عادي
نظمها «الأعلى للأسرة» و«الشارقة للكتاب»

«فارس الشعر» سباق على صهوة اللغة العربية

23:23 مساء
قراءة 6 دقائق

نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، مسابقة «فارس الشعر»، على مدار ثلاثة أيام، وضمت المسابقة ثلاث فئات، وهي: الفئة الأولى التي تضم الطلبة من الصفوف من الأول للرابع، والفئة الثانية التي تضم طلبة الصفوف المتوسطة من الصف الخامس حتى العاشر، والفئة الثالثة التي تضم طلبة الصفوف من التاسع وحتى الثاني عشر.

وضع القائمون على المسابقة التي أقيمت خلال مهرجان الشارقة القرائي للطفل عدة شروط منها حفظ المتسابق لعدد من القصائد وفق الفئة التي يتبعها، والتمكن من الضبط الصحيح للكلمات من جودة الضبط ومخارج الحروف، وحسن الإلقاء والتعبير، وتهدف الجائزة إلى تشجيع الأطفال واليافعين على قراءة الشعر العربي وحفظه، وتشجيعهم على القراءة السليمة والإلقاء الجميل، وتدريبهم على مواجهة الجمهور، وتحفيزهم نحو اكتشاف جماليات اللغة وموسيقى الشعر وحسن التعبير، ودعم الاهتمام باللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم.

ضمت لجنة التحكيم الشاعر عبدالله الهدية الشحي، والناقدة الأدبية د.مريم الهاشمي.

1
عبدالله الهدية

وقال الشحي: «أشعر بالفخر والسعادة وأنا أرى عدداً من الأطفال واليافعين، من المشاركين في المسابقة لديهم هذه الاهتمامات وهذه المواهب، فقد كنت دائماً أشعر بالقلق على الجيل الحالي بسبب تعلقه بالأجهزة وابتعاده عن الكتب وعدم اهتمامه بالقراءة، ولكني فوجئت حقاً خلال الأيام الثلاثة للمسابقة بوجود عدد لا بأس به من المهتمين بالشعر، وممن يمتلكون موهبة حفظه وإلقائه، ولا بد أن أشكر القائمين على هذه المسابقة التي أتاحت الفرصة بالفعل للطلاب للمشاركة والحفظ والتدرب على الإلقاء، فكل مشارك وإن لم يحقق الفوز بإحدى المراتب الأولى، هو فائز».

وشاركته د.مريم الهاشمي الرأي، قائلة: «كانت هذه التجربة من أجمل التجارب التي خضتها، وجدت عدداً من المشاركات الثرية، حتى أن اختيار الفائزين لم يكن بسهولة لتعدد المشاركات المميزة، كما أن اختيار النصوص من القائمين على المسابقة كان موفقاً، والمشاركون الذين لم يحققوا الفوز كانوا أيضاً متميزين، ويحتاجون للمزيد من التدريب فقط، وهذا جعلني أشعر بالسعادة، لأني عادة ما أشعر بالقلق على هذا الجيل الذي أراه مشغولاً بالأجهزة وبعيداً كل البعد عن الكتاب، هذا ما كنت أظنه، فالمشاركون خلال هذه الأيام الثلاثة ومن مختلف الأعمار جعلوني أدرك أن هناك من لا يزال يدرك قيمة وأهمية الكتاب واللغة العربية».

فائزون

التقينا الطلبة الفائزين في المراتب الأولى من الفئة الثالثة في المسابقة، حيث فاز الطالب محمد صبحي صالح، الصف الحادي عشر متقدم، مدرسة الحكمة الخاصة في عجمان، بالمرتبة الأولى، وعن مشاركته وفوزه، قال: «سبق وشاركت في العديد من المسابقات وحققت الفوز، وأهمها حصولي على المركز الأول في جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة في فئة القصة القصيرة بقصة بعنوان «عوالم أخرى»، وهي قصة مستلهمة من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتتحدث القصة عن أن طريق النجاح مفتوح للجادين فقط، وعلى المركز الأول في جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة فئة الخطابة العام الجاري، وعلى المركز الثالث في مسابقة المخزون اللغوي على مستوى الدولة، وقد وصلت إلى المراحل النهائية في تحدي القراءة العربي على مستوى إمارة عجمان، ولديّ العديد من الجوائز والمشاركات، بفضل من الله، في مجالات أخرى مثل الفقه، وقد حصلت على المركز الثاني في فئة الفقه في مسابقة دار البر وعلم الحديث وتأليف الشعر وإلقائه والأدب».

