يعد سوق الباحثين عن عمل سوقاً فائق التنافسية في الوقت الحالي، فيما تركز الشركات على العمل بسرعة وكفاءة عالية لشغل عشرات الفرص الوظيفية لديها. إلا أن المعدل السريع الذي شهده السوق في مجالي التوظيف والاستقالة خلال العام الماضي، دعا بعض مسؤولي التوظيف إلى إعادة التفكير في العلامات التي تشير إلى مدى كفاءة المرشح المستقبلي لشغل منصب ما، والأمور التي يمكن أن تقصيهم عن الوصول إلى الجولة التالية من المقابلات الشخصية.
تحدثت قناة «سي إن بي سي» الإخبارية الأمريكية مع عدد من خبراء التوظيف بشأن المحاذير التي قد تكلفك عرض العمل.
1- تعذُرك عن شرح سبب تنقلك بين الوظائف
أشار استطلاع للرأي نشر مؤخراً، شمل أكثر من 1500 شخص، إلى أن 23% من الموظفين الذين استقالوا من مناصبهم في العام الماضي منفتحون على فكرة تغيير وظائفهم مرة أخرى هذا العام. وقال بيت لامسون، الرئيس التنفيذي لشركة «أمبلوي»، إن العمل لفترة قصيرة في شركة، ثم تغيير الوظيفة، قد لا يحمل نفس وصمة العار التي كانت عليه من قبل، مضيفاً: «إنه عالم جديد كلياً؛ حيث تتسارع وتيرة تغيير الوظائف، ويحتاج أرباب العمل إلى إدراك ذلك الأمر».
إلا أن ذلك يعني أيضاً أنه عليك أن تكون مستعداً دائماً لشرح سبب عودتك إلى سوق البحث عن عمل بعد الفترة القصيرة التي قضيتها في وظيفتك السابقة.
وعلى سبيل المثال، يمكنك التركيز على كيفية تغيّر نطاق الوظيفة بين الوقت الذي أجريت فيه المقابلة للظفر بالعمل، والوقت الذي قدمت فيه استقالتك، وفقاً لما تقوله كاثرين مينشيو، الرئيسة التنفيذية لشركة «ذا ميوز». ويمكنك أيضاً التركيز على التأثير الذي أحدثته في الوظيفة على الرغم من الفترة القصيرة التي قضيتها في الشركة.
وتنصح مدربة التوظيف تشيلسي جاي، في التحدث مع مسؤول التوظيف عن المستقبل وما يمكنك إضافته إلى العمل في حال حصلت على الوظيفة؛ حيث يمكنك القول إن بيئة العمل السابقة لم تعد مناسبة لك، وتتطلع لهذه الوظيفة وما يمكنك إنجازه مستقبلاً.
2- التحدث بشكل غير لائق عن صاحب العمل السابق أو الحالي
يقول نحو 72% من الشباب الباحثين عن عمل إنهم شعروا بالندم لقبول وظيفة ما، لأن الوظيفة أو الشركة كانت مختلفة تماماً عما كانوا يظنون، وفقاً لمسح أجرته شركة «ذا ميوز»، شمل أكثر من 2500 شخص من جيل الألفية وجيل «زد»، إلا أن الحديث بصورة غير لائقة عن مدير العمل السابق أمر سلبي جداً، وفقاً لبول ماكدونالد، كبير المديرين التنفيذيين في شركة «روبرت هاف».
وبدلاً من الخوض في الأشياء التي لم تعجبك في وظيفتك السابقة، يمكنك تأطير التجربة كدرس تعلمت منه عما يجب أن تفعله وما يجب تجنبه، والأشياء التي لا تحب أن تراها في بيئة العمل.
وعلى سبيل المثال، إذا لم تعجبك الطبيعة التنافسية للشركة التي عملت لديها سابقاً، تقترح كاثرين مينشيو قول شيء مثل: «أنا أحب العمل في بيئة تعاونية، تمنحني معلومات مستفيضة حول المجالات المختلفة التي تعمل فيها الشركة، وفيها يتعاون الموظفون مع بعضهم بعضاً
3- الظهور غير مستعد
قد تجد المزيد من مسؤولي التوظيف يراسلونك على موقع «لينكدإن» هذه الأيام على أمل أن يظفروا بك، حتى لو كنت لا تبحث بنشاط عن وظيفة جديدة. وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد يتطور خلال الحديث، فإن مديري التوظيف يستطيعون معرفة ما إذا كان الشخص حضر إلى المقابلة وهو مستعد أم لا. وينصح المتخصصون في هذا المجال في القيام ببحث سريع عن الشركة وإعداد بعض الأسئلة حول الوظيفة لإظهار اهتمامك.
ويقول بول ماكدونالد، كبير المديرين التنفيذيين في «روبرت هاف»، إن أكثر ما يزعجه هو عندما يحضر مرشح ما لمقابلة افتراضية وهو غير مستعد.
وبعد عامين من العمل عن بُعد، يشعر الأشخاص براحة أكبر عند إجراء مكالمات الفيديو، لذلك يدرك ماكدونالد عندما لا يكون لدى الأشخاص احترافية ومعرفة في آداب استخدام التقنية أو الظهور بملابس غير رسمية لإجراء مكالمة مهنية. ولكن قد تحدث أمور خارجة عن سيطرتنا؛ حيث قد تضطر إلى إجراء مكالمة في سيارتك أثناء استراحة الغداء، أو عندما تكون عالقاً في حركة المرور خلال طريق عودتك إلى المنزل. اشرح ما حدث لك خلال بداية المحادثة، واشكر المحاور على تفهمه، ثم استطرد في الحديث.
كما عليك أن تكون مستعداً أيضاً للحديث عن الراتب خلال المقابلة الأولى، كما تقول أنجيلا كوبلاند، نائبة رئيس التسويق في شركة «ريكروترز دوت كوم»، وتوصي بالانتظار حتى يفتح رئيس التوظيف موضوع الراتب أولاً، حتى تتمكن من طرح سؤال حول متوسط الراتب المتاح لهذه الوظيفة. وفي حال لم يقدم قسم الموارد البشرية نطاقاً للراتب، قل إنك أجريت بحثك في هذا المجال، واعرض الراتب الذي يناسبك بناء على خبرتك ومؤهلاتك.
4- الظن بأن لديك الأحقية بالوظيفة
إن إجراء مقابلة عمل وأنت غير مستعد هو أمر غير مهني، لكن الأسوأ منه هو أن تترك انطباعاً لمدير التوظيف بأنك تسدي له خدمة لأنك رددت على مكالمته. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد تشهد عدد توظيف قياسي، فإنه لا ينبغي على الباحثين عن عمل أن يبالغوا في تفاؤلهم حيال سوق العمل، لدرجة الشعور بأن لديهم الأحقية بالحصول على العمل. وتقول كوبلاند: «يجب أن تقدم أفضل ما لديك، وتظهر في مقابلة العمل بحرفية عالية».».
