عادي

الإسلام.. مولد جديد للحضارة

23:01 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: علاء الدين محمود

يعتبر الكاتب محمد لطفي جمعة (1886 1953)، أحد أهم الذين كتبوا عن التاريخ والفكر الإسلاميين والتصوف والسيرة النبوية، وذلك لما يمتلك من أدوات وثقافة كبيرة ومعرفة كبيرة بالفلسفة، وهو الأمر الذي يظهر في تعبيراته واقتباساته، إضافة إلى القدرة على التحليل والتفسير والتفكيك والمقارنة.

وكتاب «ثورة الإسلام وبطل الأنبياء.. أبو القاسم محمد بن عبدالله»، من أهم مؤلفات جمعة، ويتعمق في تاريخ الدعوة المحمدية ليتناول الكثير من الجوانب التي ربما يغفل عن أهميتها الكثير من المؤرخين.

يرصد جمعة في الكتاب أحوال العرب ومجتمعاتهم ولغتهم والمعتقدات التي سادت قبل مجيء الإسلام، ولم يترك شاردة أو واردة في ما يتعلق بحياة النبي الكريم وسيرته إلا وأشبعها بحثاً.

لعل اللافت في مقدمة الكتاب تلك اللوحات من المقولات الفلسفية التي أوردها المؤلف لفلاسفة وعلماء اجتماع عرب وتدور حول الأنبياء والعظماء وفرادة شخصياتهم وكمال أوصافهم وسمو أرواحهم وعقولهم

يقول المؤلف: «فكما تبزغ الشمس بأضوائها، فتفجر ينبوع النور المسمى بالنهار، يبعث النبي فيظهر في الإنسانية ينبوع الضوء المسمى بالعقيدة والإيمان والدين، النهار يحقق يقظة الأحياء بعد النوم، والإيمان يحقق يقظة النفوس بعد الجهالة والضلال»، فقد كانت البشرية والإنسانية بعد مبعث الرسول، على موعد مع تاريخ ومولد جديد.

الكتاب جاء في ما يزيد على الألف صفحة، وإلى جانب تنقيبه الفريد في سيرة النبي الكريم وتاريخ الدعوة المحمدية، فهو يحمل العديد من القضايا الفكرية والفلسفية مما يعطي طابعاً معاصراً، إضافة إلى أنه يتميز كذلك بحيوية في السرد. ولئن كان المبحث الأول في الكتاب تناول بصورة متعمقة مشهد الجزيرة العربية كفضاء شهد احتضان الدعوة، فإنه تناول في مباحثه المتعددة الكثير من المواقف والقضايا المتعلقة بالإسلام وقوة انتشاره.

ويتوقف الكتاب كثيراً عند شخصية النبي الكريم المبعوث إلى سائر الأمم، ويتناول صفاته الفاضلة وخلقه الجميل، فكان يحبذ الحسن ويقبح القبيح ولا يذم أحداً ولا يعير إنساناً ولا يطلب عورة لمخلوق، ويشير المؤلف إلى أن النبي كان يتمتع بروح ديمقراطية، بلغة اليوم، خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع أصحابه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"