عادي

القمة العالمية لصناعة الطيران تبحث في أبوظبي مستقبل القطاع

17:45 مساء
قراءة 5 دقائق
المشاركون في القمة
البواردي يلقي كلمته
سيف السويدي - مصبح الكعبي

أبوظبي: عدنان نجم

انطلقت، أمس الثلاثاء «القمة العالمية لصناعة الطيران» التي تستضيفها شركة «مبادلة للاستثمار» في «قصر الإمارات» في أبوظبي خلال الفترة بين 24 – 26 مايو/ أيار 2022، بحضور عدد كبير من المسؤولين ورؤساء الشركات.

وقال محمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع، في الكلمة الافتتاحية: «إن هذا المؤتمر ساهم في تطوير صناعة الطيران في فترة وجيزة من الزمن، مكتسباً سمعة عالمية طيبة، ومرسخاً بذلك الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال، ومعززاً مكانتها البارزة بالرغم من الأزمة الصحية التي ألمّت بدول العالم».

وأضاف البواردي: «يأتي انعقاد هذه القمة مع بداية تعافي الاقتصاد العالمي من تأثير الجائحة، ونجاح دولة الإمارات في تنظيم العديد من المعارض العالمية خلال هذه الفترة، والذي نال إشادة عالمية واسعة وأكّد قدرتنا على تجاوز مختلف الصعاب».

البواردي: الإمارات أنشأت قاعدة صناعية مستدامة ومتنوعة

وذكر البواردي أن توجهات دولة الإمارات في تعزيز ثقافة الابتكار، وإعداد جيل من المبتكرين القادرين على إحداث تغيير إيجابي في حياة الإنسان ومستقبله، تعد الوسيلة المُثلى لمواكبة المتغيرات المتسارعة في العالم، ونحن نسعى بكل جهد لجعل الإمارات منصة للابتكار ومنبعا للإرادة، وحلم الأجيال القادمة للعيش في مستقبل مشرق.

وتابع البواردي: «إن ما يشهده قطاع الصناعات الدفاعية من تطور مستمر كل عام، يأتي نتيجة جهود مشتركة بين مختلف القطاعات الاستراتيجية في الدولة، علما بأن وزارة الدفاع والقوات المسلحة، تحرصان على الاستمرار في تطوير وتنمية قدراتها، بما يتناسبُ مع التطور التكنولوجي والعالمي للأنظمة والمعدات العسكرية الدفاعية، في إطار اهتمامهما باستشراف المستقبل، وتطوير استراتيجية اقتصادية وصناعية متقدمة».

وقال: «لقد دأبت دولة الإمارات في العقدين الأخيرين على إنشاء قاعدة اقتصادية مستدامة ومتنوعة مبنية على أسس علمية حديثة، من خلال تطوير صناعاتِها الوطنية، وقدراتها الإنتاجية في مجالات عدة، ولهذا، فإن دولة الإمارات تفخر اليوم باستضافة عدد من الكيانات الصناعية الكبرى الرائدة في تكنولوجيا المنطقة وفي العالم، وبفضل دعم قيادتنا الرشيدة اللامحدود شكّلت التجربة الإماراتية في قطاع الطيران خارطة طريق للعديد من الدول الطامحة للارتقاء بهذا القطاع، والتي تنظر إلى قطاع الطيران في دولة الإمارات على أنه من أنجح النماذج في المنطقة، إن لم يكن أنجحها على الإطلاق».

مواكبة المتغيرات

وتابع البواردي: «إن تعاون الدول في مجال الصناعات الدفاعية وصناعة الطيران بوجه خاص، يعد الوسيلة المثلى لمواكبة المتغيرات المتسارعة في عالم اليوم المملوء بالفرص والتحديات، ويمثل فرصة مثالية لتعزيز التوافق في السياسات والأهداف الاستراتيجية للشركاء، واستتباب الأمن والاستقرار، المحلي والإقليمي، وتطوير الاقتصاد الوطني، وكذلك ترسيخ الأمن والسلم الدوليين».

وأكد البواردي أن الإمارات أصبحت دولة رائدة في التقدم والتطور العلمي في جميع المجالات والقطاعات، مواكبة للثورة التكنولوجية والصناعية الرابعة، وقد أطلقت العنان لتصبح عاصمة للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، والأولى على صعيد المنطقة في مجال غزو الفضاء.

وقال: «كما أن القمة العالمية لصناعة الطيران باتت منصة مثالية لمناقشة سبل تطوير أفق التعاون في مجال صناعة الطيران، والتباحث حول أبرز المستجدات والتحديات التي تواجه هذا المجال، إضافة إلى أنَها فرصة لتبادل الأفكار والآراء حول الفرص الصناعية والاستثمارية المتاحة».