وأضاف: «أطمح إلى أن أكون طبيباً وأديباً في المستقبل، إن شاء الله، لأن الطب مهنة إنسانية ترسم الابتسامة على وجوه الآخرين، واللغة بحر لا تنضب مياهه، ولا يكفي الدهر كله لتعلمه حقا إنها لغة عجيبة وغزيرة بالمفردات والألفاظ الجياشة».

تشجيع الأسرة

قالت الطالبة ريان خالد بن حماد، طالبة في الصف العاشر في مدرسة دبي الوطنية، والفائزة بالمرتبة الثانية من الفئة الثالثة في المسابقة: «شجعتني صديقة والدتي حين علمت بالمسابقة على المشاركة، وقررت أن أشارك لأني أحب الشعر منذ الصغر، فنحن أسرة نهتم بالشعر والأدب والقراءة من صغيرنا إلى كبيرنا، وقد حرص والديّ على غرس حب القراءة في نفوسنا، إضافة لدعم وتشجيع مدرستي».وعن سر تعلقها بالشعر، قالت: «أحب الشعر لأنه يعبّر عن المشاعر باستخدام مفردات عدة مميزة، وأنا أحفظ الشعر وألقيه وأكتبه، وشاركت في عدة مسابقات وحققت الفوز، كما أحب قراءة القصص، خاصة الواقعية منها».

وعن آلية تشجيع الطلبة على حب اللغة العربية والشعر والأدب، قالت ريان: «لابد من تنظيم المسابقات وإتاحة الفرصة لمختلف الفئات للمشاركة من خلال التقليل من الشروط، وتشجيع الطلبة للمشاركة بالحوافز والجوائز، إضافة للتوعية والإرشاد من الأهل بأهمية القراءة وتوفير الكتب للأبناء وتشجيعهم لقراءتها».

الصورة

بسمة

قالت الطالبة رهف ضياء الدين عيسى، الطالبة في الصف العاشر من مدرسة الحكمة الخاصة في عجمان، والفائزة بالمرتبة الثالثة من الفئة الثالثة للمسابقة: «شاركت في المسابقة عن طريق المدرسة ومعلمتي ومشرفة اللغة العربية الأستاذة نادرة التي أرسلت لي رابط المشاركة وهي أكثر من يشجعني على المواصلة والاستمرار والمحاولة حتى إن فشلت، وفي الحقيقة حلمي ليس أن أسعى إلى حياتي فقط.. حلمي يتجلى بأن أرسم البسمة على وجه أمي، وأعزها وأكرمها وأفرحها فرحاً لا نهاية له.. وبعد هذا الحلم يأتي حلمي الثاني، وهو أن أدرس واجتهد وأصبح طبيبة جراحة قلبية، وطبعاً لدي موهبة وحلم آخر، وهو أن أصبح كاتبة، وأن تلامس كتاباتي وأشعاري قلوب الناس».

وأضافت: «القراءة موهبتي، وصديقتي، ولو سئلت عن الشعر فهو عالم آخر بالنسبة إلي، إن أشعر بما شعر به كل شاعر أثناء كتابته لقصيدته، وشاركت في مسابقات عدة منها عام الخمسين والمخزون اللغوي وتحدي القراءة العربي ومهرجان الحكمة، وها أنا اليوم حصلت على المركز الثالث في مسابقة فارس الشعر، وفيما قبل عندما كنت أعيش في بلدي سوريا، كنت الرابعة على مستوى المحافظة في التحصيل العلمي.. وشاركت في مسابقة رواد الشعر وفزت في المركز الأول على مستوى العاصمة دمشق، وحتى الآن وأنا أجتهد لأنال ثمرة جهدي، وفي الوقت الراهن أقوم بكتابة سلسلة من القصص القصيرة للأطفال وسأنشرها عندما أنتهي من كتابتها».

