عادي

البحث العلمي رافعة التنمية الاقتصادية

23:44 مساء
قراءة دقيقتين
جناح مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة

أبوظبي «الخليج»

شهد جناح مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، خلال مشاركتها في المعرض، عقد جلسة حوارية ضمن سلسلة حوارات المعرفة 2022، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الشريك المعرفي، تحت عنوان: «أهمية البحوث في تنمية المجتمعات»، بمشاركة الدكتورة فاطمة الشامسي، باحثة أكاديمية وخبيرة اقتصادية، وأدار الندوة الدكتور هايل عبيدات.

واستعرضت الشامسي في بداية الجلسة، أهمية البحث العلمي في التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي والمؤسسي، مشيرة إلى أن الدول المتقدمة تعتمد على البحوث العلمية كمقياس للسياسات والإنتاجية في كافة مناحي الحياة، حيث يلعب دوراً مهما وداعماً في التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وذلك بالنظر إلى البحوث التطبيقية التي تمثل أداة رئيسية في توفير الحلول للمشاكل الأمنية والاجتماعية والاقتصادية.

وأوضحت الشامسي أن مقومات البحث العلمي تعتمد بشكل أساسي على نظرة متخذي القرار إلى أهمية هذا القطاع، حيث يجب أن يكون هناك إنفاق حكومي على البحث العلمي بنسبة تتجاوز 2% من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب منظمة اليونيسكو، وذلك حتى تستطيع الدولة تحقيق نمو اقتصادي متقدم، بجانب توفير مورد بشري مؤهل وقادر على تطوير البيانات وتحليلها، وبنية تحتية متقدمة.

وأكدت الشامسي أن معدلات الإنتاج في الدول المتقدمة تزدهر بفضل البحث العلمي، حيث تستحوذ كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية على النسبة الأكبر من الأبحاث العلمية الصادرة على مستوى العالم، مشيرة إلى أن 10% فقط من دول العالم تستحوذ على 80% من حجم الإنفاق العالمي على البحث العلمي الذي بلغ 1 تريليون و700 مليون دولار في 2019.

وسلّطت الشامسي الضوء على قطاع البحث العلمي في المنطقة العربية، مؤكدة أن الدول العربية خارج نطاق المنافسة العالمية، نتيجة العديد من التحديات التي يأتي في مقدمتها افتقار ثقافة البحث العلمي بشكل كبير، وقلة التمويل وغياب السياسات والنظم الضابطة للبحث والتطوير، وانخفاض أعداد الباحثين، مشيرة إلى أن نسبة الباحثين في المنطقة العربية تصل إلى 450 باحثاً لكل مليون نسمة، بالمقارنة مع 5 آلاف باحث لكل مليون نسمة في الدول الأوروبية والمتقدمة.

وأشادت الشامسي بالاهتمام البالغ التي توليه دولة الإمارات بالبحث العلمي خلال السنوات القليلة الماضية، والإدراك بأهميته كمكون رئيسي في اقتصاد المعرفة، حيث استطاعت الارتقاء في مؤشر المعرفة إلى المرتبة 11 عالمياً في عام 2021، بفضل تضاعف الإنفاق على البحث العلمي والقطاعات الأخرى التي تركز على الإبداع والابتكار، فضلاً عن الاهتمام الواسع من القيادة الرشيدة في دعم المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية الحكومية والخاصة، ما ساهم في زيادة الأبحاث العلمية من 15 ألف بحث خلال الفترة بين عام 1996 إلى عام 2010، لأكثر من 57 ألف بحث خلال السنوات القليلة الماضية بمعدل نمو بلغ 14%.

وأضافت: «ارتفع عدد الباحثين الإماراتيين من 18,343 باحثاً في عام 2015، إلى 22,911 باحثاً في 2018، ومن المتوقع مواصلة ارتفاع أعداد الباحثين في الدولة، خاصة في ظل السياسات والاستراتيجيات الحكومية التي تعزز البحث العلمي. كل ذلك بجانب التطور الملحوظ في جودة البحث العلمي الإماراتي، والذي يمكن قياسه من خلال الأبحاث المنشورة في أبرز المجلات العلمية العالمية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"