عادي

اليسار على أبواب السلطة في كولومبيا

16:04 مساء
قراءة 3 دقائق
بوغوتا- أ.ف.ب
توجّه الكولومبيون، الأحد، إلى صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية تجري تحت شعار التغيير الذي يتطلع إليه الكولومبيون بغالبيتهم الكبرى، فيما يتصدر السباق غوستافو بيترو ليصبح في حال فوزه أول رئيس يساري في تاريخ البلاد الحديث.
ودعي نحو 39 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في 12 ألف مركز اقتراع لاختيار رئيسهم الجديد من بين ستة مرشحين، خلفاً للرئيس المحافظ المنتهية ولايته إيفان دوكي الذي لا يحظى بشعبية ولا يمكنه الترشح لولاية جديدة.
وتجري الانتخابات في أجواء من التوتر السياسي الشديد، بعد أربع سنوات لم تشهد إصلاحات كبرى وطغت عليها الجائحة وركود اقتصادي وتظاهرات حاشدة في المدن وتفاقم العنف من قبل الجماعات المسلحة في الأرياف. وكشفت التظاهرات التي أطلقتها لجنة الإضراب الوطني في ربيع 2021 وقمعتها الشرطة بعنف، مدى الإحباط الشعبي ولا سيما بين الشبان في مواجهة الفقر وعدم المساواة والفساد المستشري.
وفي المناطق الريفية، تصاعدت أعمال العنف مع تزايد سيطرة رجال العصابات والجماعات المسلحة المرتبطة بالاتجار بالمخدرات على المجتمعات المحلية، ما يقوض الإنجازات القليلة لاتفاق السلام الموقع عام 2016 مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).
«خياران»
ونجح السناتور اليساري رئيس بلدية بوغوتا السابق غوستافو بيترو الذي يتصدر استطلاعات الرأي، وهو مقاتل سابق تحول إلى الاشتراكية الديمقراطية، في الاستفادة من التعطش إلى «التغيير» الذي جعل منه شعار حملته.
وأعلن بيترو خلال مناظرة أخيرة، الجمعة: «هناك في نهاية المطاف خياران: إما نبقى على ما لدينا، الفساد والعنف والجوع، وإما نحدث تغييراً للمضي نحو السلام والتقدم وديمقراطية تتسم بالشفافية»، داعياً المواطنين إلى توحيد صفوفهم «من أجل الحياة» وهو شعار آخر لحملته.
وهي ثالث مرة يخوض بيترو (62 عاماً) انتخابات رئاسية ويرى العديد من الناشطين في ائتلافه اليساري «الميثاق التاريخي» الذي تصدر الانتخابات التشريعية في آذار/ مارس الماضي، أن هذه الانتخابات ستكون فاصلة. ويخوض بيترو الانتخابات مع مرشحته لنيابة الرئاسة فرانسيا ماركيز، وهي ناشطة من أجل حقوق النساء ومناهضة للعنصرية فرضت نفسها منذ الآن كإحدى الظواهر الطاغية في هذه الانتخابات.
في المقابل، فإن المرشح المحافظ فيديريكو غوتيريث الرئيس السابق لبلدية ميديين (شمال غرب) الذي حصل على 27 % من الأصوات، يقدّم نفسه على أنه مدافع عن الكولومبيين «العاديين» واعداً بإحلال «النظام والأمن».
وبعد اعتماده خطاباً تقليدياً يقوم على التنديد بـ«الشيوعية»، تبنى غوتيريث الذي يلقبه أنصاره «فيكو»، شعار التغيير، مؤكداً أنه مرشح «المنطق». وقال خلال المناظرة، الجمعة: «ما أريده هو توحيد كولومبيا لأنها بحاجة إلى تغيير. لكن هذا التغيير يجب أن يقودنا بالطبع إلى بر الأمان بدون أن يعرض البلد للخطر».
وحرص خلال الحملة على النأي بنفسه من الرئيس المنتهية ولايته ومن المركز الديمقراطي الحاكم بزعامة الرئيس السابق ألفارو أوريبي (2002-2010) الغارق في نزاعات قانونية.
ومن المقرر أن تجري الدورة الثانية في 19 حزيران/ يونيو في حال لم ينجح أحد المرشحين في إحراز غالبية 50% من الدورة الأولى.
«كل شيء جاهز»
وخيم استقطاب شديد على الحملة الانتخابية وتخللتها تهديدات بالقتل موجهة إلى بيترو ومرشحته لمنصب نائبة الرئيس، ما حتّم تأمين حماية متواصلة لهما بواسطة حاجز من الدروع المضادة للرصاص. وحذرت بعثة مراقبة الانتخابات، وهي ائتلاف من المنظمات غير الحكومية، من أن الأيام الأخيرة كشفت عن «مستوى مرتفع من العنف والتضليل الإعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام».
وبعد حصول تباينات قبل فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية على حساب معسكره، أبدى بيترو مخاوفه حيال «عدم وجود ضمانات» للانتخابات الرئاسية، ولا سيما في ما يتعلق ببرنامج تعداد الأصوات الذي لم يتم الكشف عنه في الوقت المناسب رغم تعليمات القضاء والحكومة.
وكرر: «لدينا شكوك» مشدداً على احتمال حصول «تزوير». وسيتم نشر أعداد كبيرة من المراقبين الدوليين ومن بينهم عناصر من بعثة منظمة الدول الأمريكية والاتحاد الأوروبي الذي دعا إلى «الاعتدال والمسؤولية».
من جانبه، أعلن «السجل الوطني» المكلف تنظيم الانتخابات أن «كل شيء جاهز».
ونشرت الحكومة 220 ألف عنصر إضافي من الجيش والشرطة في كل أنحاء البلاد، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 300 ألف عنصر مكلفين بضمان الأمن خلال الانتخابات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"