عادي

لا تبقوا في المستشفى كثيراً

22:33 مساء
قراءة دقيقتين
1

د. منى تهلك

كثير من الناس خلال زيارتهم الطبية للمستشفى، يتطلعون للبقاء، وأن يكتب لهم الطبيب تنويماً، والبعض يريد أن يتم تمديد بقائه في قسم التنويم، ومن الطبيعي أن يحدث هذا؛ حيث يعتقد الكثير أن الرعاية الصحية ستكون بقربهم وأن هذا سيساهم في سرعة الشفاء وتخلصهم من المرض، والحقيقة أن هذا الاعتقاد أو الظن يجانبه الصواب.

صحيح أن المريض في مرحلة التنويم يحصل على الرعاية والمتابعة اللازمة، لكن يجب الوعي بأن هناك أمراضاً من الأفضل أن يبقى المريض معها في منزله وبين أفراد أسرته، وأن يتلقى العلاج والرعاية من جانبهم، فهذا أفضل من جميع الجوانب النفسية والطبية وأيضاً الوقائية. وعندما أقول الوقائية قد يستغرب البعض كون المستشفى من أكثر المواقع وقاية وتعقيماً، والحقيقة أن هذا هو الذي يجب أن يكون عليه أي مستشفى، لكن ليس هذا هو الحال دائماً، خاصة في البلدان منخفضة الدخل؛ حيث يصاب المرضى بعدوى بسبب تدني مستوى النظافة والتعقيم في مراكز الرعاية الصحية، وهذا يشكل خطراً جسيماً على المرضى وعلى الأطقم الطبية نفسها.

بين يدي تقرير صادر من منظمة الصحة العالمية يتحدث عن هذه الحالة جاء فيه: «في يومنا هذا، يصاب 7 مرضى في البلدان المرتفعة الدخل و15 مريضاً في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل من كل 100 مريض، أثناء إقامتهم في مستشفيات الرعاية الوجيزة، بعدوى واحدة على الأقل مرتبطة بالرعاية الصحية، ويتوفى واحد من كل 10 في المتوسط من المرضى المتضرّرين من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية. وتؤدي العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية ومقاومة مضادات الميكروبات إلى آثار لا حصر لها على حياة الناس، فيموت سنوياً أكثر من 24% من المرضى المصابين بالإنتان المرتبط بالرعاية الصحية ويموت 52.3% من هؤلاء المرضى الذين يعالجون في وحدات العناية المركزة، ويتضاعف عدد الوفيات مرتين أو ثلاث مرات عندما تكون العدوى مقاومة لمضادات الميكروبات».

وفي نفس التقرير جاءت إشارة إلى إمكانية تجنب مثل هذه العدوى والمخاطر، من خلال النظافة والتعقيم؛ حيث قال التقرير: «إنه عند اتباع ممارسات نظافة اليدين الجيدة وغيرها من الممارسات الفعّالة من حيث الكلفة، يمكن الوقاية من 70% من حالات العدوى».

المستشفى بيئة علاجية، وليس مكاناً للنقاهة، بمجرد أن يحصل المريض على العلاج ثم التعافي، يجب أن ينتقل إلى منزله وبين أفراد أسرته، ليحصل على الرعاية ولترتفع روحه المعنوية وتستقر حالته النفسية والمزاجية، وهي جوانب مهمة في رحلة العلاج.

استشاري أمراض نساء وولادة

مدير تنفيذي مستشفى لطيفة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"