عادي
يلامس روح المكان بقوة

كتاب «قصتي» يحلق في أدب السيرة الذاتية

20:38 مساء
قراءة 3 دقائق
د. عائشة الشامسي وأسماء الحمادي
(تصوير: محمد السماني)

أبوظبي: نجاة الفارس

ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، نظم مركز أبوظبي للغة العربية – التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي جلسة نقدية بعنوان «ملامح السيرة والبناء السردي في كتاب قصتي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم» للشاعرة والناقدة الإماراتية أسماء الحمادي.

وقد أضاءت الجلسة على الكتاب الذي يغوص في خصائص أدب السيرة الذاتية، لاسيما أنه من الأنواع الأدبية الأقل حظاً في الدراسات رغم أهميته الإنسانية الكبرى وجاذبيته. وقد تناولت الحمادي أبعاد التجنيس الموضوعي والفني السردي من خلال «قصتي» التي تمثل فكراً مستنيراً لسيرة وطنية تؤرخ لإنجازات دولة الامارات. وتسبر المؤلفة أغوار الكتاب من وجهة نظر حداثية عبر البحث في إشكالية تجنيسه ومناقشته موضوعياً وفنياً في وقت يشكل التجنيس إشكالية جديدة في الدراسات المعاصرة.

حاورت الشاعرة الدكتورة عائشة الشامسي ضيفة الأمسية في عدة نقاط أهمها لماذا اختارت كتاب قصتي لدراستها النقدية ولماذا التجنيس والبناء السردي تحديداً؟ وما أهم ما توصلت له الحمادي في دراستها، وأين مكمن العبقرية في كتاب قصتي؟ ثم لماذا ركزت الباحثة على المضامين الوطنية والقيادية، والحكمية الفلسفية والإنسانية؟ وما الذي كشفت عنه عتبات كتاب قصتي؟ ثم كيف قرأت البيئة المكانية في كتاب قصتي؟.

كما ناقشتها حول التدوير الزماني والمكاني الذي أجراه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كتابه وما دلالته ؟.

وأوضحت الباحثة أسماء الحمادي أن كتاب قصتي يتراوح بين الشأن العام والخاص، وهو أقرب ما يكون إلى السيرة الذاتية، وفيه من العبقرية ما فيه حيث يذكرنا بكتاب طه حسين «الأيام» وهنا مكمن العبقرية، كما يرواح صاحب قصتي بين ضمير المفرد وضمير الجماعة، وعندما نقرأ الكتاب في كل مرة نجد فكرة جديدة.

وأضافت: لقد اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على تقنية الاسترجاع، وتحدث عن والدته الشيخة لطيفة وأفرد لها أكثر من مبحث وتحدث عن تفاصيل جميلة جداً، فسموه لديه ارتباط وثيق مع والدته وهو يقول إن المرأة روح المكان، وقد استخدم لغة عاطفية تعبيرية بامتياز عندما تحدث عن أمه فهو يقدر المرأة جداً.

وذكرت أن كتاب قصتي يوضح مدى تأثر المؤلف بمدرسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد طيب الله ثراهما، كما يوضح ثقافة سموه العالية المستمدة من القرآن الكريم وسموه رجل إنساني بامتياز يدافع عن الإنسان أينما كان.

وقالت الحمادي: إن عتبات الكتاب هي العنوان والإهداء والغلاف والمقدمة وهي مفاتيح قراءة النص وتأويله، قد جاءت جميعها مؤكدة لبعض القيم مثل التواضع والإرادة والوضوح، إضافة لارتباط سموه بالعروبة وتضامنه مع الإنسانية، فهناك رسالة تسامح، كما أن هذه التفاصيل الدقيقة مثل لون غلاف الكتاب، فالأحمر يوضح الجرأة والشجاعة والأسود يعكس طابع شخصية سموه العملية، والذهبي يعكس البريق، أما الأبيض فهو انعكاس سيرته النقية.

وذكرت أن المكان عنصر أساسي في كتاب قصتي والمؤلف يراوح بين مكان واقعي ومكان افتراضي، فقد كان سموه سباقاً في استخدام وسائل التواصل وهذا يشي بشجاعته وجرأته ومواكبته لاستحداث الزمن، وكان المكان الواقعي متنوعاً في الإمارات وفي بعض الدول العربية وفي لندن وكانت دبي المكان الأبرز وسموه لديه وفاء كبير لهذه الإمارة التي تنمو بشكل سريع وراق.

وأضافت أن النظام اللغوي لكتاب قصتي كانت اللغة سهلة فيه مجافية للتعقيد وهي لغة متوقعة من شخص يريد لكتابه أن يصل للجميع وللأجيال فهي لغة الحياة اليومية السهلة الممتنعة، أما الغاية من وراء كتاب قصتي فمنها التأريخ الذاتي والوطني حيث يريد لسيرته أن تصل للأجيال، فسموه يكتب لغاية الموثوقية ويريد للتجربة الامارتية أن تعمم على الدول العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"