دبي: سومية سعد
«البونسيانا» من أهم أشجار الزينة المستخدمة في مجال الزراعة التجميلية، نظراً لضخامة حجمها وجمال أزهارها الملونة باللونين الأحمر أو الأصفر، تمثل مشاهد فنية في شوارع دبي وتنتشر زهورها خلال هذه الأيام في الشوارع الرئيسية والداخلية، ما يبرز المنظر الجمالي، إضافة إلى أنها تجلب الراحة النفسية للمشاهدين بمجرد رؤيتها.
في أوقات العصر عندما تمر بالشوارع المزروعة بالبونسيانا، تشعر أن الطريق يزداد رونقاً، وطيفاً زاهياً، وتتمتع بمناظر ساحرة تخطف القلوب، بعدما تزينت بأحد اللونين الأحمر والأصفر وسط نسائم الهواء المنعشة في أوقات الغروب، لذا تقوم بلدية دبي بتكثيف جهودها لنشر المسطحات الخضراء وزراعة الأشجار التجميلية وغيرها في الحدائق العامة والشوارع.
وهذه الشجرة تعد إحدى الأشجار الاستوائية والشبه استوائية الجميلة الكثيفة الظل وتُزرع لقيمتها الجمالية، وذلك لورودها الزاهية وأوراقها الكثيفة الخضراء، وتكثر الأسماء التي لقبت بها، إذ يطلق عليها، الملتهبة، البونسيانا الملكية، شجرة النار، لهب الغابات، شجرة الموهار الذهبي، زهرة الطاووس، البونسيانا، الشجرة الحمراء، الطاووس الملكي، أكاسيا روجا وغيرها.
تكثيف الزراعة
وأكدت البلدية، وجود 24 ألف شجرة من البونسيانا في شوارع دبي وأنها تعمل على تكثيف عملية زراعة هذه النوعية من الأشجار في المشاريع الزراعية التجميلية، بالإضافة إلى كونها من أهم أشجار الزينة المستخدمة في مجال الزراعة التجميلية؛ نظراً لكبر حجمها وجمال أزهارها الحمراء.
وتعتبر «البونسيانا» أفضل شجرة زينة مزهرة والأكثر ملاءمة للزراعة على جوانب الطرق والشوارع العامة، لتوفيرها مساحات كبيرة من الظل لرواد الحدائق، وهي من أهم الأشجار التي تستجيب لعمليات النقل في عمر كبير وإعادة زراعتها في مواقع جديدة، حيث يمكنها أن تستعيد نشاطها ونموها خلال فترة زمنية قصيرة جداً مقارنة بالأشجار الأخرى، وبطبيعة الحال فإن لأخشابها استخدامات كثيرة في مجال الصناعات الخشبية.
ويتم التسميد العضوي للشجرة مرة واحدة سنوياً خلال شهر يناير بمعدل 12.5 كجم من السماد العضوي ويقلب جيداً مع التربة، ويتم كذلك استخدام أسمدة كيميائية مركبة تحتوى على عناصر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم.
نظام الري
تحتاج أشجار البونسيانا إلى ري معتدل ومنتظم خلال فصل الصيف مع تقليل كمية مياه الري وزيادة الفاصل الزمني للري خلال فصل الشتاء، ويراعى الاهتمام بالري خلال مرحلة الزراعة الأولى بالمكان الدائم، وتعتبر أشجار البونسيانا من الأشجار متوسطة التحمل للملوحة، حيث تتحمل درجات ملوحة تصل إلى 1500 جزء في المليون، ويعتبر نظام الري بالتنقيط من أنسب أنظمة الري الحديثة ملائمة لري هذه الشجرة
ويقول محمد عبدالرحمن العوضي مدير إدارة الزراعة والري في بلدية دبي: إن تجميل المدينة يشكل أحد الأهداف الرئيسية للبلدية، بما يعكس جمال الإمارة، من خلال زراعة الأشجار والزهور التي تزين شوارعها، ومنها البونسيانا واسمها العلمي ديلونكس ريجييا وتتميز بأزهارها الحمراء وادخل مؤخراً النوع ذو الأزهار الصفراء إلى مشاتل بلدية دبي في عام 1982،وتمتلك مجموعة من الألوان، أيضاً مثل اللون البرتقالي الناصع، وكذلك اللون الأصفر الزاهي، وتتألق هذه الشجرة، حيث تتميز بغزارة الأزهار والتي تلعب دوراً كبيراً ومهماً في تجميل الشوارع، وأيضاً تكون تعويضاً لنقص الزهور في هذه الفترة والتي تعتبر فترة انتقالية بين مواسم زراعة الزهور.
الموطن الأصلي
وأشار أن الموطن الأصلي لهذه الشجرة جزيرة مدغشقر الإفريقية ومنها انتشرت في إفريقيا وباقي دول العالم وهي شجرة متساقطة الأوراق وكبيرة الحجم يصل ارتفاعها من 12 إلى 15 متراً، ذات جذع غامق اللون، وهي ذات تاج خيمي الشكل ويبلغ امتداد التاج في حدود 10 أمتار، وأوراقها مركبة ريشية متضاعفة، والوريقات ذات لون أخضر غامق، ويتركب الكأس فيها من خمس سبلات منفصلة، والتويج من خمس بتلات منفصلة، والطلع من 10 أسدية منفصلة في محيطين، وتتبادل الأسدية في المحيط الخارجي، وتزهر خلال الصيف، وفي دبي تزهر خلال فترتين الأولى خلال إبريل، ومايو، ويونيو، ويوليو، والثانية خلال سبتمبر، وأكتوبر وهي فترة تتميز بالتزهير الخفيف إلى المتوسط، وثمرتها قرنية تحتوي على بذور عدة، حيث يبلغ طول القرن بين 30 إلى 45 سنتيمتراً، وعرضه 5 سنتيمترات وتوجد بداخله البذور، وهي مستطيلة الشكل يتراوح طولها بين 1.2 سنتيمتر و 2.1 سنتيمتر.
