عادي
قطب قوي في جميع المحافل

محمد بن زايد.. نموذج فريد في التعايش والتسامح

00:31 صباحا
قراءة 7 دقائق

الشارقة: محمد الماحي

وضع صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الإمارات قطباً مؤثراً في جميع المحافل الدولية، وأسهمت رؤية سموّه الذي وصف ب «رجل التسامح والأخوة الإنسانية» في جعل الإمارات رمزاً للدولة العصرية التي تتمسك بثوابتها وموروثها، ولا تتنازل عن خصوصيتها، في حين أنها تتعامل برؤية عصرية تجعلها محط احترام كل الدول والشعوب.

أكد خبراء ومحللون سياسيون عرب، أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، يملك «بريق زعامة» خاصاً جعله محبوباً ومؤثراً، حيث تميز بطروحه الواضحة وصراحته وشجاعته في مواجهة الأحداث، مشيرين إلى أن سموّه رسم سياسته في التوازن بين احتياجات الداخل ومتطلبات الخارج، وعرف بحرصه على إحقاق الحق وإرساء العدل، والتطور والحداثة هاجسان له. واستطاع أن يغير واقع العالم المتحارب والمتناحر عبر عصور غابرة، صانعاً واقعاً معاصراً من التلاقي الإنساني والوجداني، ومُعبّداً الطريق لمسيرة إنسانية تمسح الألم وترسم الأمل على شفاه المُهانين والمعذّبين في عالمنا المعاصر.

يقول محمد أمين الكارب، السفير السوداني السابق لدى الدولة، إن التاريخ فتح أبوابه لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وسيُفتح أكثر في قادم الأيام، انطلاقاً من قدرته البنّاءة على إحداث ثورة على القيود الشكلانية الماضوية، عربياً وعالمياً، والقفز إلى آفاق المستقبل بجناحين لا يتعارضان ولا يتضادان، التراث والمعاصرة، جذور الحضارة العربية والإسلامية من جانب، والتثاقف مع الحواضن الغربية، الأوربية والأمريكية، الآسيوية الصينية الهندية، ولهذا لم يكن عجيباً أو غريباً أن نرى أبوظبي وقد تحوّلت الى قمة أممية في أيام تقبُّل العزاء في الراحل الكبير الشيخ خليفة بن زايد، طيّب الله ثراه، حيث حلّ قادة الشرق والغرب معاً، ناعين الفقيد الكبير، ومتطلعين لمستقبل إماراتي قائم وقادم، قادر على تغيير مستقبل منطقة بات فيها الموت عادة.

وقال إن سموّه، نجح في السنوات الماضية في تأسيس علاقات خارجية إماراتية تقوم على الندية، بما فيها الولايات المتحدة. كما أسس لمفهوم تنويع الشركاء، وعدم رهن الإمارات لتحالف مع جهة واحدة، وهو ما ظهرت نتائجه بوضوح، عبر الاتفاقيات التي عقدتها أبوظبي مع الصين والهند وروسيا وفرنسا، وانفتاحها الإقليمي ببناء علاقات تقوم على تبادل المصالح مع دول إفريقية خاصة في القرن الإفريقي، حيث قادت الإمارات مهمة الوساطة بين إثيوبيا وإريتريا، ونجحت دبلوماسيتها الهادئة في وقف حرب عجز الآخرون عن وقفها، ولم تدخر الدبلوماسية الإماراتية جهداً في سبيل تذويب الخلافات، وإرساء السلام في جميع أنحاء العالم.

الصورة
1

أقوال وافعال

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي محمد خلفان الصوافي، مع ما سبق، ويضيف اليه: «يحسب لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، المساهمة الفاعلة في إفشال خطط لفرض مجموعات إسلامية متشددة لحكم المنطقة خلال موجة ما سمّي «الربيع العربي»، وما أفرزته هذه المرحلة من صعود للتيارات المتطرفة تحت عناوين مختلفة، وهو المناخ الذي قاد إلى ظهور الإرهاب وتوسع أنشطته في سوريا وليبيا، على وجه الخصوص. لافتاً إلى أنه مع كل أزمة يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، كان سموّه حاضراً دائماً لتقديم يد العون والمساعدة، ليرسخ بأفعاله وأقواله صورة الإمارات منارةً للتسامح وواحة للإنسانية ومظلة للأمن والأمان لكل المقيمين على أرضها.

