ وتطوير أفكارهم وباب المشاركة في المسابقة مفتوح لكل أفراد المجتمع بين 10 و21 عاماً وبعد انتهاء عملية التقديم، ستقوم لجنة من الخبراء بمراجعة جميع طلبات المنافسة، واختيار ثلاثة فائزين بناء على المعايير المحددة من لجنة التحكيم.

1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"