الشارقة تحتفي بالشعر الإفريقي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

إفريقيا قارّة تنوّع ثقافي تاريخي لا ينفصل في ثرائه وظواهره الجمالية عن ثراء تاريخ الثقافة العربية. إفريقيا أيضاً قارّة شعوب مسلمة مرتبطة روحياً ونفسياً بالقرآن الكريم واللغة العربية والأدب العربي. إفريقيا، إلى جانب كل ذلك، قارّة سرديات شعبية وإرث حكائي الكثير من أبطالها يحملون أسماءً عربية، وفي كتاب «أساطير النشوء الإفريقية» نقرأ حكايات وأساطير قائمة في روحها وفي بنائها السردي والفكري على التراثين العربي والإسلامي.
إفريقيا قارّة شعر يكتبه شعراء أفارقة باللغة العربية ويلتزم هؤلاء الشعراء الأفارقة بالبنية الوزنية العروضية لهذا الشعر أكثر، أحياناً، من التزام بعض الشعراء العرب.
إفريقيا قارّة ثقافة عريقة، بل مجموعة ثقافات ومجموعة موازية من اللغات والعادات والتقاليد التي تدهشنا حين نقرأها ببكريتها الثقافية في الأدب الروائي الإفريقي الذي برع فيه كتّاب سود يكتبون بالإنجليزية، وجلسوا بجدارتهم الإبداعية على مقاعد «نوبل»، وفي الشعر أيضاً استحق شعراء أفارقة جائزة «نوبل» عن جدارة إبداعية بالغة الخصوصية بين الحساسيات الشعرية العالمية، وطالما كان الشعر الإفريقي جاذباً من حيث الترجمة للعشرات من المترجمين الإبداعيين المحترفين الذين نقلوا هذا الشعر البكر إلى لغات عالمية حيّة، والترجمات العربية للشعر الإفريقي عديدة واجتهادية، ولكن تبقى قارة إفريقيا قارة كنوز شعرية فطرية نقية لا نعرف عنها الكثير.
يدرك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بثقافته ورؤيته الأدبية الرفيعة حجم الثراء الثقافي والاجتماعي والإنساني في إفريقيا، ويدرك سموّه، بطبيعة الباحث التاريخي والكاتب ، أن العرب في الإطار الثقافي أهملوا إفريقيا، وتركت هذه القارة الكنزية الثرية بشعوبها وشعرائها وأدبائها نهباً للعديد من الاستغلال الثقافي والاستعماري، ومع ذلك حافظت إفريقيا المسلمة على ثوابتها الوطنية والتاريخية والمعرفية،  ولم تذبل روح العربية والأدب العربي في القارّة السمراء.
صاحب السمو حاكم الشارقة يضع إفريقيا الأدب، وإفريقيا الشعر، وإفريقيا النشر وصناعة الكتاب، وإفريقيا الثقافة في قلب مشروع سموّه الثقافي ليس الآن فقط، بل كانت إفريقيا في قلب هذا المشروع النبيل منذ الثمانينات، ولعلّ من رمزيات اهتمام سموّه المبكر بالثقافة الإفريقية إطلاق اسم «إفريقيا» على قاعة معروفة في الذاكرة الثقافية المحلية هي «قاعة إفريقيا» المعروفة في الشارقة، بالقرب من مبنى البريد في منطقة شارع الميناء.
اليوم تحتفي الشارقة بشعراء أفارقة من السنغال، وغينيا، وساحل العاج، ومالي، ونيجيريا، وتشاد، وجنوب السودان بتنظيم ملتقيات شعرية عربية لهذه الكوكبة بدءاً من يونيوالمقبل.
يعشق الشعراء الأفارقة العربية ويكتبون بها، أما هذه المبادرة العزيزة ضمن مشروع الشارقة الثقافي فستكون فرصة ذهبية لنا نحن العرب لنعرف إخوتنا الأفارقة أكثر عن طريق الشعر بلغته الفصحى المولودة دائماً من القلب ومن العينين كما هو دائماً شأن كل شعر إنساني عظيم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"