وتابع: إن مواقف سموّه ومبادراته الإقليمية والدولية بلورت صورة قائد استثنائي، اتفق على حبه الجميع، فمنحه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في نوفمبر الماضي، «جائزة رجل الدولة الباحث»، التي تعد أعلى تكريم به، لدوره في نشر السلام والتسامح بالعالم، وجاءت بعد 4 أشهر من تتويج الفاتيكان له في يوليو الماضي بوسام «رجل الإنسانية»، وقبل ذلك اختير أفضل شخصية دولية في الإغاثة الإنسانية لعام 2021، ومنحه العرب لقب «القائد العربي الأبرز» لعام 2019، في الاستفتاء الذي أجرته شبكة «روسيا اليوم».

تنويع الشركاء

أما المحلل السياسي السعودي يحيى التليدي فيرى أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، نجح في السنوات الماضية في التأسيس لعلاقات خارجية إماراتية، تقوم على الحكمة والاعتدال والحزم في المواقف الوطنية والقومية والدولية. كما أسس لمفهوم تنويع الشركاء، وعدم رهن الإمارات لتحالف مع جهة واحدة.

وأضاف «يحسب لسموّه نجاحه في تمتين العلاقة مع السعودية؛ إذ تشهد العلاقات بين البلدين اليوم أَوْج قوتها وتماسكها وتطوُّرها، والتحالف القائم بين البلدين يمثل قيادة واعية بكل مشكلات المنطقة وأزماتها، ورؤية مشتركة للقيادة، وأهدافاً وغايات يقوم هذا التحالف على تحقيقها، أهمها تحالف دعم الشرعية في اليمن».

وأشار التليدي إلى أن سموّه يعرف مطالب شعبه وتطلعاته، وأدار ملفات كبرى في الإمارات، وهو أحد صانعي سياسات المنطقة التي تقوم على التسامح والتعايش، ومحاربة الإرهاب والكراهية، والعلاقات الحكيمة والمتوازنة. كل هذه الأسس بنى عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، سياسته عندما كان وليًّا للعهد في أبوظبي، ويدشنها اليوم بوصفه رئيساً لدولة الإمارات.

نظرة أخلاقية

على الصعيد ذاته، أوضح عضو مجلس النواب البحريني إبراهيم خالد النفيعي، أن السياسة الخارجية التي تبناها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، للإمارات تقوم على مجموعة من الأسس، على رأسها أن تكون كل السياسات والمواقف داعمة للسلام والاستقرار في العالم، ومن ثم أصبحت الإمارات محوراً لنشر السلام والاستقرار، ليس في المنطقة العربية والخليج فحسب، بل في الشرق الأوسط وكل العالم، ومن ثم فإن دعم السلام والاستقرار يعدّ أساساً راسخاً للسياسة الخارجية الإماراتية.

لافتاً إلى أن سموّه، لا ينحاز إلى أطراف أو جماعات من منطلق طائفي أو عنصري أو ديني، بل يقف على مسافة واحدة من شعوب العالم، ولديه نظرة أخلاقية في التعامل مع الشعوب، كما أسهم بشكل كبير في محاربة كل التنظيمات والجماعات الإرهابية في العالم، وينحاز إلى الدول الوطنية، ويقف ضد الميليشيات والتنظيمات الإرهابية.

وتوقع أن تشهد الدبلوماسية الإماراتية مزيداً من الازدهار، واستمرار أداء دور يليق بالدولة ومكانتها، وأنها ستزداد انفتاحاً على العرب والعالم، عبر الشراكات الاستراتيجية في المجالات كافة التي تدعم السلام والأمن الإقليمي والعربي.

