بيت العمر

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

في حياة أبنائنا ونظرتهم للمستقبل والاستقرار وتكوين أسرة، ثمة أولويات تحتاج إلى ترتيب والنظر إليها بشكل مختلف، منها ما تحدثنا عنه سابقاً ويتطلب ثقافة جديدة كمظاهر الزواج وما يرتبط بها من مبالغة وبذخ لا يستقيم وميزانية الشاب المقدم على الزواج ويعد استنزافاً وهدراً بكل المقاييس لا مسوغ له ولا مبرر سوى التقليد ومسايرة الناس في سلوكهم الذي قد يناسب واحداً لكنه بالتالي يتعارض مع إمكانات مئة آخرين كان الأولى أن يستفيدوا من تلك المقدرات في أمور حاسمة تمس حياتهم القادمة وتؤثر في سيرها.
كثير من الشباب اليوم وبكل أسف يهمل موضوع المنزل ولا يضعه بين الأولويات ولا ينتبه له إلا عندما تكبر أسرته وتضيق عليه تلك الغرفة أو الجناح الذي يقيم فيه بمنزل والده، أو يكتوي بمصروف الإيجار المتصاعد فيدخل إلى مرحلة طويلة من الإجراءات والانتظار ويتعرض لضغوط مستمرة من أجل الاقتراض لبناء بيت العمر، بينما ذهبت أمواله سابقاً لاتجاهات مظهرية تبخرت بسرعة ولم تترك أي أثر، ومنها قروض السيارات والسفر والكماليات ونمط الحياة والتي لا تمثل أهمية محورية في الحياة كالمنزل.
ترى ماذا لو كانت هناك برامج مبكرة لضمان بيت العمر عبر تقسيط مريح وشروط ميسرة تستغل هذه الإمكانات وتؤسس لمستقبل أكثر استقراراً وتكون كاستثمار طويل الأمد لا يجعل من منزل الأسرة حلماً صعب المنال أو يحتاج الى سنوات طويلة من أجل تحقيقه عبر بيوت مخصصة للشباب تناسب دخلهم وتقيهم الوقوع في مشكلة الانتظار ومعمعة الطلبات المتراكمة منذ سنوات طويلة؟ لماذا لا ينظر شبابنا إلى موضوع المنزل كأولوية تستحق أن تقدم على جميع الأولويات؟ حتى أولئك الذين يحظون اليوم بسكن مع ذويهم فقد تضطرهم الظروف مستقبلاً للبحث عن مسكن مستقل.
في الإمارات وكما أشار وزير الطاقة والبنية التحتية قبل يومين فإن التوجه المستقبلي لمحور الإسكان عبر السياسة الجديدة هو العمل على توفير التسهيلات المصرفية الخاصة بتمويل الإسكان، والبحث في الحلول الناجحة التي من شأنها تخفيف الأعباء المالية على المستفيدين، كما أن الوزارة قد تطرح شققاً إذا رغبت مجموعة من المواطنين في ذلك، وسوف يكون ذلك ضمن حلول معالجة تحديات توفير قطع الأراضي، في بعض المناطق، لذلك فإننا أمام نظرة جديدة لملف الإسكان تستحق منا المبادرة على طرح منتجات جديدة ومبتكرة.
بيت العمر يجب أن يكون حلماً جميلاً يتحقق وفق ترتيبات ذات أولوية في حياة أبنائنا وفي ذروة العطاء وقوة الموارد وليس قطعة من العذاب يلهثون خلفها بعد أن استنزفوا مواردهم وأوشكوا على التقاعد وارتبطوا بقنوات صرف يصعب التخلص منها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"