عادي
بحث مع أوغلو آفاق التعاون ومستجدات المنطقة

عبدالله بن زايد وأردوغان يستعرضان تعزيز السلام

19:40 مساء
قراءة 6 دقائق

استقبل رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في اسطنبول.

ونقل سموّه، إليه خلال اللقاء، تحيات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتمنياته للجمهورية التركية النماء والازدهار.
فيما حمّل الرئيس أردوغان، سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، تحياته إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وتمنياته لدولة الإمارات دوام التقدم والرخاء.
وجدد تعازيه إلى دولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً في وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتمنياته لدولة الإمارات الازدهار والرخاء، تحت القيادة الحكيمة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين، ومسارات التعاون في كل المجالات التي تخدم مصالحهما وتعود بالخير على شعبيهما.
كما ناقشا الأوضاع في المنطقة، وأهمية تعزيز جهود ترسيخ دعائم السلام والأمن والاستقرار فيها. كما تبادلا وجهات النظر بالمستجدات الإقليمية والدولية، ومنها تطورات الأزمة في أوكرانيا.
وأكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، حرص دولة الإمارات بدعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، ورعايته، على تعزيز آفاق التعاون مع تركيا، والعمل معاً من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، والمضيّ قدماً في مسارات التنمية من أجل تلبية تطلعات الشعوب في التقدم والازدهار.