الصورة
1

تنمية العلاقات

أكد المحلل السياسي الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الإمارات كانت ولا تزال تؤدّي موقفاً بارزاً في تنمية العلاقات العربية والدولية رسمياً وشعبياً، التي يحرص عليها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، حيث قدم نموذجاً فريداً في التعايش بين مختلف الأديان والأعراق والمذاهب. كما يحسب له، أنه كان يقف وراء تأسيس تلك المشاريع النوعية الهادفة لحماية أمن المنطقة من شرور جماعات التطرف والغلو والتكفير وغيرها من جماعات «الإسلام السياسي». منوهاً بحنكة سموّه السياسية ونهجه الحكيم في إرساء قيم التسامح والسلام، ورؤيته الثاقبة في قيادة الإمارات نحو استدامة مسيرة الخير والرخاء والازدهار، وحضورها الريادي المشرّف في محيطيها، الإقليمي والعالمي.

وأكد مبارك المهدي رئيس حزب الأمة السوداني، أن الإمارات بفضل رؤية وحنكة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تحولت إلى مركز ثقل حقيقي في صناعة القرارات المصيرية للمنطقة وإطلاق المبادرات تجاه التحديات كافة التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية، مشيراً الى أن سموه قدم بلاده للعالم أجمع على أنها مكان «للتسامح» بين الأديان المختلفة.

وأضاف: إن نهج صاحب السمو رئيس الدولة الدائم والثابت هو العمل من أجل السلام والاستقرار، ودعم كل ما يحقق مصالح الشعوب في التنمية والرخاء على المستويين الإقليمي والدولي.

وتابع: تصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قادة العالم الذين تفاعلوا على المستوى الدولي من خلال استعدادات الإمارات للتضامن مع العالم، لمواجهة تداعيات جائحة «كورونا»، لتنطلق من أرض الإمارات فكرة مساعدة دول العالم ومساندتها في تجاوز هذه الأزمة العالمية.

وأكد الدكتور محمد المسعودي، مدير الشؤون الثقافية في السفارة السعودية السابق، أن صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»،عزز الدور الريادي لدولة الإمارات في إرساء دعائم السلام، واستتباب الأمن والاستقرار إقليمياً وعالمياً، وجسدت مبادراته قيم السلام والتسامح بالقول والفعل حتى أصبحت الإمارات منارة السلام والتعايش والمحبة.

وأضاف: اهتم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالقضايا التي تُعنى بصحة الإنسان في أي رقعة في العالم وتعزز قدرته على مواجهة التحديات الصحية المرتبطة بانتشار الأوبئة والأمراض، وذلك من خلال تقديم المساعدات المالية واللقاحات والأدوية.

وتابع: لصاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» مواقف عديدة في تعزيز التعاون والتضامن مع الدول العربية الشقيقة، والوقوف إلى جانبها، ودوره في دعم مصر واليمن والسودان، والوقوف إلى صفهم في الأزمات التي عصفت بها، إقليمياً وعلى مستوى الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا كلها، فلا يتوانى سموه عن دعم الاستقرار الإقليمي، والتصدي لكل التحديات والتهديدات التي تمسّ أمن المنطقة، وبفضل جهوده الحثيثة انتهى الصراع الدامي بين إريتريا وإثيوبيا، وكانت الإمارات راعية هذه المصالحة التاريخية.

وأكد محمد السيسي البوعينين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يعتبر امتداداً للتاريخ المشرّف الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على هديه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، مشيراً إلى أن صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» تجتمع فيه كل صفات القائد المُلهم والمحفز نحو مزيد من التقدم والرخاء والازدهار لدولة الإمارات الشقيقة، مشيراً إلى أنّ دولة الإمارات مقبلة على مستقبل واعد وزاهر، وأنّ سموه خير من يحمل الأمانة ويوفي بها.

وأضاف: إن مسيرة دولة الإمارات تمضي بثبات وقوة في ضوء الإجماع الذي حظي به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في العالم أجمع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"