العرب والعالم في «كتاب أبوظبي»

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

الثقافة جسر حضارات تؤدي إلى وطن حضارات في الإمارات بيئة التنوّع المئوي عند جنسيات من الشرق والغرب والشمال والجنوب، تقيم على أرض الدولة، والكثير منها يقرأ ويتعلم ويكتب بأكثر من لغة، ومن بينها اللغة العربية التي أصبحت المركز في هذا المحيط اللغوي الثقافي في دولة ثقافة القراءة أيضاً، عملياً وليس نظرياً أو إعلامياً. وحين يجمع معرض أبوظبي الدولي للكتاب، العرب والعالم في هذه التظاهرة الأممية، فمن الواجب الإشارة إلى مبادرتين رياديتين أطلقتهما الإمارات لهما صلة مباشرة بالكتاب ومعارض الكتب في الدولة، وهما: مبادرة شهر القراءة من كل عام (آذار/مارس)، ومبادرة عشرية القراءة من العام 2016 إلى العام 2026،

وكل احتفاء بالكتاب هو في الوقت نفسه، احتفاء بثقافة القراءة التي أصبحت في الإمارات سلوكاً منتظماً في حياة الأفراد، وفي أداء المؤسسات.

يعرض العالم ثقافاته في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والعالم أيضاً يقرأ في الإمارات ويجد تراثه الأدبي والإبداعي والثقافي وقد نقل إلى العربية عن طريق مشروع كلمة للترجمة في أبوظبي، وعن طريق مؤسسات ترجمانية عديدة في الدولة، نقلت إلى لغتنا العربية مئات العناوين العالمية بصناعة نشرية راقية، ومهنية ترجمانية للعشرات من المترجمين العرب ذوي الخبرة والتاريخ الترجماني العريق.

في معرض أبوظبي الدولي للكتاب حضور عربي حكومي بارز على صعيد صناعة الكتاب يتمثل في العديد من وزارات الثقافة العربية، ومدراء معارض الكتب العربية، وبالطبع، إلى جانب مشاركات آلاف دور النشر الخاصة العائدة ملكيتها إلى أفراد أو ناشرين يعرفون جيداً طبيعة البيئة النشرية وعرض الكتب في الإمارات منذ عقود، تحديداً منذ الثمانينات وإلى اليوم.

ممثلون عن معارض الكتب الدولية مثل معرض فرانكفورت للكتاب يشاركون في تظاهرة الكتاب في أبوظبي بخبراتهم العريقة أيضاً، وفي المعرض تطرح شبكة واسعة من دور النشر الأجنبية وبعشرات لغات العالم الحية، عناوين حيوية في الثقافة والآداب والإعلام والعلوم والفنون بكل شفافية وتقدير إماراتي لصناعة الكتاب في العالم.

«البوكريون» العرب، أيضاً، حاضرون في أبوظبي وسط صداقاتهم، ووسط زملائهم الفائزين بالمعنى الأدبي والإبداعي الذي تمثّله «البوكر» العربية التي كانت ولادتها الأولى في أبوظبي، وأصبحت منذ 2008 وإلى اليوم، دافعاً معنوياً محترماً لإنتاج ثقافة روائية عربية تجد طريقها إلى العالم، مرة ثانية، من خلال الترجمة من العربية إلى لغات حية مقروءة.

حراك ثقافي، نشري، فكري، إعلامي منذ مساء المعرض في أبوظبي وحتى مسائه الجوهر فيه، مرة ثانية، ثقافة القراءة ومشروعها الإماراتي الذي لا يتوقف عند عشرية في حدّ ذاتها؛ بل القراءة في الإمارات رؤية دولة وتوجّه مجتمع مدني حضاري الثقافة بالنسبة إليه في بلده قيمة ومعنى وسلوك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"