عادي

ما هو تأثير تغير المناخ وحرب أوكرانيا والإرهاب على إفريقيا؟

20:00 مساء
قراءة 3 دقائق

ليبرفيل - أ ف ب

يسعى الاتحاد الإفريقي مع الأمم المتحدة وأطراف ومانحين آخرين بمناسبة قمة استثنائية مزدوجة في غينيا الاستوائية، لمنع تفاقم الأزمات الإنسانية في القارة على وقع التغير المناخي وتوسع نشاط الجماعات الإرهابية.

وفي مالابو، يؤكد الدبلوماسي الكونغولي رؤوف مازو، مساعد المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، أن الكوارث المرتبطة بالمناخ أدت في السنوات الأخيرة إلى تفاقم حركات النزوح السكاني إلى حدّ خطير، بعدما أججتها أساساً أعمال العنف والنزاعات، وهي تهدد بدورها بتصعيد النزاعات، ما سيُدخل بلدان المنطقة في حلقة مفرغة.

هل يمكن للتغير المناخي أن يفاقم بسرعة حركات النزوح القسري للشعوب في إفريقيا؟

تواجه إفريقيا حالياً كوارث طبيعية ونزاعات تتسبب بحركات نزوح غير مسبوقة الحجم.

وفي 2021، كشف تقرير لمرصد أوضاع النزوح الداخلي أن 22,3 مليون شخص في العالم نزحوا داخل بلدانهم بسبب الكوارث المرتبطة بالمناخ، بالمقارنة مع 14,4 مليون نزحوا بسبب النزاعات والعنف.

وتزداد الفيضانات وموجات الجفاف تواتراً وشدة وتطول بشكل خطير دولاً مثل إثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان. والكوارث المرتبطة بالتغير المناخي لا تهدد بزيادة الفقر والجوع وبالحد من الوصول إلى الموارد الطبيعية مثل المياه فحسب، بل قد تتسبب بتصاعد انعدام الاستقرار والعنف.

وهذا ما يحصل حالياً في منطقة أقصى شمال الكاميرون، حيث يدور نزاع بين مربي المواشي وصيادي السمك والمزارعين حول الوصول إلى الموارد المائية النادرة، ما أرغم ما لا يقل عن مئة ألف شخص على النزوح داخل الكاميرون أو الفرار إلى الدول المجاورة.

وضربت أعاصير موزمبيق فيما أدت أعمال العنف والاضطرابات المتنامية في الشمال إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص.

وتقع منطقة الساحل في الخط الأمامي للأزمة المناخية، مع تزايد درجات الحرارة فيها بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي ب1,5 مرة، ما يؤدي إلى تفاقم النزاعات على الموارد الشحيحة ويزيد من صعوبة الحياة بالنسبة إلى من أرغموا على الفرار من بيوتهم.

والمؤسف أن العديد من الدول الأكثر عرضة لمفاعيل التغير المناخي تستضيف بالأساس عدداً كبيراً من اللاجئين والنازحين الداخليين.

وإذا لم نستثمر مزيداً من الأموال للتخفيف من الحاجات المستقبلية على صعيد الحماية ولتدارك موجات نزوح جديدة ناتجة من التغير المناخي، فسيتدهور الوضع بشكل متواصل.

ما هي وطأة الحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي في إفريقيا، وما هي الدول الأكثر عرضة للخطر؟

ستتسبب زيادة الأسعار وتراجع المساعدات الغذائية نتيجة الحرب في أوكرانيا، بتفاقم أوضاع اللاجئين وغيرهم من النازحين قسراً في كل أنحاء إفريقيا، وستزيد من مخاطر قيام توتر بين مختلف المجموعات.

أسعار المواد الغذائية والوقود والأسمدة سجلت ارتفاعاً حاداً، وتراجع القوة الشرائية يطول بشكل خاص الأسر الأكثر هشاشة، أي اللاجئين والنازحين. وقد يشتد الجوع على ملايين العائلات المشردة عبر إفريقيا مع تضاؤل الحصص الغذائية بسبب عدم كفاية التمويل الإنساني.

هذا ما نلاحظه منذ الآن مع تقليص جديد في المساعدات الغذائية للاجئين في موزمبيق وزامبيا. كما سيتم خفض الحصص الغذائية الشهر المقبل للاجئين في السودان ودول أخرى.

من جهة أخرى، تشير وطأة الحرب في أوكرانيا على كلفة المواد الغذائية وتوافرها في العالم، إلى أهمية استغلال المساحات الشاسعة من الأراضي الخصبة في إفريقيا من أجل وضع حد لاعتماد غير مجدٍ على الاستيراد.

هل يمكن لتنامي التهديد الإرهابي في إفريقيا أن يسرع حركات النزوح القسري بشكل خطير؟

وجود مجموعات مسلحة غير تابعة للحكومة في بعض أنحاء القارة أمر مقلق.

تواجه منطقة الساحل إحدى أسرع أزمات النزوح في العالم بسبب اقتران انعدام الاستقرار السياسي بالعنف المعمم وانقطاع المواد الغذائية وأزمة المناخ.

وتعد المنطقة 2,86 مليون نازح داخلي، بزيادة عشرة أضعاف عما كان عليه العدد قبل عشر سنوات. وفي منطقة وسط الساحل، يتركز حوالى 75% منهم في تشاد والنيجر.

في بوركينا فاسو وحدها، تخطى عدد النازحين الداخليين 1,85 مليون في إبريل 2022، إثر الهجمات الدامية التي شنتها الجماعات الإرهابية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"