الكعبي: لا يزال قطاع الفضاء يشكل جزءاً مهماً في استراتيجيتنا

من جهته، قال مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار في الإمارات في شركة «مبادلة للاستثمار»: «يسعدني أن نلتقي اليوم في هذه القمة لمناقشة وتبادل الأفكار حول الارتقاء بصناعة الطيران في المستقبل، حيث يمكننا الإقرار بأنه رغم الجائحة، إلا أن صناعة الطيران بقيت قوية ومرنة، وبما أن الأزمة تفسح المجال أمام الفرص، فقد حان الوقت للاستفادة من الفرص بشكل مثالي».

وأضاف الكعبي: «رغم وجود واستمرار التحديات العالمية، إلا أننا نسير في الاتجاه الصحيح، حيث إن الطلب على السفر يسجل انتعاشاً، وقد عادت الرحلات الجوية إلى طبيعتها تقريباً». وتابع الكعبي: «وبالنسبة إلينا في مبادلة، لا يزال قطاع الفضاء يشكل جزءاً مهماً في استراتيجيتنا، حيث إن هدفنا يتمثل في الارتقاء بدولة الإمارات لتصبح مركزاً عالمياً للابتكار والتصنيع المتقدم والتقنيات الحديثة، ومن خلال المساهمة بكل فخر في العلامة التجارية «صنع في الإمارات» فإننا نضمن النجاح والازدهار للأجيال القادمة».

الثورة الصناعية الرابعة

وذكر أن قطاع الطيران يلعب دوراً رئيسياً في الثورة الصناعية الرابعة، مشيراً إلى المصانع الذكية وخطوط التجميع المؤتمتة بالكامل. وقال: «أما في الإمارات، فتدعمنا أطر مبادرات من القيادة الرشيدة، مثل استراتيجية الصناعة، وضخ 300 مليار درهم في القطاع الصناعي، ما سيسهم في رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 133 مليار درهم، إلى 300 مليار درهم بحلول 2031».

وأضاف الكعبي: «إن مبادلة متحمسة للمساهمة في المبادرات الوطنية، حيث تنمو شركة سند لتقنيات الطيران اليوم كمزود للخدمات الصناعية القائمة على التكنولوجيا». واختتم بالقول: «سنلعب دوراً محورياً في الابتكار والنهوض بالقطاع الصناعي من خلال التقنيات الجديدة وابتكار منتجات افضل، وسنساعد في إعادة تشكيل القطاع الصناعي ليصبح أكثر استدامة مع التعافي بشكل أسرع، ولنخلق مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة».

السويدي: صناعة الطيران شكلت ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي

بدوره، قال سيف السويدي، مدير عام «الهيئة العامة للطيران المدني»: «لقد شهد قطاع صناعة الطيران في الدولة نمواً كبيراً منذ أن استقبلت أول المسافرين إليها، وظهرت كمركز يربط بين الشرق والغرب، ولم يكن ذلك ممكناً إلا من خلال الحكومة الرشيدة التي وضعت استراتيجية واضحة المعالم تضمنت العديد من المبادرات والاستراتيجيات والاستثمارات في قطاع الطيران، ما ساعد الإمارات على التفوق على العديد من الدول الإقليمية والعالمية الأخرى».

وأضاف السويدي: «لعبت الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات دوراً رئيسياً في دعم جميع الشركاء الاستراتيجيين والناقلات الوطنية في جميع الأوقات، خاصة خلال فترة الجائحة، من خلال العمل ضمن فريق التعافي التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي، ما أتاح استعادة المستويات التشغيلية السابقة لمعظم شبكات الوجهات».

وتابع السويدي: «يعتبر نظام سلامة وأمن الطيران المدني الإماراتي الأفضل على مستوى العالم، وقد حققت دولة الإمارات العديد من الإنجازات غير المسبوقة، من أبرزها مواصلة تصدر المركز الأول في عمليات تدقيق منظمة الطيران المدني الدولي عبر الاستفادة من الابتكار والتطوير والتركيز على الأداء».

وذكر أن صناعة الطيران شكلت ركيزة أساسية لاقتصاد الإمارات ومحركاً نشطاً للقطاع التجاري، حيث ساهم القطاع بنحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني، مع تعزيز القطاعات ذات الصلة مثل الضيافة والتجارة، وغيرها. وأوضح أن قطاع صناعة الطيران في الدولة قد شهد تغيراً كبيراً على مدى السنوات الخمسين الماضية، موضحاً أن السنوات المقبلة تعد بمزيد من التطور في الاستدامة والتكنولوجيا ونماذج الأعمال لمواكبة التغيرات في السفر الجوي، حيث سيكون هناك العديد من التقنيات الجديدة، وستكون النكارات والمناولة الأرضية مؤتمتة بالكامل، ما يجعل السفر سلساً وممتعاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"