عادي

«أم كلثوم والعصر الذهبي».. مسرحية بالإنجليزية تحصد نجاحاً في دبي

22:54 مساء
قراءة دقيقتين

دبي: مها عادل

نجحت المسرحية الغنائية «أم كلثوم والعصر الذهبي» التي استضافتها «دبي أوبرا» على مسرحها الرئيسي مؤخراً، في حصد إعجاب وتفاعل آلاف المشاهدين الذين حرصوا على حضور حفلات المسرحية الغنائية المستوحاة من قصة حياة كوكب الشرق، منذ بدايتها واكتشاف موهبتها وبزوغ نجمها بالعالم، وحتى وفاتها في مشهد تمثيلي مؤثر أبكى الحضور من مختلف الجنسيات والأعمار، كما حققت المسرحية تفاعلاً كبيراً ومشاهدات وأصداء واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تميزت المسرحية التي قدمت أغنيات أم كلثوم عبر غناء مباشر، وليس مسجلاً، ونسجت الرواية والحوار وقدمتها للجمهور باللغة الإنجليزية لتصل رسالة إحياء التراث الفني والموسيقي لكل الجنسيات وليس للجمهور العربي فقط، كما تفردت بأنها لم تسقط في فخ التأريخ لأم كلثوم من خلال الالتزام بالتسلسل الكرونولوجي لقصة حياتها، ولم تلتزم المسرحية بصياغة دراما كلاسيكية بها تصاعد درامي مستمر، بحثاً عن ذروة الأحداث، لكنها نجحت في أن تقدم «الحالة الكلثومية» التي امتدت عبر العصر الذهبي من التاريخ المصري والعربي الذي عاشته وتعايشت معه وأثرته وأثرت فيه، وقد أسهمت هذه الرؤية المسرحية الواعية لصاحبة الفكرة ومنتجة ومؤلفة المسرحية منى خاشقجي في توظيف الأغاني والألحان بجرعات محسوبة لتتفاعل مع الأحداث وتملأ المسرح بالبهجة والشجن والإحساس.

كما ساعد تكنيك الإخراج المسرحي على خدمة هذه الرؤية الفنية؛ حيث كانت خشبة المسرح على مدار ساعتي مدة العرض، تتقد بالحيوية من خلال تكوينات بديعة وميزانسين (تكوين المشهد) بارع يقسم المسرح إلى مستويات أفقية ورأسية وصولاً إلى عمق خشبة المسرح، وفي كل مستوى هناك مشاهد درامية تجسد أزمنة وأحداث تتحرك وتتفاعل، ففي أحد المستويات بأحد أركان المسرح، توجد أم كلثوم في مرحلتها الناضجة من العمر؛ حيث تلعب دور الراوية، وتمثلها المطربة لبانة القنطار، وفي مستوى آخر موازٍ توجد أم كلثوم المراهقة ببدايتها، بملابسها البدوية وحيويتها وموهبتها وتجارب البدايات، وتؤديها غناء حفيدة كوكب الشرق سناء نبيل، كما حرص الإخراج المسرحي على تحقيق تفاعل دائم بين هذه الأزمنة المختلفة بطريقة مدهشة مع التمازج الرائع بين الصوت الناضج الساطع للقنطار، والصوت اليافع العذب لسناء نبيل، وكلاهما عبر عن أم كلثوم في زمنين مختلفين، لكن في جرعة درامية واحدة وممتعة.

ولم يكتف العرض بإلقاء الضوء على مسيرة سيدة الغناء العربي فقط؛ بل بإحياء تراث العديد من نجوم هذا العصر الذهبي من شعراء وملحنين وفنانين الذين رافقوها برحلة الصعود مثل الشيخ أبو العلا وأحمد رامي ومحمد القصبجي وغيرهم.

وتعليقاً على الأصداء الواسعة التي حققتها المسرحية وردود فعل الجمهور عقب عرضها بدبي، تحدثنا مؤلفة ومنتجة العرض منى خاشقجي قائلة: «فخورة بالنجاح الذي حققته المسرحية بدبي، وحجم الإقبال الكثيف الذي أمطرنا به محبو الفنون الراقية، خصوصاً أن عرض المسرحية بدبي يعتبر محطة مهمة في جولتنا الفنية؛ حيث كانت محطتنا الأولى بالمنطقة العربية والشرق الأوسط التي من المقرر أن ننطلق بعدها لمسارح متعددة بعالمنا العربي وأوروبا، وصولاً إلى برودواي».

وتضيف: «ما زاد سعادتي ما وجدته من استحسان وإعجاب الجمهور العربي والأجنبي، بمختلف أعماره».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"