أهمية

التقينا عدداً من الطلبة المشاركين، ومنهم، آية محمد علي، الصف التاسع متقدم في مدرسة الشوامخ في أبوظبي، وحدثتنا عن مشاركتها، قائلة: «قررت المشاركة في المسابقة لعدة أسباب، أهمها رغبتي في صقل قدراتي في الوقوف على المسرح ومواجهة الجمهور، ولأني أحب الشعر خاصة قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كما أني أكتب الشعر النبطي، والقراءة من أهم هواياتي، وأحلم في المستقبل أن أعمل في وزارة الخارجية في الدولة لذا أخطط لدراسة العلوم السياسية».

وعن المسابقة قالت: «من المفيد لنا كطلبة المشاركة في مسابقات مماثلة، أعتقد أن التكثيف من هذه المسابقات وتشجيع الطلبة على الاشتراك بها سيعيد للغة العربية مجدها السابق، وسيتزايد الاهتمام، بها خاصة أن الشعر يعتبر أجمل ما في لغتنا العربية. إنه ينقل الأحاسيس والمشاعر بأعذب الكلمات».

اللغة العربية

يقول أحمد عبد الله الطالب في الصف الحادي عشر في مدرسة الأمير في أم القيوين: «شجعني معلم اللغة العربية على المشاركة في المسابقة، خاصة أني أحب الشعر كثيراً، وأتمنى أن يعود للشعر وللشعراء أمجادهم السابقة، حين كانوا هم في الصدارة، ورغم أني اخطط للالتحاق بكلية الشرطة،إلا أن الشعر سيبقى حاضراً لديّ كأهم هواية عندي، لأن مفرداته الجميلة والمعبرة تلامس القلب وترهف الحس وترسم الفرح في حياتنا، وتجعلنا نشعر بجمال لغتنا العربية».

ويرى أحمد أن بالإمكان استعادة اهتمامنا بلغتنا العربية من خلال غرس حبها في نفوس الطلبة منذ الصغر من خلال تكثيف المناهج وحصص اللغة العربية والقراءة وتنظيم المسابقات وتكريم كل متميز في لغة القرآن.

مشاركة بتشجيع الأم

1
جنان محمد

تحدثت الطالبة جنان محمد، الصف التاسع-مدرسة أم المؤمنين في الفجيرة، عن مشاركتها قائلة: «شجعتني والدتي على المشاركة، ولأني أحب التمثيل والقراءة خاصة الروايات، قررت أن أشارك، خاصة أني سبق وشاركت في مسابقة صانع المحتوى في إكسبو 2020 وحققت الفوز، إضافة لمشاركاتي المسرحية في المدرسة، وبالفعل أضافت لي مشاركتي الكثير، خاصة أنها قربتني من الشعر أكثر وجعلتني اشعر بجماليات النصوص الشعرية».

وترى جنان أن تخصيص حصة أسبوعية للقراءة الحرة أي من خارج المنهج الدراسي، سيشجع الطالب على الاهتمام بالقراءة أكثر وباللغة العربية.

وقالت سمر جمال، رئيس وحدة شؤون أكاديمية في مدرسة أم المؤمنين، ووالدة الطالبة جنان: «حرصت على إشراك ابنتي في المسابقة لأزيد من حصيلتها الأدبية، وأفتح لها عالماً جديداً للأدب والفكر والثقافة، ولتتعرف إلى عالم آخر مميز، وهو عالم الشعر، خاصة أن لديها موهبة التمثيل، وهواية القراءة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"