1

والتقى سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، مولود تشاووش أوغلو، وزير خارجية جمهورية تركيا. وجرى خلال اللقاء، بحث مخرجات زيارة الدولة التي قام بها الرئيس أردوغان، إلى دولة الإمارات في فبراير الماضي، وما تمخّض عنها من الإعلان عن تبادل اتفاقات تعاون ومذكرات تفاهم، وبروتوكولات بين جهات عدة في دولة الإمارات ونظيراتها في تركيا، لتعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بين البلدين.
كما استعرضا آفاق التعاون، والفرص المتوافرة لتعزيزه على مختلف المستويات، بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما.
وناقش سموّه وأوغلو، الأوضاع في المنطقة، وأهمية تعزيز الجهود المبذولة، لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية بها.
كما تناولا المستجدات الإقليمية والدولية، وملف استقرار أسواق الطاقة والغذاء في العالم، وأهمية تعزيز الجهود العالمية، للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في أوكرانيا.
وأكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، أن العلاقات الإماراتية التركية متطورة ومتنامية، وهناك حرص من قيادتي البلدين على ترسيخ نموذج مستدام للشراكة المثمرة التي تصبّ في مصلحة شعبيهما وشعوب المنطقة.
عقب ذلك، عقد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع وزير خارجية تركيا.
وقال سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، في مستهل المؤتمر «سعيد للغاية بوجودي معكم، في هذا البلد المضياف تركيا، وهذه المدينة الجميلة والتاريخية إسطنبول؛ فشكراً على الضيافة وكلمات الود. وشكراً على وقفتكم وتعازيكم بوفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، والعمل معاً نحو سنوات قادمة لخدمة العلاقة بين الإمارات وتركيا، في ظل اهتمام صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس رجب طيب أردوغان؛ فهذه العلاقة تستطيع أن تحقق الكثير من آمال الشعبين، وتعزز مكانة تركيا والإمارات الإقليمية».
وقال «آمل بأن نستطيع العمل معاً لدعم فريقي البلدين، التركي والإماراتي، للانتهاء من اتفاقية الشراكة التجارية، حيث نستطيع أن نضاعف التجارة بين البلدين. ونستطيع كذلك أن نعمل بشكل أكبر لتعزيز شراكاتنا في العالم؛ وإفريقيا نموذج ممتاز لذلك، وهناك مجالات عدّة، مثل التنمية والشراكات التجارية، وإنعاش وتهيئة الأوضاع الأفضل للصناعات والشركات الإماراتية والتركية».
وأضاف «الطاقة المتجددة أحد القطاعات التي نهتم بها، لتعزيز العلاقات، فهذا القطاع ليس ناجحاً تجارياً فقط، ولكن يشكل أهمية كبيرة لدولنا التي تعمل نحو خفض الانبعاثات الكربونية في العالم».
وأشاد سموّه بارتفاع حجم التجارة بين البلدين إلى نحو 50 مليار درهم. وقال «حققنا زيادة 82 % في التبادل التجاري خلال عامين فقط، وقد أتت هذه الزيادة بسبب الإرادة والعمل الدؤوب الذي تقوم به حكومتا تركيا والإمارات لإنعاش هذا التبادل. وسعيد للغاية لهذا الزخم الأخير في العلاقة، ليس الزخم التجاري والاقتصادي والسياسي فقط، ولكن الثقافي أيضاً، وقد كان ذلك واضحاً خلال إنجاحكم لـ«إكسبو 2020 دبي» والمشاركة القيمة لتركيا؛ فشكراً لكم».
وقال سموّه «تحدثنا عن مجموعة من التحديات الإقليمية والعالمية، أبرزها قضايا الأمن الغذائي، ولم يقتصر الأمر على التحديات ولكن الفرص أيضاً، فقد تحدثنا عن الفرص المتاحة للعمل المشترك بين تركيا والإمارات لتعزيز أمننا الغذائي. أنا ممتن لكرمكم ولهذه الصداقة والأخوة بيننا، وأتطلع للعمل معاً لإسعاد شعوبنا وخدمتهم، وجعل هذه العلاقة فخراً لنا جميعاً».
وقال أوغلو: إن المحادثات مع سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، تطرقت إلى كثير من الموضوعات المتعلقة بالتعاون بين البلدين في مختلف القطاعات، مثل التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة. مؤكداً أن دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لتركيا في المنطقة.
وأضاف «المستثمرون الأتراك حريصون على زيادة استثماراتهم في دولة الإمارات، وقد بحثنا خلال اللقاء فرص العمل المشترك في دول أخرى. ونتطلع إلى توقيع اتفاقية الشراكة التجارية مع دولة الإمارات، قبل نهاية العام، وحريصون على الوصول إلى أعلى مستوى من العلاقة والعمل معاً برعاية قيادتي البلدين».
ورداً على سؤال عن مستقبل العلاقات بين البلدين والفرص المتاحة للاستثمار، قال سموّ الشيخ عبدالله بن زايد «من المهم أن نذكر أننا اليوم، ونحن نتحدث عن تطوير الشراكات بين البلدين في هذه المجالات، أن هناك اهتماماً كبيراً من الإمارات بمجال الطاقة بشكل عام، وتحدثنا في هذا الصدد عن بعض الأفكار، خاصة الطاقة المتجددة والشمسية والكهرباء».
وأضاف «إحدى أهم الشركات اليوم في العالمي، شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، ولديها اهتمام كبير بالبحث عن فرص في تركيا، سواء في الشركات والقطاع الخاص، أو الحكومة».
وأشار إلى أن «مصدر» رائدة في توفير أرخص الإنتاج من الطاقة الشمسية في العالم، وفخورون بهذا الإنجاز. وهناك اهتمام كبير من الشركات الإماراتية في تركيا بمجال الطاقة ومجالات الموانئ والسكك الحديدية.
وقال سموّه «تركيا بلد مهم للغاية، ولديها قدرات عظيمة في السياحة؛ فهذا من القطاعات الحيوية، ونأمل بالبحث عن فرص لتعزيز العلاقة في هذا الصدد».
وأضاف «كوفيد-19 شكل فرصة لنا جميعاً، لندرك أن هناك المزيد من العمل ينبغي القيام به في القطاع الصحي، وقطاع إنتاج الأدوية سيشهد اهتماماً من جانبنا وبحثاً عن فرص الاستثمار في تركيا».
وبين أن اهتمامنا لا ينصبّ على العمل في تركيا فقط، وإنما العمل مع تركيا في دول أخرى، مثل إفريقيا وأمريكا اللاتينية ووسط آسيا، وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا؛ فهناك فرص عظيمة واحترام كبير تحظى به تركيا والإمارات فيها، ونستطيع أن نعزز هذه العلاقة بالحضور المشترك بشكل أفضل».
ورداً على سؤال عن زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، أكد أوغلو، أن «الحوار ضروري ومثمر، فيمكن أن تكون هناك خلافات، ولكن قطع العلاقات ليس بالأمر الجيد، وقد نقلنا الرسالة إلى إخواننا الفلسطينيين والإسرائيليين، وسنعمل على اتخاذ خطوات إضافية مع مصر في هذا الشأن. ونبذل جهوداً من أجل استقرار ليبيا. وفيما يتعلق باليمن، أعربنا عن تضامننا الكامل مع الإمارات والسعودية، عقب الهجمات الإرهابية التي تعرضتا لها؛ فنحن نحارب الإرهاب معاً بالتضامن، ومنفتحون معاً من أجل السلام ومصلحة شعوبنا».
وفي هذا السياق أيضاً، قال سموّ الشيخ عبدالله بن زايد «أهنّئكم على زيارتكم إلى إسرائيل وأشقائنا في فلسطين، ولا شك أن تشجيع العودة إلى عملية السلام والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غاية الأهمية، فمنطقتنا مملوءة بالأحزان والمنغصات وشعوبنا تستحق الأفضل. وما قمتم به خلال الزيارة في غاية الأهمية لتشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين على الخروج من المأزق».
وأكد سموّه «في نهاية الأمر المصلحة هي خدمة الشعوب وليس الأيدولوجيا، ومع الأسف عندما يتصاعد الخطاب الأيدولوجي، تصبح القدرة على العمل بين الطرفين في غاية الصعوبة».
وقال سموّه «معالي الوزير أهنّئ الدبلوماسية التركية على ما حققتموه، ومتأكد أنه بالمساعي الحميدة التي تقومون بها بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين الروس والأوكرانيين، سيكون لدوركم وعملكم الخير».
حضر المؤتمر الصحفي سعيد ثاني حارب الظاهري، سفير الدولة لدى الجمهورية التركية. (وام)

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"