هل تريد إسرائيل السلام؟

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

من منطلق إيمانها بالسلام خياراً لا بد منه، ها هي دولة الإمارات تجدد دعوتها من أعلى منبر دولي، ممثلاً بمجلس الأمن للبدء «بمفاوضات مباشرة وجدية، واتخاذ خطوات سياسية شجاعة، تجنب الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي المزيد من المعاناة»، كما جددت تأكيد ثوابتها، بتحقيق تسوية سياسية على أساس «حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، بناء على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967»، مشددة على ضرورة المحافظة على الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة في مدينة القدس؛ وذلك في مواجهة المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى؛ من جرّاء ما يتعرض له من انتهاكات يومية.
..فهل تمتلك إسرائيل الشجاعة وتقبل بالسلام؟
 ألم تدرك إسرائيل ، وبعد 74 عاماً على نكبة الفلسطينيين، أنها فشلت في فرض الأمر الواقع، وتثبيت أركان دولتها، وأنها لن تستطيع ذلك، على الرغم من كل الحروب التي خاضتها ضد العرب، ومواجهاتها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الذي يصّر على استرداد حقوقه في أرضه، وقيام دولته المستقلة، وأنه سوف يواصل المقاومة على الرغم من التضحيات الهائلة التي يقدمها؟
 ألم يدرك الإسرائيليون بعد، أن أمنهم مرتبط مباشرة بالسلام الذي يوفر لهم وللمنطقة الاستقرار، ويبعد عنها كوابيس الحروب الدائمة التي لن تؤدي إلا إلى الدمار والخراب، واستنزاف القدرات والموارد؟
 ألم يدرك الإسرائيليون بعد أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه وحماية مقدساته، وأن العرب أيضاً لن يتركوا هذا الشعب وحيداً في مواجهة ما يتعرض له من تمييز وعنف؟
 لقد قدم العرب مبادرتهم للسلام في قمة بيروت عام 2002؛ أي منذ عشرين عاماً والتي تقوم على مبدأ «الأرض مقابل السلام»، لكن إسرائيل تجاهلت المبادرة، واعتبرت أنها «لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه»، وكان العرب قبل ذلك قد شاركوا عام 1991 بمؤتمر مدريد للسلام على أمل أن يفتح باباً لمفاوضات حقيقية، تؤدي إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، لكن تبين أن إسرائيل تريد مفاوضات من أجل المفاوضات، وقال رئيس وزراء إسرائيل آنذاك إسحق شامير: «ليست هناك مواعيد مقدسة، والمفاوضات قد تستمر مئة عام».
 ثم أبرم الفلسطينيون اتفاق أوسلو عام 1995، الذي يضع حداً للاحتلال، ويمهد لقيام الدولة الفلسطينية، وبعده خاض الفلسطينيون مفاوضات برعاية أمريكية في كامب ديفيد ومينابوليس، شارك فيها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وبعدها جرت مفاوضات استمرت أكثر من عشرين عاماً، قبل بدء ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وحتى بدء ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.
 وما زالت دوامة العنف تتصاعد؛ حيث تواصل إسرائيل رفضها للمفاوضات، ولكل طروحات السلام، وكل القرارات الأممية ذات الصلة، وتمارس سياسة مصادرة الأرض وإقامة المستوطنات، وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"