المفتاح لمجتمعات قوية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

في هذا العصر، أصبح النمو الاجتماعي أصعب من قبل، ويزداد صعوبة كل فترة، وهذا يعود إلى عوامل كثيرة ألمّت بأنماط حياتنا. وعلى الرغم من أهمية المهارات الاجتماعية، إلا أن الكثير يواجه عقبات وصعوبات فيها، البعض من الناس وبالفطرة لديه مهارة في بناء صداقات أكثر من غيره، لكن من لا يملك تلك المهارة، هل يبقى بلا أصدقاء؟
النمو الاجتماعي، عبارة عن تطوير مهاراتنا الاجتماعية، المهارات التي تسمح لنا بإقناع غرفة ملأى بالناس، على سبيل المثال، بفكرة معينة، أو إقناع شخص بتقديم خدمة لك، أو كسر صمت محرج بمنتهى البراعة، أو جعل عدو أو كاره يثق بك ويتفهّم موقفك ويغير مشاعره. جميعها مهارات، ويمكن القول إن بعض الناس ولدوا بهذه المهارات المذهلة، لكن أيضاً يمكن تعلم هذه المهارات.
بغض النظر عن مصدر مهاراتنا الاجتماعية، سواء أكانت نتاج تفاعلاتنا البشرية في الحياة، أو نحوها، فإن التواصل الاجتماعي هو أمر أساسي لكونك إنساناً، وللأسف، قطعت التكنولوجيا شوطاً كافياً بالنسبة لنا لنكون قادرين على طلب برجر بالجبن إلى عتبة بابنا حَرْفِيّاً دون أن ننطق بكلمة واحدة، لكن من المستحيل طلب صداقات مدى الحياة وعلاقات آمنة وصحية من «أمازون»، التكنولوجيا غير موجودة في العلاقات البشرية.
عشنا جميعاً تلك اللحظات التي نبقى فيها مستيقظين طوال الليل مع أصدقائنا، ونتحدث عن أي شيء، ونضحك. نحن نعيش في اللحظات التي نقترب فيها من أحبائنا، نتحدث عن المستقبل والأشياء العظيمة القادمة، تلك اللحظات لا تأتي مجاناً، فقد كسبناها لأننا نرعى علاقاتنا ونمنح بعضنا بعضاً ما نحتاج إليه، الشعور بالراحة والاعتمادية والانتماء.
يتم بناء المجتمعات بنفس الطريقة، نتحدث مع بعضنا بعضاً، ونبحث عن بعضنا، ونساهم جميعاً بشكل فردي في الشعور بالانتماء، لا أحد يستطيع بناء مجتمع بمفرده، نعمل معاً لبناء الأساس والثقة، وننطلق من هناك.
يقول رجل الأعمال الأمريكي بيتر جوبر: «بدون التماسك الاجتماعي، لن يكون الجنس البشري هنا، لسنا هائلين بما يكفي للبقاء على قيد الحياة بدون التكتيكات والقواعد والاستراتيجيات التي تسمح للناس بالعمل معاً». ومن هذا المنطلق، تبدأ المهارات الاجتماعية في التطور مبكراً، ودورنا كآباء في ألّا نغفل عن تعزيزها لأبنائنا، لأن النمو الاجتماعي هو المفتاح للجميع لتنمية علاقات قوية، وصداقات قوية، ومجتمعات قوية.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"