الكتاب.. سميرك ومُعلّمك

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

واضع العنوان الذي يتصدر هذا المقال المرحوم الأستاذ الكبير عبد العزيز حسين، أحد روّاد الثقافة والتعليم والصحافة والإدارة في دولة الكويت الشقيقة، وكانت فرصة طيبة يسّرها لي حضوري دورة معرض أبوظبي للكتاب المقام حالياً، أن ألتقي بالصديق الأديب الكويتي طالب الرفاعي، الحاضر هو الآخر للمعرض، ليهديني كتاباً وضعه عن عبد العزيز حسين، بذل فيه جهداً مقدّراً في التعريف بالرجل ودوره في شتى المجالات، ليُعرّفنا إلى حياة وسيرة واحد من أهم رواد النهضة الثقافية لا في الكويت وحدها، وإنما في مختلف بلداننا الخليجية.
لم ينشر عبد العزيز حسين سوى كتاب واحد، مهم للغاية، هو كتاب «المجتمع العربي بالكويت»، والكتاب مهم لأي باحث في تاريخ المنطقة، وتاريخها الثقافي خاصة، يحتاج إليه مرجعاً يعود إليه، كي يتعرّف إلى البدايات، ولكن طالب الرفاعي في كتابه الذي حمل عنوان: «عبد العزيز حسين.. رجل فكر ودولة» لم يكتف بتعريفنا بسيرة الرجل، وإنما جمع المقالات التي نشرها الراحل في مجلة «البعثة» الكويتية التي كان الكويتيون المقيمون في القاهرة للدراسة في أربعينات القرن العشرين يُصدرونها عما عرف يومها ب«بيت الكويت في مصر» الذي كان عبد العزيز حسين مسؤولاً عنه، وفتح وجود هؤلاء الطلبة في مصر أعينهم على ثقافات متنوعة، وعلى الصحافة المصرية، فأصدروا تلك المجلة التي بدأت بالصدور بدءاً من ديسمبر/كانون الأول 1946، في أربعين صفحة، لتقارب المئة صفحة في سنوات تالية، حيث استمرت لبضعة أعوام، وقدّم الرفاعي عرضاً موجزاً لمقالات حسين فيها، أضاء به محتوياتها.
ولأننا في معرض الكتاب المقام حالياً في أبوظبي، محتفياً برائد من رواد التنوير والانفتاح الفكري والثقافي في مصر والعالم العربي، هو الدكتور طه حسين، فإننا سنجد في سيرة عبد العزيز حسين أيضاً، جوانب من هذه الاستنارة والوعي والإدراك المبكر لأهمية التعليم والثقافة في شقّ طريق التقدم في الكويت، وفي منطقة الخليج العربي عامة، وهذا ما نلمسه  مثلاً  في مقاله الذي اخترنا عنوانه، عنواناً لحديثنا هذا.
يبدأ الكاتب المقال بتبيان أهمية الكتابة التي هي، حسب قوله، «من أعظم الكشوف التي تفتّق عنها العقل البشري، فاهتدى بواسطتها إلى وسيلة يدوّن بها الإنسان أفكاره وخلجات نفسه، وجاءت المطبعة فسهّلت للناس سبل النشر على نطاق واسع لم يكن يحلم به الخطاطون.. وغدا الطريق أمام قادة الفكر وعباقرة الفن ممهداً، لكي يضعوا نتاج عقولهم وأرواحهم في تلك الأوراق التي اصطلحنا على تسميتها بالكتب».
وفي ختام المقال يدعو الكاتب القائمين على التربية والتعليم إلى «نشر المكتبات للاطلاع العام، ويزوّدونها بمختلف الكتب القديمة والحديثة، ويُقربونها من أيدي طالبي الاطلاع للاغتراف مما فيها من معارف».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"