عادي
اللقاحات تسهم في إنقاذ مليارات الأشخاص حول العالم من الموت

توقف التطعيم في سبعينات القرن الماضي من أسباب انتشار «جدري القرود»

20:02 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: مصطفى الزعبي

أفادت دراسة أجراها باحثون في جامعة أدنبرة البريطانية، بأن توقف أخذ لقاح جدري القرود خلال سبعينات القرن الماضي، له دور في انتشار المرض اليوم؛ إذ تسهم اللقاحات في إنقاذ مليارات الأشخاص حول العالم من الموت، عبر تقوية جهاز المناعة ضد الفيروس أو الجرثومة حال اجتياحها الجسم.

وفي تقرير نشرته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، طرحت سؤالاً مفاده «هل يحتاج الأطفال إلى كل اللقاحات التي يأخذونها، لاسيما مع ظهور أوبئة جديدة، وقاتلة مع النقاش الطويل حول فائدتها في المستقبل مثل فيروس كورونا وفيروس جدري القرود الذي يتفشى في العالم؟».

وقال العلماء في الأكاديمية: «كان تطعيم الأطفال أحد أكبر قصص نجاح الطب الحديث؛ إذ حققت لقاحات الأطفال نجاحاً كبيراً لدرجة أنه لم يعد يمثل العديد من الأمراض خطورة، أو تسبب إعاقات دائمة، ولن يصاب معظم الأطفال، بفضل اللقاحات، على سبيل المثال بالسعال الديكي، أو الكزاز أو شلل الأطفال أو التهاب السحايا، وقد يتساءل الآباء عما إذا كان طفلهم يحتاج إلى جميع التطعيمات في جدول التحصين الموصى به، أم لا؛.

يذكر أن الموافقة على اللقاحات من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وخمس منظمات رعاية صحية أخرى صدرت، ويعتمد على مراجعة أحدث البيانات العلمية لكل لقاح، يجب أن تكون مرخصة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ويتساءل الكثير عن اللقاحات ويجرون عمليات بحث على محرك البحث «جوجل»، وازدادت من تفشي وباء «كوفيد-19» إلى جدري القرود، ومن السهل البحث على الإنترنت والعثور على إجابات تدعم الاعتقاد بشأن مخاطر اللقاحات، لكن الجزء الأكبر من هذه الادعاءات غير دقيق، وغير مثبت، والكثير من هذه المعلومات ليست مخيفة فحسب؛ بل تسببت بتخمين الآباء للحقائق التي يسمعونها من طبيب الأطفال، ومصادر أخرى موثوقة، ويخيف الناس بعيداً عن أخذ لقاح يمكن أن ينقذ حياة أطفالهم.

وقالت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال: «قد يندهش الباحث من معرفة أن الكثير من المحتوى «المضاد للقاحات» على منصات وسائل التواصل الاجتماعي حول الأطفال واللقاحات؛ إذ في تحليل عام 2021، وجد مركز مكافحة الكراهية الرقمية أن هذه مجموعة صغيرة من المؤثرين لا يتجاوز عددهم 12 شخصاً أطلق عليها اسم «دزينة المعلومات المضللة» كانت المصدر الأصلي لنحو ثلثي المنشورات والرسائل المضادة للقاحات. أراد هؤلاء الأشخاص ال12 جذب المزيد من الزيارات إلى مواقعهم على الويب».

تماماً مثل الشائعات الأخرى التي تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي، ولم يتم التحقق من دقة هذه المنشورات المضادة للقاحات. قد لا تكون أفضل المعلومات أو أدقها حول لقاحات الطفل.

وأضافت الأكاديمية أنه يجب مراعاة بعض الأمور في البحث عن مثل هذه المعلومات، وهي:

1- تعزز خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي المنشورات التي من المحتمل أن تجذب الكثير من الأشخاص، مثل التي تحظى بأكبر عدد من النقرات أو المتابعين أو المنشورات من المشاهير.

2-عندما تنقر أو تتفاعل حتى مع معلومة خاطئة واحدة، ستعرض لك المنصة المزيد والمزيد من أنواع المحتوى المتشابه، وهذا يقودك إلى التضليل دون أن تدرك ذلك.

3- تبدو المنشورات حقيقية ومقنعة لهذا السبب، فهي فعالة جداً في التأثير على الأشخاص أو الآباء الذين يبحثون عن إجابات لأسئلة تتعلق بصحة أطفالهم، وتنتشر هذه المنشورات بسهولة وتتم مشاركتها من قبل عشرات الآلاف من الأشخاص الذين قد لا يعرفون حتى من أين جاء المنشور.

4- عندما ينشر الخبراء محتوى دقيقاً، غالباً ما يتم استهدافهم من قبل مناهضي التطعيم الذين يريدون طمس الحقائق.

ولسنوات، نشر الناس الشائعات عبر الإنترنت باستخدام مجموعة متنوعة من الزوايا، بما في ذلك الشائعات حول اللقاحات واضطراب طيف التوحد ومتلازمة موت الرضع المفاجئ والتأخر في النمو.

وتشرح الأكاديمية كيف يحدث هذا؟ الأطفال المصابون بالتوحد، على سبيل المثال، غالباً ما يتم تشخيصهم بين 18 و30 شهراً في نفس الوقت تقريباً يتم إعطاء لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية. وقد دفع هذا بعض الناس إلى افتراض أن اللقاح هو السبب، وتظهر الأدلة المتزايدة أن على الرغم من كون الأعراض قد لا تظهر حتى السنة الثانية بعد الولادة أو بعد ذلك، فإن الأعراض تبدأ قبل ولادة الطفل.

وخلصت أدلة كثيرة من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والأكاديمية الوطنية للطب والباحثين في جميع أنحاء العالم إلى أنه لا يوجد ارتباط سببي بين لقاح MMR والتوحد.

وتؤكد الأكاديمية عند مراجعة الحقائق حول اللقاحات للأطفال، من التحقق من المصدر. لديك درجة عالية من الشك إذا لم تتعرف إلى المصدر الأصلي للمحتوى ولا تثق به.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"